جفرا نيوز -
بدأت في عمان، اليوم الاثنين، فعاليات ندوة المكتبة في نسختها السابعة التي تنظمها مكتبة عبد الحميد شومان، بعنوان "المكتبة كمحرك للتغيير: المكتبات العربية نموذجًا "، بمشاركة مختصين محليين وعرب.
وتأتي الندوة إيمانا من مؤسّسة عبد الحميد شومان، لمواكبة التطورات التي تعزز دور المكتبة كمحرك للتغيير في المجتمعات.
وأكدت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، حرص المؤسسة على تنظيم هذه الفعالية دوريا، ومنحها أولوية كبيرة على أجندة الفعاليات السنوية، مشيرة إلى أنها "تنير الطريق أمامنا على العناصر التي ينبغي أن ندعّم بها العمل، والطرق العلمية والعملية التي من المطلوب استدخالها في عملنا لكي نصبح أقرب إلى ما هو قائم اليوم عالميا في خدمات المكتبات".
وأشارت إلى أن ندوة "المكتبة كمحرك للتغيير"، مثلت مخرجاتها للمؤسسة على الدوام؛ خارطة طريق لعمل المؤسسة، وعمل الشركاء العديدين الذين ساهموا فيها على مدار الأعوام السابقة. وقالت "استفدنا كثيرا من تجارب الذين سبقونا في هذا الحقل، ما مكننا من أن نكون على قدم واحدة مع تلك التجارب المهمة التي استضفناها من آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، خصوصا اطلاعنا على النموذج السنغافوري الذي مثل لنا واحدا من النماذج الملهمة، بما تكتنزه تجربتهم من ثراء وغنى".
وأضافت، "في النسخة السابعة الحالية، قررنا أن نخصصها للاطلاع على تجارب عربية في مجال عمل المكتبات، من أجل أن نعرف إلى أي مدى وصلت هذه التجارب في الاستجابة إلى احتياجات المستفيد المتزايدة، خصوصا ونحن نعيش في عالم سريع التحول والتطور، ولا بد من ديناميكيات سريعة لمواكبة هذه المتغيرات"، مشيرة إلى أن المؤسسة تستضيف اليوم ثلاثة نماذج من المكتبات العربية، والتي استطاعت اقتراح برامجها وأنشطتها، من أجل معرفة المدى الذي وصلنا إليه في سياقات عملنا بهذا المجال، والتغيرات الإيجابية التي استطعنا إحداثها في مجتمعاتنا.
وجرى خلال حفل افتتاح الندوة عقد حوارية ادارتها قسيسية، وشارك فيها رئيس قطاع المكتبات في مكتبة الإسكندرية دينا يوسف، والمستشار الثقافي للبرامج في مركز إثراء طارق خواجي، ومدير شؤون العمليات في مكتبة قطر الوطنية خالد اليافعي، لتسليط الضوء على الخدمات وأهم ما يميز عملهم مع الجمهور.
وفي عرضها الذي جاء بعنوان " مكتبة الإسكندرية: رحلة إلى عالم الثقافة والمعرفة"، أشارت دينا يوسف إلى أن مكتبة الإسكندرية الجديدة تسعى إلى استعادة روح الانفتاح والبحث التي ميَّزت المكتبة القديمة؛ وأن تكون مركزًا للتميّز في إنتاج
ونشر المعرفة، ومكانًا للتفاعل بين الشعوب والحضارات.
وبينت أن أهداف مكتبة الإسكندرية تتمثل في أن تكون نافذة العالم على مصر، ونافذة مصر على العالم، وأن تكون كذلك مؤسسة رائدة في العصر الرقمي، ومركزا للتعلّم والتسامح والحوار والتفاهم.
من جانبه استعرض خواجي في عرضه المعنون " المعرفة في متناول الجميع: مركز إثراء في التواصل والوصول"، أهم الخدمات التي تقدمها مكتبة إثراء، مشيرا إلى أن المكتبة تتكون من أربعة طوابق وتحتوي على 300 ألف كتاب و17 ألف مادة رقمية، كذلك مساحات للحوار والنقاشات ومرافق لتوقيع الكتب ومكتبة كاملة للأطفال.
كما استعرض أهم المبادرات والبرامج والأنشطة التي تنفذها المكتبة والمتمثلة في نادي إثراء للقراءة للكبار والصغار، ومعرض الكتاب للأطفال، وتوقيع الكتب والأمسيات الشعرية: مجاز أنموذجا، ومجلس إثراء الثقافي وغيرها.
وتحت عنوان " نحو صناعة محتوى معرفي مستدام وملهم"، قدمت مسؤول تطوير برامج أول في مبادرة قطر تقرأ ندى بهزاد وزميلها خالد اليافعي من مكتبة قطر الوطنية، عرضا نوها خلاله إلى أن رؤية مكتبة قطر الوطنية تتمثل بأن تكون واحدة من المراكز المتميزة عالميًا في مجالات التعلُّم والبحوث والثقافة، وأن تقوم بالحفاظ على تراث المنطقة، وإطلاق الخيال، وتشجيع الاستكشاف، وصقل الجانب الروحي للإنسان.
كما تهدف رسالة مكتبة قطر إلى تمكين المستفيدين من التأثير الإيجابي في مجتمعهم عبر توفير بيئة استثنائية للتعليم والاستكشاف، منوها إلى أن قيم المكتبة تتمثل بالانفتاح والشفافية، والتعليم والتعلم مدى الحياة، والإتاحة الحرة، والحرية الفكرية، والتطور والابتكار، وحسن الإدارة، والمساواة والتنوع والادماج، وسهولة الوصول، والاحترام، والانصاف.
وتتناول الندوة على مدى يومين، محاور وموضوعات حول تصميم وتطوير البرامج وتعزيز تجربة العملاء، وزيادة الاقبال على المكتبات، وأمين مكتبة لعالم متغير، بالإضافة إلى استعراض بعض التجارب العربية في مجال المكتبات.
يشار إلى أن مؤسسة عبد الحميد شومان ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، بدأت في العام 2016 بعقد ندوة المكتبة سنويًا، وتستهدف العاملين والعاملات في المكتبات العامة، ومكتبات الأطفال، والمكتبات المدرسية، وأخصائيي المعلومات ضمن عنوان "المكتبة كمحرك للتغيير"، وتقوم خلالها باستضافة خبراء دوليين من مختلف دول العالم للتحدث عن أفضل الممارسات والنماذج الدولية الناجحة للمكتبات الحديثة، وتغيير المفاهيم حول الدور الذي تلعبه المكتبة في القرن الواحد والعشرين.
وتقدّم الندوة عبر استضافة الخبراء، العديد من العناوين التي من شأنها تكريس دور المكتبة كمحرك للتغيير، مثل: دور المكتبات في العصر الرقمي، ومكتبات المستقبل، ودور المكتبات في تغيير المجتمعات، ورسالة المكتبيين، وتشجيع القراءة في المجتمع، وتجربة المستفيد المستدامة، وأثر المعارض والفعاليات في تشجيع القراءة ومحو الأمية المعرفية في المكتبات الجامعية وغيرها.