جفرا نيوز -
في الذكرى الخامسة والعشرون عام على رحيل الاخ طيب الذكر نبيل يوسف المعشر ' أبا يوسف '
لقد أبكرت الرحيل يا نبيل ... اكتب اليوم في ذكرى رحيل الاخ والصديق الصدوق والنبيل في اخلاقة وخلقة " نبيل المعشر " اكتب ومشاعري يغمرها الحزن العميق حيث تشتعل فيها الحسرة والألم والفراق ، واقول بماذا في هذه الذكرى السنوية الحزينة ان كل كلماتي وحروفي تنزف دمعا وانينا" وآهات لا تعد ولا تحصى .
اخي نبيل ماذا اقول في ذكرى رحيلك وبماذا أرثيك أبدمع تحجّر في العيون ، أم بأحزان تصل لعنان السماء أم بتراب ما زال جاثماً على قبرك الطاهر ، ومذ تواريت عن الورى تحت الثرى والزوايا ما زالت العيون ظامئة تبحث عنك وتناديك وأعلم أنك لن تستطيع سماعي ؛ولكنه صدى بوح في القلوب يتردد صباح مساء في كل خاطر ؛ انه الفقد الذي يصدم القلب والفراق والوجدان .
اخي نبيل .. ذكرى الصدمة ما زالت تمزّق جدران صمتي..!! .
يا نبيل يا ابن الأكرمين وابن الزمن الجميل ماذا اكتب عنك وذكراك تهل وتعلن ان الدنيا بعدك صمت واحزان وظلام لا ينتهي .
اخي نبيل يا شقة الروح لا أشد قسوةً وألماً على القلب من فراقك فقد كنت القريب والصديق الصدوق والاقرب إلى شجن الروح .
واعلم يا اخي وحبيبي وصديقي ان الموت حقٌ على كُلِ إنسان ، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ ، ولا يبقى لنا سوى تلك الذكريات التي كانت تجمعنا بكم ، ولتعرف يا نبيل ان الزمن بعدك بلا حياة وان الأمكنة خاوية من البشر وها أنا اناجيك واعلم علم اليقين ان نهاية العالم أن يموتَ كُل جميل ، وأن نصحوَ ذاتَ صباحٍ ولا نَجِد أحدا حيث ولى ذلك الزمان والبشر .
يا نبيل كم اشعرني فراقك بالألم والحزن وبنهاية الشوط حين فارقتني روحك العزيزة ، لماذا ذهبت ياصديقي بهذهِ السُرعة ، لحظاتٌ وكأنك لم تكُن هُنا ، كأنك لم تأتِ ولم أعرفك ، وكأنك لم تدخل إلى هذهِ الدُنيا ، آلمني فُراقَك يا نبيل ، كل ليلة تأتيني ذِكراك ، في لمحِ البصر تَمُرُ كُل المشاهد دَفعةً واحدة ، ولا أدري هل تتسابق لتواسيني ، أم أنها تخشى من أن تطولَ لحظاتِ الألم فتقتلني .
اخي نبيل لا أدري هل رماني القدر في طريقِك كي أتعرف عليك وابكيك كل هذي السنين ، أم أنه رَماك في طريقي لتزيد مِن عذابي وآلامي . لا أدري بما أعزي بهِ نفسي . سنوات مضت سنوات رهيبةٌ مَرَت علي كأنها جبالاً تجثم على صدري .
يا نبيل وها انت في العالم الاخر من هذا العالم هل سألتقي بك؟ يا لِهذا العالم ، ويا لِهذهِ الدنيا ، انقطعت عنها وتقطعنا عنك .
أفتَقِدُكَ كثيراً يا نبيل ، يا أَرقُ وأَنقى قلب عرفتُه بحياتي ، أنا أتألم كلما اتذكرك ، وأبكي بلا صوت ، نارٌ في صدري بلا لَهب وقودها ذِكراك وها هي سنة تلو أخرى يطوي الزمن حقبة من العمر كنت فيها يا نبيل من انبل البشر واليوم وانا أتذكرك في هذا الصباح ، اتذكرها الواحدة تلو الأخرى فيها من الخواطر والحب والوجع ما تجلب الحزن والألم وطول الرحيل ، وها هي الذكرى تلوح من بعيد لتقول ما اقسى الفقد والرحيل وكأننا في قطار العمر نمضي الواحد منا يودع الآخر ينزل نبيل في محطته الأخيرة ونحن ما زلنا نهرب في المحطات ؛ لكننا لا ننساه ولا نهرب من تلك اللحظة لأن للموت رهبة وألم وشعور حزين بالفقد ذهب وتركنا وحدنا لكي نبكيه مدى الدهر ونذرف الدمع في ذكرى الوداع .
لقد رحل الأخ والصديق الصدوق ورحل معه الإخلاص والوفاء ، وعزاؤنا انه ترك لنا إرثًا لا ننساه في اهله وأحبابه ونهجا في العمل والإخلاص نسير عليه ، رحلت يا نبيل وتركتنا نُصارِع أمواج المآسي وذكريات الأحزان .
وساتبقى يا نبيل نبع حبًا نرتشفه كلما حانت ذكراه وكلما لمع في القلب اسمه ، وسأبقى اردد لك كلما تذكرتك :
لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب
وجارحة وما أبقيت سالي
نعى الناعي فروّعنا جميعًا
وجاز الجرح حد الاحتمال
هل الأيام تغدر في أديب
سما فوق المصالح لا يمالي
خسرنا الحلم والخلق المزكّى
خسرنا هيبة الرجل المثالي
اخوك الذي لن ينساك
هيثم القضاه