جفرا نيوز -
مراد سارة
الفنان عبد الكريم القواسمي والفنانة عبير عيسى خبرا الوجع والنكبة، وأصرت عيسى أن تكون ابنتها منية قديس شاهدة على كل ذلك، كانت لإحداث غزة وقعها الأليم بدواخل كليهما فتشاركا عناء الوصول إلى مخيم شنلر / حطين للاجئين الفلسطينيين على مقربة من عمان.
في أزقة المخيم بدأت الخطوات بالتسلل لسبر مجهول قد لا يعرفه الكثيرين منا وكأنه وجع قديم لمريض مهمل، وكادت المدامع أن تنزلق على أبواب مؤصدة بعد أن سكن أصحابها المدافن القريبة وقد تركوا حق عودتهم وعادوا إلى الله، وجدران آيلة للسقوط بعد أن اشتاقت أصحابها الذين غادروها بعد أن ضاقت عليهم الغرف وقائظ الصيف وزمهرير الشتاء.
كبر أهل المخيم وكبر الألم معهم ولم تكبر بيوتهم أبداً، بيوت تتلاصق وتتدافع بعد أن صرخت فيهم الأمم وأوجعتهم ومن توجع أكثر هما عبد الكريم القواسمي وعبير عيسى بعد أن انسابت الذكريات وارتقت إلى العقل ووصلت إلى الأشرفية والهاشمي في ذات نكبة.
صعوداً إلى التلة التي حملت سوق المخيم حين المحلات الحزينة التي تشتكي اوجاع أهل غزة والخضار التي تشتهي أفواههم كانت المحطة الأخيرة والفعالية التي تشاركوا فيها أهالي المخيم نصرتهم لأبنائهم في غزة حين تناولوا الماء والتمر الوجبة التي قد تشعرهم بالأمعاء الخاوية وسياسة الإحتلال المتغطرسة.
غادر الجميع إلى بيوتهم بعد أن اتفخت حناجرهم بكلمات غاضبة على أوضاع أهلهم في غزة واستقلوا السيارة التي تعيدهم إلى عمان وكما تمنوا أن تغير مسيرها وتتجه إلى فلسطين.