جفرا نيوز -
فرح سمحان
تدرك الأحزاب أو على الأقل بعضها أن مرحلة ما بعد الانتخابات ليست بالوردية ولن يكون مخطط الوصول إلى حكومات حزبية أمرا هينا سيما وأن المراحلية والجاهزية لكل خطوة على حدة ستخفف تلقائيا مع الانتظار البارد بالوصول إلى المواقع القيادية مباشرة ، وبالتالي ستكون التشكيلة الحزبية أمام مفترق طرق أقربها التعايش مع مرحلة التجهيز وصولا إلى الحياة الحزبية الكاملة أي أنها لن تأتي مرة واحدة .
في همسات سريعة لـ"جفرا نيوز" مع أمناء عامين لأحزاب اتضح أن لديهم يقينا بأن الوصول للحكومة الحزبية لن يتحقق فورا بعد انتخابات 2024 والتي ستجري وفق مؤشرات الطقس السياسي العام بحلول شهر آب أو بهذه الفترة على أبعد تقدير وهو قرار بيد الملك على أية حال ، وبالمحصلة على الأحزاب مهمة أصعب من الانتخابات ستتمثل بالعمل على شكل خطوات وتهيئة الأجواء مع بعض التحرش السياسي المحبذ لفهم متطلبات المرحلة التي ارتأى بعضهم لتشبيهها بعمل اللجنة الملكية من حيث تشكيل اللجان دراسة النتائج ومن ثم تنقيحها وتاليا عرضها .
الحزبيون في هذه المرحلة عليهم التوافق لما بعد الانتخابات لأن ما قبلها يفترض أنه حُسم أمره ووضعت النقاط على الحروف ، ولو أن هنالك تخوفا نسبيا من وجود خلافات مخفية قد تطفو إلى السطح قريبا مع إعلان التشكيلة التي ستخوض معترك الوصول لحياة حزبية في الانتخابات واختيار الشخصيات وفق اعتبارات باتت مكشوفة، ومع هذا فإن الأحزاب كالميثاق الوطني الأردني وإرادة والمدني الديمقراطي وحتى حزب جبهة العمل الإسلامي الذي أوقف عمله بملف الانتخابات منذ بدء الحرب على غزة وغيرها تُجمع على فكرة أن الجاهزية مرهونة بمستقبل المرحلة المقبلة وما ستوفره الدولة من تسهيلات إضافية لهم .
الاقتران النسبي بربط التغيير الوزاري دائما مع قرب الانتخابات النيابية يوازي حجم التكهنات بطبيعة الحكومة القادمة التي وصفت بالانتقالية، وهذا الأمر يعني أن الأسماء القادمة للحكومة ستكون عبارة عن مزيج تجريبي لإرضاء جميع الأطراف أو عل الأقل للتماشي مع الحياة الحزبية كاختبار بسيط، بيد أن الكثير من الآراء ترى بأن الحكومة الحالية قادرة على إدارة ملف الانتخابات النيابية القادمة ، وتغييرها لن يصنع الفرق المنشود.