النسخة الكاملة

الحكومة إستنساخ لسابقتها .. والنسور ليس رجل المرحلة

الخميس-2012-10-11
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة على رئيس الحكومة المكلف الدكتور عبدالله النسور أن يعترف أنه عمره في المعارضة السياسية لا يوازي شابا كركيا أو طفيليا دخل حديثا في الحراك الشبابي و الشعبي ، طبعا تاريخه الحافل في المواقع الحكومية المتقدمة في السلطة لا يعني أننا نصنفه من هذا الباب و المعايير ، بل ثمة عوامل و حقائق معلومة في تاريخ النسور تدفعنا لاشهار هذا الموقف .


في قراءة اولية لأختيار النسور ، ثمة أعتقاد بان الارتجال حاضر في الموقف لا يمكن أن نخفيه ، و أنه باحسن الاحوال ليس الشخصية السياسية القادرة على أدارة المرحلة المقبلة من عمر الدولة الاردنية الملئية بالاستحقاقات السياسية الكبرى ، و يبدو أن منطق ضرورة العشؤائية هو ما دفع لاختيار النسور لرئاسة الحكومة .

الحكومة المقبلة من الواضح أنها أستنساخ لسابقتها ، و أنها ستسير على ذات المنوال بلا أتفاق مسبق من فرقاء الازمة السياسية ، ولا برامج أصلاحية بين أطراف العملية السياسية ، و لا رؤية واحدة لخطتها المفرتضة في السلطة ، وفي شكل متزامن مع المحنة التي تعيشها مؤسسات أخرى في الدولة ، فالحكومة الجديدة في هوية رئيسها أخذه بالبلاد الى التدهور و مزيد من التوتر ، و كما أنها فاقدة القدرة على التأثير على الاصدقاء و الخصوم ، وأنه عالم من التوهان ينتظرنا ، عالم من الضياع السياسي .


ليس عبدالله النسور رجل الدولة القادر على مواجهة الانقلابات الكبرى التي تشهدها الاردن بالتزمن مع الظرف الاقليمي الصعب و المعقد ، موازين القوى التقليدية في الدولة و المجتمع الاردني عرضة لتقطيع و ممارسة حرفة الانتظار مجددا وسط حسابات متناقضة لمكوناته ، فمؤسسة الحكومة ستبقى كما هو حالها في عهد رؤساء سابقين للحكومة منهم " معروف البخيت و سمير الرفاعي و عون الخصاونة ".


الرجل يبدو أنه لن يخرج من حالة الاصطفاف و أنه غير مؤهلا لا سياسيا و عقائديا الى أعادة الحكومة لضفاف الوسطية والحيادية و التكنوقراطية الاصلاحي ، لذا فان قياسات تشكيل حكومة النسور مكشوفة قبل أن يعلن عنها ، فرصاص الاحتجاج الشعبي لن يتوقف ، ووابل من الانتقادات طالت خيار أختيار النسور قبل أن يعلن فريقه الحكومي .


كل الحسابات السياسية حيال الرئيس النسور ، تقول أنه يصطدم دائما بجدار سميك من اللامعقول في تصرفاته ، وأرثه المتوتر في السلطة ، كما أنه رجل تفنن في العودة في السلطة من عبر البرلمان بخطاب تحريضي معارض لم يخلف من خلفه أي أصطفاف شعبي سوى شهوة متبادلة للمعارضة مارسها مع نواب اليسار في البرلمان الراحل لم تولد أدنى موقف سياسي عريض .


عهود الرئاسة في الاردن تعرف قاعدة ثابتة هي أن الرئيس ، كيفما كان نوعه أو صننفه أو لونه فانه يحاط بهالة و حماية ووفر من الدعم اللوجيستي من قبل أطراف أخرى في السلطة في الاسابيع الاولى من عمر حكومته ، ولكنه ينهيها بالنحيب و اللقاب والشتائم ، وأن كان النسور لا يبحث عن لقب فهو معروف في عند السلطية ب"الدغري " وما لهذا اللقب من دلالة واسعة و عميقة .


بعض من يعرف الرئيس النسور يؤكدون أنه يحمل في باطنه المقفل لأعوام طويلة أبتعد بها عن مؤسسات السلطة سيل من الاحقاد السياسية ، و أنه سيحول الحكومة الى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات و المؤامرات و الاختلافات و الاختناقات الشخصية و الفئوية الضيقة ، بعض يرىة أنه سيتصرف في طريقة أخرى فالازمة في البلاد لا تحتمل مزيدا من الاحتقان والتوتر ، وأن كان حملت هذا الرأي قلة قليلة ...
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير