جفرا نيوز -
فرح سمحان
مع قرار النائب خليل عطية بعدم ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة وسبقه عبدالكريم الدغمي، وآخرون لهم وزنهم وكلمتهم في المجلس ألمحوا أيضًا أن لا نية لديهم بالترشح، كل ذلك يعني أن شكل البرلمان 20 وسيناريوهاته ومضامينه ولو أن الحكم ما زال مبكرًا؛ إلا أنها ستكون بنكهة مختلفة وغير مألوفة سيما مع تخصيص 41 مقعدًا للأحزاب؛ ومحاولة رضوخ البرلمان القوي تحت الحياة الحزبية ومن ثم تشكيل الحكومات البرلمانية.
غياب أسماء مهمة في المجلس كعطية والدغمي وغيرهم من نواب البرلمان التاسع عشر سيكون الرهان على فكرة مرور النائب الحزبي بأدوات واضحة تحت القبة ومواجهة الشارع الذي ينتظر أفعالا لا خطابات و"طخ" وطنيات وشعارات، والتعامل مع مواقف كهذه يحتاج لخبرة برلمانية؛ وبالتالي ذهاب الخبرات السابقة يعني حدوث حالة من عدم الاتزان أو خلق برلمان مضطرب ؛ وسيحتاج لوقت على الأقل حتى يعتاد المشهد .
المخاوف والقلق الكبير يأتي من فكرة أن النواب الحزبيين سيدخلون إلى المجلس بفكر ونهج وبرامج أحزابهم وعقليتها في تشخيص القضايا والتعامل مع الحدث بسرعة وجرأة مؤقتة، وهذا يفتح الباب على أن بعض الأحزاب أصلا قسمت نفسها ورتبت أجندتها على أساس شكلي وتجرد من الواقع، الأمر الذي لن يكون محمودًا تحت القبة لأن الظرف والتوقيت لن يسمح بأي خروج عن النص أو تجرد مما تقتضيه متطلبات المرحلة؛ وما يمكن فرضه بالحزب سيكون التعاطي معه تحت القبة بين خيارات عدة ورهن إشارة شخصيات تحكم القبضة كما تريد.
لن يترك البرلمان التاسع عشر أرثه ولا أي ملف يتعلق به في ظل كركبة الأحزاب التي تحاول أن تبتعد عن مفهوم ضيوف الشرف في المجلس القادم الذي عُقد عليه العزم ليثبت نجاح تجربتها ، ولن يرحمها أحد وربما قد يكون وصف "ديكور" إطراء بالمقارنة مع ما سيُنعت به المجلس ال20 المخصص من مقاعده 97 للمحليين و41 للحزبيين؛ حال التقصير أو أي زلة لسان .