جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نكسّت روسيا الأعلام اليوم الأحد معلنة يوم حداد بعد مقتل المئات بنيران أسلحة آلية في حفل لموسيقى الروك بالقرب من موسكو في الهجوم الأكثر إزهاقا للأرواح داخل روسيا منذ عقدين.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم حداد وطني بعد أن توعد بتعقب ومعاقبة كل من يقف وراء الهجوم الذي خلف 143 قتيلا من بينهم ثلاثة أطفال وأسفر أيضا عن إصابة أكثر من 150.
وقال بوتين في خطاب للأمة أمس السبت، في أول تعليقات علنية له على الهجوم "أقدم أحر التعازي الصادقة لكل من فقدوا أحباءهم… البلد كله وشعبنا كله يعتصره الألم مثلكم”.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، لكن بوتين لم يشر علنا إلى الجماعة المتشددة عند التحدث عن المهاجمين بل قال إنهم حاولوا الفرار إلى أوكرانيا مؤكدا أن البعض في (الجانب الأوكراني) كان يستعد لتهريبهم عبر الحدود.
ونفت أوكرانيا مرارا أي ضلوع لها في الهجوم الذي ألقى بوتين باللوم فيه أيضا على "الإرهاب الدولي”.
ووضع الناس الزهور أمام قاعة كروكوس سيتي للحفلات الموسيقية، التي تتسع لنحو 6200 مقعد وتقع بالقرب من موسكو، التي اقتحمها أربعة مسلحين يوم الجمعة قبل عرض لفرقة الروك بيكنيك التي يعود تاريخ إنشائها إلى الحقبة السوفيتية.
وأطلق المهاجمون النار من أسلحة آلية في رشقات نارية قصيرة على المدنيين المذعورين الذين أخذوا يصرخون وسط وابل من الرصاص.
وهذا هو الهجوم الأكثر دموية الذي يقع على الأراضي الروسية منذ حصار مدرسة بيسلان عام 2004، عندما احتجز متشددون إسلاميون أكثر من ألف رهينة، من بينهم مئات الأطفال.
واصطفت طوابير طويلة في موسكو أمس السبت للتبرع بالدم.
وفي مدينة فورونيج بجنوب غرب البلاد، وضع الناس الزهور وأضاءوا الشموع عند نصب تذكاري للأطفال الذين لقوا حتفهم هناك في قصف خلال الحرب العالمية الثانية، تضامنا مع أولئك الذين لقوا حتفهم في الهجوم بالقرب من موسكو.
وقال ألكسندر جوسيف حاكم منطقة فورونيج عبر تطبيق تلغرام "إننا معكم، مثل البلد بالكامل”.
وقال بوتين إن 11 شخصا اعتقلوا، من بينهم المسلحون الأربعة الذين فروا من قاعة الحفلات وتوجهوا إلى منطقة بريانسك على بعد نحو 340 كيلومترا جنوب غربي موسكو.
وأضاف "حاولوا الاختباء والتوجه صوب أوكرانيا حيث كانت هناك، بحسب بيانات أولية، تحضيرات على الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إن المسلحين كانت لهم اتصالات في أوكرانيا وتم القبض عليهم بالقرب من الحدود.
وأمر بوتين بغزو شامل لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، مما أشعل حربا كبيرة في أوكرانيا بعد ثماني سنوات من الصراع في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية من جهة وأوكرانيين مدعومين من روسيا وقوات موالية لروسيا من جهة أخرى.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من المعتاد بالنسبة لبوتين "وقطاع طرق آخرين” أن يسعوا إلى إبعاد أصابع الاتهام عنهم.
وفي لقطات فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية وقنوات على تلغرام ذات علاقات وثيقة بالكرملين، قال أحد المشتبه بهم إنه عُرض عليه المال لتنفيذ الهجوم.
وقال المشتبه به، وهو مقيد اليدين بينما يمسك أحد المحققين بشعره، بلغة روسية ضعيفة "لقد أطلقت النار على الناس”.
وردا على سؤال عن السبب قال "من أجل المال”. وأوضح الرجل أنه حصل على وعود بنصف مليون روبل (ما يزيد قليلا على خمسة آلاف دولار). وظهر أحد المشتبه بهم وهو يجيب على الأسئلة من خلال مترجم للطاجيكية.
ويذكر أن وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قالت عبر تلغرام إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن الهجوم. وسعى التنظيم في السابق إلى السيطرة على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
وحوّل بوتين مسار الحرب الأهلية السورية من خلال التدخل في عام 2015، إذ دعم الرئيس بشار الأسد في مواجهة قوات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ولم يتضح سبب اختيار التنظيم لهذا التوقيت لتنفيذ الهجوم في روسيا.
وقال البيت الأبيض إن الحكومة الأمريكية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو وأصدرت أيضا نصائح عامة للأمريكيين في روسيا في السابع من مارس آذار. وأضاف "يتحمل تنظيم الدولة الإسلامية بمفرده المسؤولية عن هذا الهجوم”.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "لا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق”.
المصدر :رويترز