جفرا نيوز -
يحيى الحموري
إنه لأمر يدمي القلب ويشعل الغضب في النفوس أن نرى قاعات الكونغرس الأمريكي تفتح أبوابها وتفرش السجاد الأحمر لمجرم حرب مثل نتنياهو، بينما يصفق أعضاؤها بحرارة لكذبه ونفاقه. كيف وصل هؤلاء إلى هذا المستوى من الإنحطاط الأخلاقي، حيث أصبحوا يهللون لجرائم الإبادة الجماعية بحق الأبرياء في غزة؟! هل تجردوا من أي حس إنساني؟ أم أن هذه الكراهية العميقة للعرب والمسلمين تجذرت في أعماقهم حتى أصبحت تشكل جوهر سياستهم ومواقفهم؟
ما نشهده ليس مجرد تصفيق لشخص؛ إنه تصفيق للجرائم البشعة، دعم غير مشروط للظلم، وتواطؤ صريح مع القتل والدمار. كيف يمكن لهم أن يدعموا قتلة الأطفال والنساء ويدّعوا في نفس الوقت الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة؟! إن ما يحدث في قاعات الكونغرس ليس مجرد نفاق، بل هو خيانة لكل قيم الإنسانية والعدالة.
إن هذا المشهد الصادم يدفعنا للتساؤل: أي نوع من البشر هم هؤلاء الذين يغضون الطرف عن معاناة شعب بأكمله، ويمجدون مرتكب الجرائم ضد الإنسانية؟! إن صمت العالم وإشاحة النظر عن هذه الحقائق المروعة يعكس انحداراً أخلاقياً خطيراً.
يجب أن نقف بحزم ضد هذا التواطؤ مع الظلم. يجب أن يكون هذا المشهد القبيح حافزاً لنا لنكون أكثر قوة في الدفاع عن حقوق الإنسان، ولنعري الوجوه الزائفة التي تدعي حماية الديمقراطية والحرية بينما تغرق أيديها في دماء الأبرياء.