النسخة الكاملة

مفتي المملكة: إطلاق خدمة الفتوى عبر الروبوت.. ورصد هلال رمضان جدل موسمي

الأحد-2024-03-03 11:21 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - قال سماحة مفتي عام المملكة الدكتور احمد الحسنات ان دائرة الافتاء العام استطاعت ان توحد الفتوى في الشؤون العامة التي لا يتصدى لها أحد غير المفتي، لافتا الى ان المواطن يلمس توحيد الفتوى في جميع محافظات المملكة، ولا يوجد تعارض بين الفتاوى، مما قلل من الانفلات في الفتوى.

واضاف سماحته في لقاء صحفي ان الدور الريادي للإفتاء منذ اسست قام على منهجية توحيد الفتوى وذلك من خلال المنهجية الواضحة في صياغة الفتاوى بشتى أشكالها واعتماد المرجعية الفقهية الواضحة.

كيف تصدر الفتاوى ؟

وبين سماحة المفتي انه بما يخص الأبحاث والفتاوى الصادرة والمنشورة التي تصدر عن الافتاء فإنها تخضع لعملية تحكيم معتمدة، ضمن الضوابط والمعايير التي وضعتها الهيئة الاستشارية بهذا الخصوص، وذلك لرفع سوية البحث العلمي الشرعي إلى مصاف المناهج العلمية المتقدمة وذلك من خلال مجلة الفتوى المحكمة.

واوضح سماحته ان الفتاوى تصدر وفق منهج واضح لإصدارها، حيث تقوم الدائرة بالإجابة على أسئلة واستفسارات المستفتين عبر الوسائل المتاحة، وهناك كذلك فتاوى تصدرها الدائرة حال وجود حاجة للناس أو المسائل والقضايا العامة.

رصد الفتاوى الشاذة

وبين سماحة المفتي ان هناك قسم في دائرة الافتاء يقوم برصد للفتاوى التي يتداولها المواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا الفتاوى الشاذة حيث يقوم بمعالجة هذه الشبهات سواء بالرد عليها أو اتباع الأسلوب الوقائي من خلال نشر هذه الشبهات وبيان الرد العلمي عليها وكذلك تخصيص حلقات عبر المرئي أو المسموع لبيان تلك الشبهة المتطرفة.

تعزيز مبدأ الاعتدال والوسطية

واوضح سماحته ان دور الفتوى في تعزيز مبدأ الاعتدال والوسطية يتمثل بتحقيق رسالة ورؤية الإفتاء خلال تبليغ رسالة الله تعالى إلى الناس، وترسيخ مفهوم المرجعية الفقهية الدينية الوسطية في بيان الأحكام الشرعية، والدعوة إلى العمل بها، وذلك بتنظيم وإصدار الفتاوى في الأمور العامة والخاصة، والاهتمام بالموسوعات الفقهية والمخطوطات الإسلامية وإعداد الدراسات والبحوث الشرعية، والتأسيس للاجتهاد الجماعي بالتواصل مع علماء العالم الإسلامي، مستفيدين من تقنيات ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة.

محاربة التشدد

وحول دور دائرة الافتاء في محاربة التشدد واظهار وسطية الإسلام، اكد سماحة المفتي على الموقف الثابت في مواجهة التطرف والإرهاب والعنف باسم الدين وتعرية أفكار المتطرفين ودحض شبهاتهم، انطلاقاً من العقيدة الإسلامية السمحة وأحكام الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفض العنف والتطرف ويدعو إلى السماحة والاعتدال والوسطية.

واوضح ان دائرة الإفتاء العام وجميع المؤسسات الدينية في هذا البلد كانت ولا زالت تشكل صمام الأمان، بما تمثله من مرجعية دينية معتدلة استطاعت أن تبرز صورة الإسلام الصحيح مما شكل سداً منيعاً أمام محاولة الغالين للنيل من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقيمه، كما شكلت دائرة الإفتاء بالإضافة إلى المؤسسات الدينية في الأردن دعامة أساسية من دعائم المجتمع الذي بقي متماسكاً ولم ينجرف نحو الفوضى والأفكار المتطرفة والإرهابية.

وبين سماحته ان دائرة الإفتاء العام اختطت منهجاً منسجماً مع رسالة عمان رسالة الإسلام السمحة التي أطلقها الملك عبد الله الثاني، والتي تدعو إلى الدفاع عن الإسلام وإبراز صورته المشرقة، والردّ على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام بطريقة علميّة سليمة دون ضعف أو انفعال، وأن الأمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابّة، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعيّة، وتنير دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن مهاوي التطرّف والتشنج المدمّرة للروح والجسد.

نشر الفتاوى بلغة الاشارة

ولفت سماحة المفتي الى ان دائرة الإفتاء حرصت على إيصال الأحكام الشرعية والفتاوى الصادرة عنها إلى فئات المجتمع كافة، حيث وقعت الإفتاء اتفاقية لترجمة الفتاوى بلغة الإشارة تستهدف فئة الصمّ وتعزيز الوصول إليهم وإدماجهم في المجتمع، وتبصيرهم بأمور دينهم، وإتاحة المجال أمامهم لمتابعة الفتاوى، ولتسهل لهم فهم الأحكام الشرعية ونشر الوعي والهداية بينهم، الأمر الذي من شأنه تعزيز ثقافة الأمن الفكري في المجتمع، وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال بين فئات وشرائح المجتمع، وتتيح هذه الخدمة للأشخاص الصم الاستفادة من خدمات دائرة الإفتاء والفتاوى المنشورة على موقعها الإلكتروني.

1500 فتوى يوميا

ونبه سماحته الى ان الافتاء تقوم بتقديم الفتوى لمن يطلبها من خلال أصحاب الفضيلة المفتين، وهذا العبء الكبير يحتاج لاستقطاب الكفاءات التي لها القدرة على تحقيق اهداف الدائرة واستخدام جميع الوسائل المتاحة والمعاصرة لخدمة هذا الهدف، خصوصا وان عدد الفتاوى الصادرة لعام 2023 بلغت (386033) حيث جاءت بمعدل يومي (1556.6) وقد تنوعت هذه الفتاوى بين مقابلات شخصية، وأسئلة هاتف، وأسئلة مكتوبة، ورسائل قصيرة، وفتوى طلاق حيث بلغ عدد المقابلات الشخصية (27016) مقابلة، بمعدل (108.9) مقابلة يومياً.

كما بلغ عدد اتصالات الهاتف المجاب عنها (283892) اتصالاً، بمعدل (1144.7) اتصالاً يومياً، أما الأسئلة عن طريق الموقع الإلكتروني فبلغت خلال الشهر (28180) سؤالاً، بمعدل (113.6) فتوى يوميا في حين بلغت فتاوى الرسائل القصيرة (3660) فتوى، بمعدل (14.8) فتوى يوميا، وبلغ عدد الأسئلة المجاب عنها عبر الفيس بوك (3585) سؤالاً، بمعدل (14.5) فتوى يومياً، وبلغ عدد حالات الطلاق الواقع (13083) بمعدل (52.8) فتوى يومياً، وبلغ عدد حالات الطلاق غير الواقع (25347) بمعدل(102.2) فتوى يومياً، وهذا مما زاد من العبء على أصحاب الفضيلة المفتين لكن يبتغون بذلك وجه الله تعالى وخدمة المواطنين.

حل المشكلات والأمور المستجدة

ولفت سماحة المفتي الى ان الافتاء تهدف إلى معالجة القضايا المعاصرة والمستجدة برؤية شرعية إسلامية، وتقديم رؤى منضبطة تعين المجتمع الإسلامي المعاصر على التقدم والنجاح والتميز، مع الحفاظ على هويته والتمسك بتراثه، وإعطاء الاجتهاد مفهومه الشامل بوصفه يمثل التفاعل المستمر لعقل الإنسان المسلم مع الوحي الإلهي سعياً لتحقيق مقاصده وأحكامه وهذا مما لا شك فيه ساهم في حل الكثير من القضايا والأمور المستجدة في المجتمع كما ان الإفتاء تقوم بالإجابة عن جميع الأسئلة الواردة لها سواء من قبل المواطنين أو المجتمعات العربية والإسلامية وتقوم الدائرة بدراسة القضايا المستجدة بالتعاون مع المختصين في الشأن المعني ففي القضايا الطبية المستجدة يتم دراستها بالتعاون مع الأطباء وفي قضايا الاقتصاد يتم التشاور مع المختصين.

وبين سماحته ان اكثر المسائل التي يتكرر السؤال عنها هي قضايا الطلاق والزواج والإصلاح الاسري والعبادات والمسائل الاقتصادية الإسلامية من ناحية المعاملات والبيوع التي لها علاقة بالمصارف والمؤسسات المالية.

دور يتجاوز الفتوى للإصلاح

هناك دور بارز للإفتاء وخاصة في القضايا الاسرية والمالية المعاصرة التي لها علاقة بالبنوك والمؤسسات الإسلامية منها الاشراف على الكثير من العقود التي ترد من تلك المؤسسات من معاملات البيع والإجارة المنتهية بالتمليك والمضاربة والتورق وغيرها الكثير، وخصوصا بما يعرف الان بالعملات الرقمية والخلاف القائم حولها من ناحية حكمها والتداول بها فهذه تعبر من القضايا التي يكثر السؤال عنها من قبل المواطنين كما تقوم الدائرة بمهمة الارشاد الاسري للأزواج وتحقيق معاني الألفة والسكينة، ويلجأ الإفتاء كل من المختلفين سواء في الأمور الاسرية أو المالية ويقوم المفتون بإنهاء هذه الخلافات ودياً دون اللجوء إلى التقاضي بما يحقق الإصلاح بين المتخاصمين.

استثمار الثورة الرقمية والفتوى عبر الروبوت

وأكد سماحة المفتي ان دائرة الإفتاء تعد من الدوائر الريادية على مستوى المملكة في استثمار الثورة الرقمية والانفجار المعرفي ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، حيث تقوم الدائرة بتفعيل الدور الإعلامي المرئي والمسموع والموقع الالكتروني وصفحة الفيس بوك والتواصل عبر رسائل الواتس اب والفتوى عبر الروبوت.

وأطلقت دائرة الافتاء في ايلول من العام الماضي خدمة الاتصال المرئي عبر الروبوت في مركز الخدمات الحكومية – فرع المقابلين، وهذه الخدمة وجدت تحقيقا للتميز في خدمة الفتاوى، وتسهيلاً على المستفتي، وتبسيطاً للإجراءات، وتخفيفاً على المواطن وقتاً وجهداً.

وتعد هذه الخدمة ريادية على مستوى الإقليم في مجال الفتوى، وأول خدمة في مجال الفتوى تطلق في مركز الخدمات الحكومية، وتقدم هذه الخدمة عبر جهاز روبوت حيث يدخل المواطن من خلال الاتصال عبر الروبوت بالمفتي المخصص لهذه الخدمة ويكون هناك صوت وصورة للمفتي والمستفتي، وسيكون توسع لهذه الخدمة في مراكز اخرى وحسب خطة لتحقيق امكانية الحصول على الفتوى عبر الوسائل المعاصرة والمبتكرة، وتقوم الدائرة على المراسلات الرقمية ولا استخدام للمعاملات الورقية في كافة قضايا معاملاتها.

رصد هلال رمضان.. جدل موسمي

واضاف سماحة المفتي حول الجدل الذي يتجدد كل عام مع اقتراب شهر رمضان حول رصد هلال رمضان، بداية نرجو ان يكون الشهر طريقاً نحو الأحسن ومعالجة بعض العادات الاجتماعية السلبية والتخفيف على بعضنا البعض وعدم الإرهاق في بعض الأشياء التي يمكننا تجاوزها أو التخفيف منها.

وإن دائرة الإفتاء العام منذ أن أنيط بها مهمة الإعلان عن بداية الأشهر القمرية، تقوم بمراقبة الأهلة في بداية كل شهر ونهايته امتثالاً لقول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) [البقرة:189]، وانتهجت دائرة الإفتاء العام منهجاً علمياً دقيقاً يقوم على المعطيات العلمية ودراسة التقارير التي تقدمها الجهات ذات الاختصاص من علماء الفلك الذين يقومون بالحسابات الدقيقة للحظة تولد الهلال وحدوث الاقتران، ومدة مكثه في الأفق، وإمكانية تحقق الرؤية، وعرض النتائج على مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية.

وبناء عليه تعقد دائرة الإفتاء العام اجتماعاً مع الجهات الفلكية والعلمية المختصة برصد الأهلة لتدارس المعطيات العلمية لظروف تولد ورؤية الأهلة يومياً، ومن بينها هلال شهر رمضان المبارك، حيث يجري رصد منازل القمر منذ بداية شهر شعبان ويستمر هذا الرصد حتى يتم الإعلان عن بداية شهر رمضان الكريم، وتتابع دائرة الإفتاء العام ومجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية، مستعينة بالله تعالى ثم بأهل الاختصاص من علماء الفلك واللجان العلمية تحري هلال شهر رمضان المبارك في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان لإثبات الرؤية امتثالاً للتوجيهات النبوية الكريمة، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ) متفق عليه.

اعمال الخير في رمضان

ونبه سماحة المفتي الى الدور المهم في المسؤولية الاجتماعية للاغنياء تجاه المجتمع، وقد أولى الإسلام أهمية بالغة لهذه المسؤولية حيث لم يقتصر هذا الدين على علاقة العبد بربه، بل كان أيضا مشكاة تكافل مجتمعي، ورسالة رحمة الإنسان بالإنسان ويتجلى ذلك بأمور كثيرة لا يتم تقديمها خلال شهر رمضان فقط على عظمة ما يتم تقديمه من صدقات في هذا الشهر الفضي ومنها، الزكاة، فالزكاة ركنٌ من أركان الإسلام، وفرضٌ من فروضه، وعبادة من أجَلِّ العبادات، والقصد منها تطهير مال المُزكي، وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بينه وبين الآخرين، وتكافله مع الفقراء من أبناء مجتمعه، وتجب الزكاة بشرطين بلوغ النصاب وحولان الحول فمتى حال الحول وجبة الزكاة ولا يجوز تأخيرها لذا يكون وجوب الزكاة على مدار العام لتتحقق كفاية الفقراء كفاية السنة.

بالاضافة الى الوقف وهو حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه، بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح موجود، كبناء المدارس والمستشفيات وحفر الآبار وغيرها وهي الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم، وعليه يمكن الاستفادة من مال الوقف طوال اشهر السنة.

انجازات وجوائز

وعن اهم الانجازات التي حققتها الدائرة خلال العقدين الماضيين، خصوصا ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتولي الملك سلطاته الدستورية لفت سماحة المفتي الى التقدم الرقمي الذي جعل الدائرة تقدم مختلف خدماتها الكترونيا، بالاضافة الى حصدها جوائز عدة ابرزها الجائزة الذهبية لأفضل موقع حكومي لعام 2009، وجائزة درع الحكومة العربية لعام 2011، وجائزة درع الحكومة العربية لعام 2016، وجائزة الالسكو للتطبيقات الذكية في مجال التربية لعام 2016، بالاضافة الى جائزة الملك عبد الله الثاني لتميز الحكومي والشفافية لعام 2017، وتوجت الدائرة انجازاتها بوسام المئوية للدولة 2022.

يذكر ان دائرة الإفتاء العام استقلت عن وزارة الأوقاف بعد صدور قانون الافتاء لسنة 2006 والذي بموجبه اصبح المفتي العام برتبة وزير، وتم التوسع بالخدمات التي تقدم من قبل المكاتب في جميع محافظات المملكة.

وحدد القانون مهام دائرة الإفتاء بالإشراف على شؤون الفتوى في المملكة وتنظيمها، وإصدار الفتوى في الشؤون العامة والخاصة وفقًا لأحكام هذا القانون.

الرأي