النسخة الكاملة

"إخوان الأردن" يطوون الصفحة قبيل الانتخابات.. اجتماعهم مع حماس "تجليس أم شيطنة"؟

الأربعاء-2024-05-06 02:53 pm
جفرا نيوز -
فرح سمحان 

في وقت يحاول فيه قادة حركة حماس وبالضبط والربط مع الإخوان المسلمين في الأردن إعادة المياه لمجاريها وإن لم تكن كذلك أصلا مع الحكومة والدولة الأردنية، تخرج أصوات تبدد ذلك وسط اتهامات للإخوان على أنهم "شياطين تتدعي الملائكية"، وأن اجتماعهم الأخير مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ما هو إلا "حركشة" ظهر منها أقل بكثير مما بطن، فيما كان المحور الأكبر الذي نفاه منتمون للإخوان في مكاشفة لـ"جفرا نيوز"، هو عتب هنية على الحكومة والسياسيين في الأردن لعدم تعزيته باستشهاد أبنائه وأحفاده حتى ولو على سبيل المجاملة، ولكن كان هناك جزئيات أغفلت من محاور الاجتماع الذي كان عليه علامات استفهام بعد الباب الذي فتح على إخوان الأردن أخيرا تحديدا في جزئية المظاهرات والاحتجاجات المناصرة لغزة من قلب العاصمة عمّان وأمام سفارة العدو الإسرائيلي. 


ليس سرا أن أعضاء من إخوان الأردن والمحسوبين عليهم لم يبصقوا في الصحن الذي غرفوا منه في اجتماعهم مع هنية بعد مصابه الجلل، وتحدثوا بجرأة وصراحة عن موقف الأردن تجاه الحرب على غزة وكانت الإشادة حاضرة دون عتب أو غضب، مع الإشارة في كلامهم إلى الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية ، كل ذلك يعطي مؤشرات أن اللقاء لم يكن حادا أو ناريا كما يمكن تصوره في وقت حساس باتت فيه صورة الإخوان المسلمين في الأردن مع حماس "مشروخة" ومشكوك في أمرها حتى أن أوساطا سياسية مهمة وذات وزن كانت قد وجهت رسائل لحماس بأن تكف عن التدخل فيما لا يعنيها وأن الأردنيين يلبون غزة ويناصرون قضية فلسطين دون حاجة لندائهم للخروج أو غيره.

أيضا لا يمكن الجزم أن القلوب صافية مئة بالمئة تجاه الإخوان المسلمين من قبل بعض الشخصيات الوطنية ووزراء وسياسيين، لأن المهم في هذه المرحلة هو إبعاد الحركة الإخوانية عن المشهد حتى لا تدخل الحكومة والأجهزة الأمنية في صدام مباشر مع الشارع، تحديدا وأن الأزمة التي لحقت بالأردن تزامنت مع العفو العام الملكي ومضاعفة الإنزالات الجوية للقطاع المحاصر والجولات الملكية لكل دول العالم للتأكيد على موقف الأردن الثابت، ما يعني أن مرحلة الهدوء النسبي والاجتماعات التي تصب نحو "هدنة مواقف" مؤقتة بين الإخوان المأخوذ عليهم لوم وعتب والدولة الأردنية قد سرت بالفعل، سيما مع انشغال الإخوان بملف الانتخابات النيابية 2024 وسط موقف يشوبه الضباب والغباش حول المشاركة فيها، إلى جانب قرارات داخلية بشأن مجلس الشورى.