النسخة الكاملة

داوديه يكتب : محمد السادس.. الضيف الغالي

الأربعاء-2012-10-17 02:36 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - محمد داوديه  يحل الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، اليوم، ضيفا على ملكنا الحبيب وعلى مملكتنا الحبيبة، ضيفا من أغلى الضيوف ومن أكثرهم قرابة لملكنا وقربا منا. الملك محمد السادس، وارث تاج ملوك العلويين، ونجل المغفور له بمشيئة الله الحسن الثاني اعظم ملوكهم، المخلص لتقاليد اسلافه العريقة، يواصل الصعود بالمملكة المغربية العزيزة، على دروب التنمية والإصلاح والديمقراطية والتعددية السياسية والانفتاح، منسجما مع روح العصر والحياة والتطورات السياسية التي يشهدها العالم، ومتماهيا مع التغيرات الكبرى التي طرأت على انماط الحكم وعلاقات الشعوب بقادتها، تلك التي اصبح تتميز بالانفتاح والمشاركة والثقة المتبادلة. تخوض المملكة المغربية، بقيادة ملكها الهمام، محمد السادس،عباب ولجج مسارات الاصلاح والانفتاح، وتنخرط القوى السياسية المغربية كافة، في مشروع الدولة المدنية الحديثة، ويسهم جميع المغاربة في ارساء واعلاء مداميك الحاكمية الرشيدة، وتطوير مؤسسات الشفافية ومكافحة الفساد، سبيل المجتمعات الى التقدم والتطور والتنمية الشاملة والسلم الاهلي. عندما رحل ملكنا الفذ، الحسين الغالي تغمده الله بواسع رضوانه، هاتفني سمو الامير محمد بن الحسن،ولي العهد المغربي آنذاك، معزيا ومواسيا، ومعربا عن فجيعته وآلامه لرحيل (عمي الملك الحسين اعظم ملوك العرب عمي الرحب واسع الافق الذي ينهل القادة منه الحكمة). لقد قمت بتقديم العزاء والمواساة الى الملك الحسن الثاني برحيل الحسين شقيقه الغالي. وقد ابلغني الملك الراحل الحسن الثاني، بأقصى درجات التأثر والحزن: (لقد واظبت طيلة فترة مرض شقيقي الحبيب الحسين كنت ارسل الى جناحه في مايوكلينك الزهور والاطباق المغربية وأسال الله في كل صلواتي ان يلطف بأخي الأغلى). كنت سفيرا لبلدي الحبيب في المغرب الحبيب، عندما تسنم الملك محمد السادس عرش اسلافه العظام. وقد شهدت كيف كان حزن المغاربة عظيما وعميما، وكما في الاردن، لم يخرج الرجال والنساء والشباب اليافعون المغاربة الى الشوارع بعصا المخابرات وبتعليماتها. ففي الممالك العظيمة، كالأردن والمغرب، لا يحزن الناس، كل الناس، بتعليمات وبأوامر. لا بل ان التعليمات والاوامر هي لضبط تدفقهم وتنظيم مواكبهم النائحة الحزينة. كان انتقال السلطات في المغرب - كما في الاردن-يسرا مدهشا وعبقريا. ولكنه لم يكن عفويا، فالتقاليد الملكية المغربية صارمة ومحددة ودقيقة وفي ارقى درجات الكمال. كظم الشعب المغربي احزانه الكبيرة، على من بنى 100 سد مائي حفظت الحياة في المغرب، وفي حالة شعبية خارقة السرعة باذخة غامرة، انعقدت البيعة للملك الجديد، والد الفقراء والمعوزين ابان ولاية العهد وهو ما ظل مخلصا له بعدما اعتلى عرش المغرب. لقد اكرمني الملك محمد السادس اعزّ الله ملكه بأرفع الأوسمة (الوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى) بعد خدمة امتدت اكثر من خمس سنوات في المغرب، كانت من اجمل ايام حياتنا انا واسرتي. فالمغرب اجمل ما خلق الله من بلدان - بعد الاردن-والمغاربة مغدقون فياضو الكرم ودودون يغمرون ضيوفهم بالاخلاق والاطباق، والمثل يقول (يدخل الغريب المغرب باكيا لبعدها ويغادرها باكيا متحسرا). ان التماثل الانطباقي المدهش بين الحالتين الاردنية والمغربية ليبعث على الغبطة والرضى. وانني لأدرك ان الاصلاح في الوطن العربي كالأواني المستطرقة، لن يقيض لقطر ان يطفو منفردا فيما تشده اقطار عدة الى نماذجها وصيغها وبناها القديمة المغرقة في المحافظة. مرحبا بضيوفنا المغاربة وبملكهم محمد السادس ملك المغرب العزيز ابن عم ملكنا الغالي، فالكل يعلم ان الهاشميين والعلويين ابناء عمومة فهم من قريش اعز قبائل العرب. وانها لزيارة مباركة نتطلع اليها بشغف واهتمام وحرص فالتحديات متماثلة والمسارات الواعية المنفتحة واحدة والمصائر الطيبة واحدة والصلات بحمد الله وبحنكة الملكين العزيزين في ذراها الأعلى. وانني لأعجب لمن يرغب في قضاء اجازة في اوروبا وغيرها من البلدان ولا يقضيها في المغرب. سفيرنا لدى المملكة المغربية ما بين 1998-2003
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير