جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حدد الرئيس الأميركي جو بايدن، موعدا محتملا لتطبيق وقف إطلاق نار في غزة بحلول الإثنين المقبل 4 مارس، وذلك خلال جولة انتخابية له تستبق السباق الرئاسي الشرس المقرر في نوفمبر القادم.
خبراء في الشأن الأميركي أكدوا أن تلك التصريحات انتخابية تسعى لجني مكاسب مع سخط داخلي في مدن ذات تأثير يقطنها عرب ومسلمين، بجانب أنها ضغوط دبلوماسية قد "تفشل" مع خروجها للعلن على هذا النحو.
غير أنهم شككوا في إمكانية حدوث ذلك في ذلك الموعد المحتمل، باعتبار أن أطراف الصراع استغربوا تلك التصريحات غير المنطبقة مع واقع المفاوضات المستمر بين باريس والقاهرة والدوحة، دون حسم منذ أسابيع.
آمال بوقف الحرب
بايدن خلال زيارة انتخابية إلى نيويورك، الإثنين، قال إنه يأمل في تطبيق وقف إطلاق النار بحلول يوم الإثنين المقبل الرابع من مارس.
وأوضح الرئيس الأميركي: "مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أخبرني أننا قريبون من الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة، لكن لم ننته بعد من العمل عليه".
ونقلت وكالة رويتزر عن قيادي في حركة حماس قوله، إن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، حول وقف القتال في غزة سابقة لأوانها، مضيفا أنه "لا تتطابق مع الوضع على الأرض".
وأضاف القيادي في حماس أنه "لا تزال هناك فجوات كبيرة يتعين التعامل معها قبل وقف إطلاق النار".
فيما أفادت شبكة "آيه بي سي" الإخبارية الأميركية نقلا عن مصدر إسرائيلي رفيع، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاجأ بتأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والهدنة بين إسرائيل حماس "بحلول يوم الاثنين المقبل".
وتستمر المفاوضات بشأن إقرار هدنة في غزة، تشمل تبادلا للرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، توازيا مع تمسك إسرائيل باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأودت الحرب باستشهاد ما يقرب من 30 ألف فلسطيني في غزة، ثلثاهم من الأطفال والنساء، حسب وزارة الصحة في القطاع.
استقطاب انتخابي
الباحث و المحلل السياسي الأميركي، مهدي عفيقي، عضو الحزب الديمقراطي، قرأ تلك التصريحات في نقاط عدة كالتالي:
اللقاء كان في زيارته الانتخابية في مدينة نيويورك، وتحدث عن تفاؤل بإمكانية حدوث هدنة، وردت عليه الأطراف حماس وإسرائيل وقطر وقالوا لا يوجد ما يؤيد هذا الكلام.
تصريحات بايدن تأتي وسط إدراك حملته الانتخابية أن حالة من السخط الشديد في المدن التي فيها تجمعات إسلامية وعربية وحتى في نيويورك هناك يهود كثيرون غير موافقين لما يحدث في غزة.
التصريحات مجرد استقطاب للناخبين في ظل عدم وجود مؤشرات على ذلك وفق ما تذكر الأطراف.
حملة بايدن تحاول بكل الطرق تحسين مواقفها نظرا لأن الناخب الأميركي خاصة من الشباب يرى أن دعم بايدن غير منقطع النظير لإسرائيل غير مقبول وأن الإنفاق على هذه الحرب يؤثر بشكل مباشر على الضرائب الأميركية وكان الأفضل إنفاقه داخل المجتمع على الصحة والتعليم وغيرهما.
ستستمر مجموعات الحملة الانتخابية لبايدن في تحسين هذه الصورة بمثل هذه التصريحات التي يدلي بها بايدن في خطابات الانتخابات خاصة في الولايات التي قد تؤثر بشكل كبير عليه مثل نيويورك.
مغامرة جديدة
الخبيرة الأميركية، إيرينا تسوكرمان،تبدو غير متفائلة باحتمالية تحقق حديث بايدن، بشأن الهدنة، وتقرأ الإعلان على هذا النحو:
لم يعلن بايدن بشكل قاطع عن وقف إطلاق النار، لكنه قال إن هناك هدنة محتملة استنادا إلى التقييم من جيك سوليفان (مستشار الأمن القومي) للمحادثات.
إذا كان جيك سوليفان يقدر بالفعل أن الأمر سيستغرق بضعة أيام فقط لتحقيق انفراجة كافية لإرضاء جميع الأطراف، فهو سابق لأوانه، أو لم يفهم مواقف كل جانب بشكل كامل.
ربما يعتقد بشكل متفائل أن الإعلان عن مثل هذه الخطوة مقدما من شأنه أن يدفع كلا الطرفين إلى الشعور بالضغط من أجل التوصل إلى تسوية، أو أن إسرائيل على الأقل ستشعر بالحرج من خذلان الإدارة وتقديم المزيد مما يمكن أن يرضي حماس.
لكن هل ستنجح تلك التصورات الأميركية، تجيب تسوكرمان بالقول:
ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إدارة بايدن مثل هذا الأسلوب للضغط على الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط للإعلان عن سياسات مواتية لمصلحة الإدارة.
وتدخل الانتخابات الأميركية كسبب رئيسي محتمل في تلك التصريحات وفق ما تذكر تسوكرمان بالقول:
يواجه بايدن انتخابات تمهيدية صعبة بشكل مدهش في ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة، ودعت النائبة رشيدة طليب الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين الأمريكيين في عدة مناطق رئيسية للتصويت لمنافسي بايدن باعتباره رسالة ضد سياسته في غزة.
ربما يصدر بايدن وفريقه هذا الإعلان في محاولة للإشارة إلى نجاح استراتيجيتهم التي يمكن أن تجعل المزيد من الناخبين في هذه المناطق يصوتون لصالح بايدن في الأيام المقبلة حتى يمكن اعتباره فائزًا سهلاً. خلال الانتخابات التمهيدية.
الانتخابات التمهيدية لن تؤثر على الأرجح على مسار ترشيح بايدن، إلا أنها قد تقوض ثقة الناخبين في نجاحه وربما تمنح الرئاسة إلى دونالد ترامب.
وعن مستقبل ذلك الإعلان، تتوقع تسوكرمان أن هذا الإعلان لا يتعلق في الواقع بأي أمل حقيقي لإجبار إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق بقدر ما يتعلق بمحاولة أخيرة للتأثير على المخاوف المحلية المتعلقة بالانتخابات.
قد يأتي الإعلان بنتائج عكسية، ومس مصداقية بايدن عندما رفضت كل من إسرائيل وحماس هذه الادعاءات أو أي علامات على التقدم في المحادثات.
تعزيز الآمال في ساحات أخرى ربما كان مفيدًا مؤقتًا من حيث التغطية الإعلامية، ولكن من المحتمل أن يؤثر سلبًا في النهاية على النهاية الدبلوماسية لجهود بايدن في الشرق الأوسط.
ليس يعد الإعلان شكلاً فعالاً من أشكال الضغط الدبلوماسي أو حتى العلاقات العامة المحلية، كما أنه يقوض ثقة جميع المشاركين في إدارة العملية التفاوضية.
مكاسب انتخابية
في المقابل، يرى سعيد صادق، أستاذ دراسات السلام في الجامعة المصرية اليابانية، تصريحات بايدن ذات دلالة وواقعية، ولخص ذلك في عدة نقاط كالتالي:
بايدن يحاول يجنى مكاسب انتخابية خاصة مع قرب السباق الرئاسي في نوفمبر ويوقف الانهيار في شعبيته.
لن يعطى بايدن تصريحا بشكل هزلي حاليا، فهو من المرجح لديه معلومات بقرب الوصول لحل ويريد أن يوحي بوجود دور له في ذلك.
تصريحات ليست لها علاقة بالجندي الأميركي آرون بوشنيل، الذي أحرق نفسه أمام سفارة تل أبيب بواشنطن الإثنين دعما لغزة، لأن الإعلام الأميركي المنحاز لإسرائيل كما تابعت لم يسلط الضوء على الجندي.
من الممكن ألا يحدث توقيت الهدنة في الموعد الذي أعلنه بايدن لكن سيحدث خلال الأسبوع المقبل، ليس هناك مغامرة في ذلك لصالح مكاسب انتخابية مؤقتة ستتأثر بعدم حدوث التهدئة.
"سكاي نيوز عربية"