النسخة الكاملة

"خبايا وأسرار".. هل خلاف نتنياهو وبايدن حقيقي أم مسرحية جيّدة الإخراج؟

السبت-2024-04-06 10:53 am
جفرا نيوز -
تضج الكثير من وسائل الإعلام بالحديث وبإسهاب عن "الخلافات المشتعلة” بين الرئيس الأمريكي جون بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية الحرب الدامية في قطاع غزة، وما خلفته من مجازر وويلات ودمار ومجاعات لا يمكن وصفها وتحملها وأفجعت العالم أجمع.

وسائل الإعلام وقراءات المحللين وتصريحات السياسيين، معظمها ركز في الحديث حول ما تريد واشنطن و”تل أبيب” نشره وتصديره للعالم، وكأن "حرب غزة” أشعلت الخلافات، والقطعية باتت تقترب بين إسرائيل وأمريكا، وزمن "الطفلة المدللة” قد ولى والقادم هو أخطر كون أن "أمريكا لا تريد أن ترى دماء وحروب في غزة”.

لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فما يُنقل عبر وسائل الإعلام، عن غضب وتوتر ورسائل تهديد وتجاهل وتحذير.. الخ، لا يعكس حقيقة الواقع تمامًا، فالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية لم ولن تتضرر بسبب ما يجري في قطاع غزة من مجازر، فلغة وصورة الإعلام معاكسة تمامًا لما يجري في الغرف المغلقة.

الدعم المالي واللوجستي والاستراتيجي مستمر، والتأييد متواصل، وتدفق الأسلحة الأمريكية لإسرائيل يسير على قدم وساق، ومعارضة كل مشروع قرار دولي ينتقد إسرائيل أو يدعو لوقف الحرب على غزة، إضافة إلى المشورات الأمنية في التعامل مع تطورات حرب غزة، وغيرها من المظاهر، تؤكد بأن واشنطن متواطئة بهذه الحرب بنسبة تتساوى كثيرًا مع ما تقترفه أيادي نتنياهو وجيشه.

ولعل آخر ما تناقله الإعلام عن هذا الخلاف، ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز”، بأن نتنياهو تلقى أقوى توبيخ من البيت الأبيض منذ بدء الحرب في غزة.

وأفادت الصحيفة، بأن بايدن ضغط على نتنياهو، خلال الاتصال الأخير، أكثر من أي مرة سابقة، من أجل تغيير نوعية العمليات العسكرية في الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة، مشيرة إلى أن التصريح الصادر عن البيت الأبيض عقب المكالمة هو أقوى توبيخ أميركي لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موضحة أنه يلقي الضوء على امتعاض بايدن المتزايد من نتنياهو.

واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أن البيت الأبيض لم يصل إلى حد القول مباشرة إن الرئيس الأميركي سيوقف تزويد تل أبيب بالأسلحة أو سيفرض شروطاً حول كيفية استخدامها، كما يطالبه بذلك أعضاء حزبه الديمقراطي.

وحسب "نيويورك تايمز”، فإن تهديد بايدن بربط الدعم الأميركي بالسلوك الإسرائيلي جاء تحت ضغط متزايد من حزبه، مشيرة إلى أن بعض أعضاء فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما القديم أكثر صراحة في انتقاد بايدن لأنه لم يبذل المزيد من الجهد لكبح جماح نتنياهو.

ويرى محللون إسرائيليون وغربيون، أنه فعليًا لا توجد أي خلفات تُذكر بين بايدن ونتنياهو، وكل ما يُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة يدور ضمن "المقادير المحدد للطبخة الأمريكية-الإسرائيلية” في حرب غزة، فالدعم الأمريكي المالي والعسكري واللوجستي منذ اللحظة الأولى من بدء الحرب على غزة لم ينقطع بل زادت وتيرته كلما زاد الحديث عن خلافات وأزمات بين نتنياهو وبادين.

ومع ذلك، فإن الرئيس الأميركي لا يمكنه فعل أي شيء تجاه نتنياهو حاليا، لأن الأخير يمكنه استغلال أدوات الضغط داخل الولايات المتحدة، وخصوصا لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، لضرب بايدن خلال الانتخابات المقبلة.
في حقيقة الأمر، لو أرادت الولايات المتحدة، أن توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنذ الأسبوع الأول، لفعلت ذلك خلال 24 ساعة، بحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، مؤكدًا، أن أميركا مصرة على استمرار هذا العدوان على قطاع غزة، ومصرة على أن تقضي على المقاومة الفلسطينية، وعلى أن تكذب على الرأي العام بكلام معسول ولكن ليس له أي نتيجة.

وأضاف صباغ أن الولايات المتحدة تريد ما هو أبعد من قطاع غزة، تريد تأسيس نظام جديد في الشرق الأوسط يكون تحت الهيمنة والسيطرة الأميركية، وأن تكون إسرائيل شريكا للولايات المتحدة في الهيمنة على الإقليم.

وبحسب المحلل السياسي، عصمت منصور، فإن ما يبدو من تناقض في التصريحات بين الرئيس بايدن وبين رئيس حكومة الاحتلال، يشي وعن قصد بخلافات بينهما خاصة حول حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين، ولكن الصورة الحقيقة أقرب إلى خلافات حول أفضل الطرق لتحقيق مصالح إسرائيل”.

ويضيف منصور، في تصريحات نشرت له: من يملك الصافرة التي تنهي المأساة الإنسانية في غزة هي الولايات المتحدة وتستطيع في أي لحظة، وهي تملك القدرة على إصدار قرار بوقف الحرب ولكنها لا تريد، لأنها لا تريد أن تقع في صدام مع نتنياهو.

وتابع حديثه "لا توجد خلافات بين واشنطن وتل أبيب، ولكن توجد مناورات عبر التصريحات المتناقضة”.
وأمام هذا المشهد المتشابك..

ماذا يريد نتنياهو وبايدن من غزة؟ وما هو الفصل الأخير من مسرحية الخلافات؟ وهل ستتغير مواقف الدول العربية؟

رأي اليوم 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير