جفرا نيوز -
شهدت الساحة السياسية الأمريكية أخيراً مناظرة حامية جمعت بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
هذه المناظرة التي تأتي قبل 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، ربما تكون في تقدير البعض بمثابة نقطة تحول حاسمة في السباق الانتخابي، إذ يعتقد الكثيرون بأن ترامب استطاع حسمها لصالحه، مما وضع بايدن في موقف صعب حتى أمام مؤيديه.
لكنه أكد عزمه على مواصلة السباق الانتخابي حتى النهاية، مشيراً إلى إصراره على هزيمة ترامب وتحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة.
ويؤكد عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي أن الديمقراطيين وجدوا خلال هذه المناظرة أن أداء الرئيس بايدن سيئ للغاية، في ضوء عدم تمكنه من الرد على اتهامات ترامب والظهور في صورة أكثر إقناعاً وتماسكاً في الرد على بعض الأسئلة.
تغير أسلوب
ويضيف: «المناظرة على النقيض بالنسبة للمعهود عن ترامب، فقد أظهرت تغير أسلوبه، إذ لم يكن بنفس الهجوم، مما أدى إلى اقتحام الكونغرس الأمريكي، كما تفادى الخوض في المسائل القضائية، وهو ما نجح بها مقابل عدم استطاعة بايدن الرد في عدد من الأمور، مما أدى إلى اعتقاد الكثيرين حتى من الديمقراطيين بأن أداء بايدن كان سيئاً جداً. اعتقاد الكثير بأن ترامب نجح في الفوز بهذه المناظرة»، مشيراً إلى أن المناظرة أظهرت تفادي ترامب بعض الأسئلة، مثل
ويوضح أن هناك حالة من التخوف لدى الديمقراطيين من عدم استطاعة بايدن الاستمرار في الحكم وفي نفس الوقت تخوف من خسارة الانتخابات، ومن ثم البدء بالتفكير في إمكانية الدفع بمرشح ديمقراطي بديل في حالة تدهور صحة الرئيس الحالي بايدن.
ويشير في الوقت نفسه إلى أن فئة الشباب من الناخبين ترى أن بايدن أخفق في تصريحاته بشأن التعامل مع قضايا غزة وقضايا الحرب ودعم إسرائيل أيضاً، ومع تدهور صحة بايدن التي لا تسمح باستمراره لمدة 4 أعوام مقبلة.
خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور أحمد سيد أحمد، يرى أنه على الرغم أن العرف السياسي وتاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية يشيران إلى أن المناظرات لا تحدث تغييراً جذرياً في توجهات وخيارات الناخبين الأمريكيين إلا باستثناءات قليلة، كما أن تأثيرها منعدم في توجهات الناخبين المحددين لخياراتهم، إلا أن المناظرة الأخيرة بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق ترامب يمكن القول إن لها تأثيراً كبيراً في خيارات الناخبين الأمريكيين لعدة اعتبارات.
الاعتبار الأول يتمثل في سوء حالة بايدن الصحية، التي بدت بوضوح خلال المناظرة، وبما يعكس صعوبة انتخاب رئيس يعاني من تدهور صحي أو صاحب قدرات صحية وذهنية ضعيفة لأربعة أعوام مقبلة.. وبالتالي سيؤثر ذلك في توجهات الناخبين المستقلين الذين يحددون خياراتهم دون الانتماء لحزب ولكن لبرنامج المرشح، فضلاً عن تأثيرها الكبير داخل الحزب الديمقراطي.
ويشير إلى أن قطاعاً كبيراً داخل الحزب رأى خلال المناظرة ضعف أداء بايدن، وهو ما دفع كثيراً من الديمقراطيين لمطالبة بايدن بعدم استكمال الانتخابات واستبدال مرشح آخر به، كما خرجت كثير من الأصوات داخل الحزب حتى من المؤيدين بقوة لبايدن تطالب بإعلاء المصلحة العليا لتجنب خسارة حتمية في حال استمراره بهذه الحالة الصحية واحتمالية فوز ترامب والتأثير في فرص الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي.
وفي ما يخص ترامب، يوضح أحمد أن الرئيس الأمريكي السابق استطاع تقديم أداء جيد وأكثر هدوءاً وتماسكاً، وبالتالي ظهر أنه الأقوى رغم إدانته جنائياً، وهو ما يعزز من القاعدة الصلبة لترامب.. ولذلك فتأثير تلك المناظرة قوي في المستقلين وجزء كبير من الديمقراطيين عقاباً لبايدن في ما يتعلق بالتصويت الاحتجاجي بسبب تعنته.
منافسة شرسة
من جانبه، يعتقد الباحث في العلاقات الدولية، محمد ربيع الديهي، بأن المناظرة بين بايدن وترامب أسفرت عن كثير من التطورات، بعد التعرف بشكل أوضح إلى مواقف كلا الرئيسين في المشهد الانتخابي، مضيفاً: الرأي العام عقب هذه المناظرة أصبح أقرب للتصويت لصالح المرشح دونالد ترامب عن بايدن (بحسب ما تُظهره نتائج الاستطلاعات) وهو ما وضع مزيداً من العراقيل الكثيرة أمام الرئيس الحالي بايدن في ضوء أدائه خلال تلك المناظرة. ويشير إلى أنه في ضوء ما شهدته المناظرة من طرح رؤى الرئيسين فإن ذلك يؤكد أننا أمام مشهد انتخابي محتدم للغاية وتنافس بصورة شرسة بين المرشحين.