جفرا نيوز -
في خطوة تاريخية، صوت العمال في أكبر مصنع لإنتاج الصلب في بريطانيا على الشروع في إضراب للمرة الأولى منذ ما يقرب من أربعة عقود.
ويأتي هذا القرار مدفوعًا بالمخاوف بشأن الخسارة الوشيكة لـ 2800 وظيفة، على خلفية إعادة الهيكلة الكبيرة داخل المصنع.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "ABC" الأمريكية، كشفت النقابة العمالية أن "1500 من أعضائها العاملين في مصنع جنوب ويلز المترامي الأطراف، إلى جانب العمال في منشأة المعالجة نيوبورت لانويرن القريبة، أيدوا بأغلبية ساحقة الدعوة إلى الإضراب، بعد أن أعلنت شركة تاتا ستيل، المجموعة الهندية التي تمتلك المصنع، خططًا لتبسيط العمليات من خلال التخلص من آلاف الوظائف".
ويتضمن اقتراح الشركة، الذي تم الكشف عنه في يناير/كانون الثاني، "إغلاق كلا الفرنين العاليين في بورت تالبوت؛ بهدف تحديث العمليات من خلال اعتماد أفران القوس الكهربائي الأكثر استدامة بيئيًا".
ومع ذلك، فإن هذا التحول يأتي بتكلفة بشرية كبيرة، كما أقر المسؤولون النقابيون الذين يجادلون بوجود مسارات بديلة.
وانتقدت الأمينة العامة للنقابة العمالية في بريطانيا، شارون جراهام، استراتيجية تاتا ورد فعل الحكومة، واصفة إياهما بأنهما من أعراض التفكير قصير الأمد.
ورغم التهديدات بالاستغناء عن العمال المضربين، إلا أن عزم عمال الصلب على الإضراب بقي ثابتًا.
ويشكل تراجع قطاع الصلب البريطاني على مدى العقود الماضية رمزا لاتجاهات عالمية أوسع نطاقا، إذ تفرض المنافسة من دول مثل الصين ضغوطا هائلة على الإنتاج المحلي.
وأصبحت مصانع الصلب في بورت تالبوت، التي كانت ذات يوم مركزًا مزدهرًا للتوظيف ويعمل فيها حوالي 20 ألف عامل في الستينات، تواجه الآن واقعًا مختلفًا تمامًا.
ويسلط قرار الإضراب الضوء على المخاوف العميقة والشكوك التي يواجهها العمال في صناعة تتصارع مع تغييرات هيكلية عميقة.
وبينما يبحر أصحاب المصلحة في هذه المياه المضطربة، فإن مصير صناعة الصلب في بريطانيا معلق في الميزان، مع ما يترتب على ذلك من عواقب بعيدة المدى بالنسبة للمجتمعات والاقتصادات على حد سواء، بحسب الشبكة الأمريكية.