جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يخلط انضمام شخصية برلمانية أردنية عريقة و مخضرمة من وزن رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي الى حزب إرادة الوسطي الأوراق السياسية على صعيد المسارات الحزبية فقط لكنه قد يعني الكثير لاحقا خصوصا وان الأحزاب السياسية التي نتجت عن مسار تصويب اوضاعها في اطار او سياق تحديث المنظومة السياسية في طريقها للإستعداد المبكر وسط حالة تنافسية قد تكون إيجابية وقد لا تكون تستعد للإنتخابات المقررة قبل نهاية العام 2020.
الدغمي وهو زعيم تشريعي كبير تم الإعلان عن انضمامه مع نخبة من أعضاء مجلس النواب الحاليين الى حزب إرادة الوسطى وهو إعلان له ما له على صعيد زيادة الثقل الاجتماعي لهذا الحزب النشط او استقطابه لمرشحين كبار قد يلعبون دورا عبر قوائم الحزب الانتخابية اذا ما تمكن الحزب في سلطة التشريع المقبلة، الأمر الذي يعني رسالة من جهة قيادة حزب إرادة بان الحزب مفتوح لجميع الأطراف.
وبان شخصية من وزن الدغمي عندما تنضم لهذا الحزب فالإستحقاق المباشر هو زيادة نوعية مفترضة في حجم ووزن القوائم الانتخابية التي ستترشح للانتخابات البرلمان المقبلة خصوصا وان الدغمي تقريبا اقدم أعضاء مجلس النواب الموجودين حاليا واكثرهم خبرة وسبق له ان تقلد عدة مرات منصب رئاسة مجلس النواب.
ووجوده في حزب إرادة قد يعني اذا ما انضم الي قائمة الحزب الانتخابية او في صدارتها على المستوى الوطني ان الحزب طامح مستقبلا برئاسة برلمان مسار التحديث السياسي.
وخطوة من مثل إنضمام الدغمي وأخرون من أعضاء المجلس مقربون منه الى حزب وسطي جديد ليست من الصنف الذي يقع في اطار القرارات الفردية.
وأغلب الظن ان مشاورات جرت في هذا السياق لكن حركة إندماج وتآلف وشراكات شهدتها الاوساط الحزبية الوسطية الاردنية مؤخرا بخصوص إنضمام اقطاب او ابتعاد اخرى وسط احتدام حالة التنافس.
وقد تم الإعلان ايضا عن انضمام مؤسس المبادرة البرلمانية عضو مجلس الأعيان الدكتور مصطفى الحمارنة الى الحزب الإجتماعي الديمقراطي وانضمام الحمارنة الى هذا الحزب تحديدا الذي يمثل اليسار الوسطى في خارطة الأحزاب خطوة ايضا لا يستهان بها.
وتوحي بان الأحزاب الموجودة الان تحت لافتة او يافطة تحديث المنظومة السياسية في طريق خطوات تنظيم عميقة الى حد ما خصوصا وان الحمارنة وجوده في حزب يرفع شعار الديمقراطية الاجتماعية قد يشكل محطة اضافية على صعيد النشاط والتحريك والمبادرات ولا تخلوا طبعا الخطوة من ترتيبات ذات بعد انتخابي عشية انتخابات عام 2024.
وبنفس الوقت يسجل حزب الميثاق الذي يعتقد انه أكبر أحزاب الوسط الجديدة حضورا إجتماعيا متميزا بعدما تقدم بقوائمه في المحافظات وعلى صعيد القطاعات الشابة ونجح الحزب باستقطاب مئات من الشباب المتطلع للعمل الحزبي.
قبل ذلك قرر حزب الإئتلاف الوطني تغيير إسمه والاستناد مجددا الى خلفية الهوية الاسلامية السياسية لعدد كبير من اعضائه وبعد سلسلة اندماجات ما بين حزبي زمزم والوسط الاسلامي تشكل حزب الائتلاف الوطني.
لكن البقاء في مستوى هذا الإسم لا يبدو انه خطوة متوافق عليها فقرر الحزب بدعم محتمل من السلطات تغيير اسمه الى الحزب الوطني الإسلامي.
وهو إجراء على الارجح فيه رائحة انتخابية ايضا ويسبق الانتخابات المقبلة والتي لم يعرف بعد ما اذا كانت ستعقد فعلا وحقا في موعدها الدستوري قبل نهاية الصيف المقبل بسبب تطورات ومستجدات المشهد الاقليمي والفلسطيني لكن الانطباع العام ان حركة التنقل والاستقطاب داخل وفي عمق احزاب الوسط اصبحت حادة وملموسة وتعني ان هندسة ما تجري خلف الستائر والكواليس على امل انضاج تجربة العمل الحزبي الجديدة في البلاد.
رأي اليوم