النسخة الكاملة

الأحزاب تختار المترشحين..وزحام وخلافات على القوائم..وأمناء عامون يضربون على رؤوسهم!

الثلاثاء-2024-05-14 09:09 am
جفرا نيوز -
د.محمد ابو بكر 

على الرغم من تشكيل بعض الأحزاب للجان خاصة باختيار المترشحين للإنتخابات ، إلّا أن الأمور لا تسير وفق ما تشتهيه هذه اللجان أو حتى القيادات الحزبية ، ويمكن القول بأن غالبية القيادات الحزبية حديثة العهد بالعمل الحزبي ، وبالتالي فإنّ صعوبات كبيرة بدأت تواجهها.

ويعتقد كثير ممن يرغبون الترشح بأنّ الطريق الحزبي هو الأقرب للوصول إلى المجلس النيابي ، وهذا أدّى لإعلان أعداد كبيرة رغبتها بالترشح ، فالزحام بين الطامحين بالوصول إلى القبة البرلمانية يمكن ملاحظته في العديد من الأحزاب ، وهم يعلمون تماما تكلفة المقاعد الأولى.

هذا الزحام أصاب قيادات حزبية بالصداع ، وهي لا تعلم كيف يمكن لها التصرّف إزاء ذلك ، وبعض الأمناء العامين يصرّون على حمل كل المسؤوليات ( كمن يحمل عشر بطيخات بيد واحدة ) وهذا من شأنه توتير الأجواء في البيت الحزبي ، وحينها لا يمكن تكهّن ما سيجري ، خاصة وأن أمين عام أحد الأحزاب يصرّ في جلساته على القول بأن حزبه سيحصل على خمسة مقاعد على الأقل .

سقطة الأمين العام باتت تشبه عشّ الدبابير الذي وجد الأمين العام نفسه في مواجهته ، فأكثر من عشرين شخصا عبّروا عن الرغبة بالترشح على قائمة الحزب ، وكل منهم يريد أن يكون ضمن الخمسة الأوائل ، والأمين العام وقع في حيرة كبيرة ، وبات يضرب رأسه ويلطم وجهه ، وهو عاجز عن حلّ هذه الأحجية.

ما جرى في الحزب المذكور ينسحب على العديد من الأحزاب ، وحين يصرّ أمين عام على تسمية نجله في المرتبة الأولى ، فإنّه بذلك أثار الكثير من النقاش وصولا للإمتعاض داخل أروقة الحزب ، حيث يقول أحد قيادييه بأن الحال لم يعد سويّا ، والحزب بات كالشركة الخاصة ، ونحن عبارة عن قطيع ، وهذا لا يمكن له ان يستمر أبدا.

كل ما ذكرناه سابقا يوحي بأن ما هو قادم في عملية اختيار مترشحي الأحزاب سيواجه بصعوبة بالغة ، وحتى اللحظة لم يتمكن أيّ حزب من إعلان قائمته أو حتى ملامحها ، خوفا من ردّات فعل ، وهي متوقعة ، وقد تؤدّي إلى حالات من الإنسحابات لشخصيات وازنة ومهمة ، والمحصّلة تقول بأنّ غالبية القيادات الحزبية الجديدة ما زالت تجهل أبجديات العمل الحزبي ، والذي يحتاج لاستيعابه سنوات وسنوات.

ويؤكّد سياسي مخضرم على عدم التعويل على انتخابات هذا العام بالنسبة للأحزاب ، مشيرا إلى ضرورة النظر إليها كبروفة حزبية ، مضيفا أن انتخابات المجلس الحادي والعشرين هي الأهمّ ، وهي التي يمكن الإرتكاز عليها في تبيان أهمية الأحزاب السياسية التي قد تتمكن من تشكيل حكومات برلمانية بعد أربع سنوات من الآن أو المشاركة في الحكومات بقوّة ، إذا ما سارت الأمور في بلادنا كما نرغب ونشتهي.