ليست بدراً ولكنها الخندق
الخميس-2012-10-04 09:21 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نصوح المجالي
لم يعد الامر تدافعاً سياسياً حول الاصلاح بل جدلاً سياسياً واستفزاز يقود الى حالة من التأزيم السياسي والاجتماعي التي لا يستقيم معها اصلاح ولا استقرار ولا تفاهم.
يبدو أن هذا ما يريده المتحكمون في حركة الاخوان.
لقد بدى وكان اضافة الصوت الثالث في المحافظة فرض من فروض الشريعة, وليس من الشروط السياسية للحركة فهل المطلوب تطبيق سياسة الدين في الدولة, أم بناء الدولة على قاعدة ايمانية تحترم الدين وتعتبره مرجعية فكرية وثقافية وروحية للدولة والمجتمع, هناك فرق بين الحالتين الاولى تؤدي الى استبداد رجال الدين والثانية الى ديمقراطية تعددية يتم تداول السلطة فيها بارادة الشعب.
المطلوب اعادة بناء آليات الدولة من خلال الخيار الديمقراطي وتطبيق سياسة الديمقراطية في الدولة مع احترام الدين.
لقد سميت المسيرة, مسيرة انقاذ الوطن, انقاذه ممن من النظام ام من الشعب الذي لا يؤيد الحركة بدرجة كافية, وتحدثت وسائل الاعلام عن صراع ارادات.
يفترض اننا في المركب نفسه مهما اختلفنا في الاجتهاد السياسي, بعد ذلك سميت المسيرة مسيرة بدر فلا نحن اهل الجاهلية ولا هم وحدهم المسلمون ومن يبحثون عن مسيرة او معركة فاصلة هم من لا يعرفون الاردن.
وما على من اقترح اسم بدر للمسيرة وهو رشيد على غير مسمى, الا ان يوجه المسيرة لتولي ظهرها لعين غزال حيث الماء وتركز نظرها او طلائعها على رغدان عندها يصبح صراع الارادات في محله.
لو ارادت الدولة كسر ارادة الاخوان لما عضت على الجرح طويلاً حتى لا تراق نقطة دم واحدة ولما سعت لاسترضاء الاخوان ليشاركوا في العملية السياسية بشروط التوافق الوطني, وليس شروط الاملاء والاستقواء السياسي الذي يؤزم الاوضاع.
ونسأل الذين يُسوقون مقولة صراع الارادات، هل الخلاف بين الدولة الاردنية والاخوان المسلمين خلاف بين الدولة وحزب فيها، اذا كان كذلك فهو خلاف داخل المعادلة الوطنية لا حل له الا بالحوار والتفاهم، وخلاف ذلك يصبح عصياناً يؤزم الدولة.
اما اذا كان المطروح، خلاف بين الدولة وقيادة سياسية دينية عالمية، لها فرع في الاردن فيصبح الامر، عندها صراع ارادات، بين حركة دينية عالمية تسعى للسيطرة على الدولة، ونتمنى ان لا يكون هذا هو المحرك لان الحديث عن الاصلاح الداخلي، والوطني في ظل مثل هذه المعادلة، غير ذي صلة، ويصبح اسقاط برنامج الحركة العالمية على الدولة الاردنية حتى لو وصل الامر الى الصدام المفتعل هو موضوع الخلاف.
الاخوان المسلمون يدعون الى مواجهة حراك فاصلة؛ والدولة تستعد لمواجهتها، وهناك من يزج بالشارع، تحت مسمى الولاء ليكون طرفاً فيها.
الولاء للوطن، ان نخرج من اساليب التأزيم السياسي، والتحشيد، فالاخوان المسلمون لن يحكموا الدولة الاردنية بشروطهم والدولة لن تلغي وجودهم، واي تنازل يُحكّمُ الاخوان بالدولة الاردنية سيكون له تبعات خطرة على الدولة الاردنية وهويتها السياسية.
على الاخوان، ان يتخلصوا من تلامذة التكفير والهجرة ومن زمرة المتطرفين المتحكمين بها الذين استولوا، على عقول الشباب في حركة الاخوان اذ يقال ان الشباب في حركة الاخوان هم المتطرفون، وهذا يجعلنا نسأل عن نوعية التعبئة والتوجيه داخل الحركة التي حوَّلت شباب الاخوان الى متطرفين.
حق للاردن هذا «الرحم» الرحيم بحركة الاخوان، الذي لم يتخل عنها ولا عن حمايتها واحترامها عندما كانت الدول من حولنا تتخطفها الى السجون والمنافي ان لا يذهب الاخوان بها الى التأزيم والصراع السياسي، نريد الاخوان المسلمين عصبة وعصباً منا في الاردن وشريكاً في المسيرة الاردنية وليس حرباً على دولتنا، وبلدنا، بسبب زمرة من الباحثين عن ادوار، لا يرقون اليها الا بالتأزيم السياسي.
ولا نريد ان يتحول الحراك الى صراع بين فئة تؤيد النظام واخرى تناهضه فهذه معادلة التطرف التي شطرت البلدان من حولنا.
لسنا مع سياسة الاملاء من أي طرف ولا سياسة التهميش لاي طرف الوطن واسع يستوعب الجميع.
اخطأ الرشيد على غير مُسمى، عندما سمى تظاهرة الجمعة، مسيرة بدر، وحق له ان يسميها مسيرة الخندق الذي وضع المتطرفون حركة الاخوان المسلمين فيه.
نريد حركة الاخوان، معنا وليس علينا، ونريدها للوطن، وليس بامرة حركة عالمية اولوياتها غير اولويات الوطن، والاصلاح لا يتحقق، مرة واحدة، وكأنه هدف النصر في مباراة رياضية بل يتحقق بالحوار، والعمل والتوافق الوطني الذي يبني الثقة بين اطراف العملية السياسية.

