النسخة الكاملة

شعب الأردن "أقرب لوطنه ومليكه".. ومع غزة بمنأى عن "العواطف المشبوهة"

Friday-2024-03-29 10:07 am
جفرا نيوز -
خاص 

خدعة المسيرات تحت عنوان الغضب من أجل غزة خرجت من نطاق أن الأردن هو المحرك الأول لبقاء الرأي العام العالمي يُنادي لإيقاف مجازر الاحتلال في القطاع المحاصر منذ أشهر، إلى دائرة سوداء مغلقة تحاول تلميع الجهات التي تدعو لها ،وإظهار الدولة الأردنية على أنها حجر العثرة أمام نصرة القضية. 


ما قاله عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني، بأن الأمن القومي الأردني مصلحة فلسطينية، وإن الإخوان المسلمين يستغلون الشحن العاطفي تجاه غزة لزعزعة الاستقرار في الأردن، يعني وبمكاشفة أكثر أن هناك انطباعا عن "الفكر الإخواني" أو غيرهم ممن يعتقدون أن الأردن يقف ضد المسيرات بطابعها السلمي، بأنهم لم يدركوا بعد أن قوة فلسطين عموما في دائرة الشرق الأوسط وحتى عالميا مرهونة بالأمن الداخلي وحالة الاستقرار التي تحاول الأيادي المدسوسة بثها في الشارع، وبالتالي الدعوة للمشاركة في أي فعالية ليست أكثر أهمية من فكرة أن أمن واقتصاد وسلم المجتمع الأردني ركيزة كبرى لدعم فلسطين على المدى البعيد. 


المملكة وعلى الرغم من محاولات جعلها "مأكولة مذمومة" بشأن الأحداث الأخيرة على الساحة، لكنها لم تقصر في ظل الضغوط التي حاولت تكسير وإجهاض الجهود المبذولة بقوة من الملك والملكة وولي العهد ، وعبر القنوات الحكومية الدبلوماسية، والإسناد الشعبي في جعل الأمور تسير كما يجب بعيدا عن الاحتدام أو إعطاء فرصة لعرابيد الأزمات ليلقوا بسمومهم، على الرغم من المحاولات التي وأدت بجهود ويقظة الأجهزة الأمنية . 


بالتالي لم يعد منطقيا التشكيك بدور الأردن تجاه غزة أو القضية الفلسطينية بالعموم، ومن المعيب أيضا استغلال حالة التعاطف الشعبي والمزاج العام في الشارع الأردني لدعوات غير منطقية في وقت تحتاج غزة إلى التهدئة؛ بعيدا عن غايات أشخاص أو حركات حزبية بعينها، ثم على الجميع فهم أن الأردن -لا سمح الله- أن تزعزع فرياح السقوط ستمس الجميع دون استثناء؛ كما أنه ليس من مصلحة "أحزاب المظاهرات المُسيرة" ولا غيرها أن يحدث احتقان شعبي؛ ببساطة لأن الشعب يدرك هذه النقطة جيدا ، ويعرف أن المملكة الأردنية هي عمود الأساس بوعي أقرب إلى العقل وأبعد إلى الانجرار نحو المطالبات المشبوهة بعاطفة.