جفرا نيوز - احمد الغلاييني
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز حلال افتتاحه أعمال مؤتمر البيئة الآمنة والتنمية المستدامة والذي يقيمه المركز الريادي، إن دول أوروبا عاشت بينها حروب وصراعات داخلية وخارجية، ورغم ذلك قامت بالتكتل وعمل وحدة لها واليوم تعد من أقوى الدول اقتصاديًا.
وبين الفايز أن الدول العربية يوجد بها موارد طبيعية لا تعد ولا تحصى، مشيرا إلى الأسباب التي حالت دون اتخاذ موقف عربي موحد ضد الحرب على الغزة، مثلما فعل الاتحاد الأوروبي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
وتساءل الفايز عن أسباب عدم إنشاء مركز جمركي عربي موحد ، إلى جانب العمل على تكامل عربي اقتصادي موحد.
وأضاف، أن الصين قبل عقود كانت من الدول المتخلفة ولكن اليوم نراها منارة في الصناعات العالمية والعلم، مشددًا على حاجة الدول العربية على اتخاذ مواقف عربية موحدة.
وعلى صعيد آخر قال في كلمة له، بداية فأنني أثمن للمركز الريادي ممثلا بالأستاذه رانيا حدادين ،عقد هذا المؤتمر بعنوان " البيئة الآمنة والتنمية المستدامة " بمشاركة العديد من الباحثين والجهات والمؤسسات المعنية والخبراء والمختصين ، من الأردن وعديد الدول العربية والاجنبية ، والذي نأمل أن تكون مخرجاته قادرة على مساعدة متخذي القرار ، في إحداث التنمية التي تنشدها شعوبنا .
الحضور الكريم...
توصف عملية التنمية المستدامة ، بأنها عملية متكاملة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية ، تهدف إلى تحسين رفاهية الشعوب ، وتعزيز حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ، وتتمثل اهدافها في القضاء على الفقر ، وتوفير الرعاية الصحية والتعليم الجيد ، وزيادة النمو الاقتصادي ، وتطوير الصناعة والابتكار، وتوفير المياه والطاقة النظيفة ، وفرص العمل المناسبة ، والحد من أوجه عدم المساواة ، والموائمة بين الاستهلاك والإنتاج ، واستثمار الموارد البشرية، وبناء قدرات المرأة والشباب .
وفي الحديث عن التنمية المستدامة في وطننا العربي على الاقل ، فهي للأسف ما زالت تراوح مكانها ، وهذا يعود لاسباب عده منها ، الخلافات السياسية وتغليب المصالح الفردية ، اضافة الى ضعف مؤسسات العمل العربي المشترك ، وعدم قدرتها على احداث التغير المنشود ، ولنا بضعف دور الجامعة العربية مثال على ذلك.
كما ان انعدام السلم المجتمعي في العديد من الدول العربية ، وما خلفته الصراعات السياسية والامنية ، ساهم الى حد بعيد في عدم قدرتنا كأمة ، ان نصل الى التنمية التي تحقق تكاملنا الاقتصادي والسياسي ، فعلى سبيل المثال لا تزال معدلات النمو الاقتصادي ، في ظل الضغوط الناجمة عن الحروب والصراعات تبعث على التشاؤم .
كما ان التشرد واللجوء والنزوح القسري الناجم عن هذه الصراعات ، شكل بدوره أزمات كبيرة اثرت على اقتصاديات المنطقة ، وعلى حلم تحقيق التنمية المستدامة في عالمنا العربي ، فقد عكست الاوضاع الراهنة آثار مباشرة ، على البلدان التي تعاني من صراعات وعدم استقرار امني ، ادت الى الفقر والجوع وتراجع ارقام النمو ، وامتد تاثير هذه الصراعات على الدول المجاورة لهذه البلدان ، وتسببت في خسائر كبيرة للناتج الوطني ، وتداعيات سلبية مختلف القطاعات والبنى التحتية ، لذلك فان انعدام السلم المجتمعي في العديد من اقطارنا، قد قلص فرص التنمية المستدامة ، الامر الذي اثر على حياة المواطنين المعيشية ، فالامن قيمة انسانية نبيلة ، وشرط اساس لتحقيق التنمية المستدامة .
ان تحقيق السلم الاهلي ، بالتأكيد سيودي إلى انتعاش اقتصادي ، يسرع عملية التنمية ، ويعزز النمو الاقتصادي ، ويمكن امتنا من تنفيذ خطط التنمية في مختلف القطاعات ، فاستمرار الصراعات يشكل العائق الرئيس أمام التنمية المنشودة ، وللاسف فقد حظيت منطقتنا بالنصيب الأكبر منها على مستوى العالم ، وأسفرت عن مقتل مئات الاف ، وتشريد مئات الاف ، ولجوء ونزوح مئات الاف ، مما يمثل تهديداً مستمراً لاستقرار المنطقة وانعدام التنمية فيها ، لذلك فان حال امتنا الراهن ، اذا استمر دون معالجة وحلول عملية ، سيستمر معه استنزاف مواردها ، وسيعمل على انعدام فرص النمو والانتعاش الاقتصادي ، وستزداد معاناة المواطنين المعيشية ، وترتفع معدلات الفقر والبطالة.
الحضور الكريم...
في الاردن ما زلنا نحرص على تحقيق التنمية المستدامة بمختلف المجالات ، وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني واضحة ومتواصلة في هذا الاطار ، لهذا جاءت رؤية جلالته للتحديث الاقتصادي ، بهدف تحقيق التنمية المستدامة ، وتوفير حياة كريمة للمواطن ، وتمكين الوطن من مواجهة التحديات التي فرضتها عليه الاوضاع المحيطه به .
ان جلالة الملك يدرك ايضا ، ان التكامل الاقتصادي والسياسي العربي ، هو مفتاح تحقيق الاستقرار والامن لامتنا ، وبوابة العبور للتنمية المستدامة ، لما تملكه دولنا العربية من امكانيات بشرية وثروات طبيعية ، لهذا يؤكد جلالته باستمرار على ضرورة التكامل السياسي والاقتصادي العربي ، وخاصة التكامل الاقتصادي باعتباره يشكل بداية تؤسس للوحدة الشاملة ، ويوحد جهود التنمية واستغلال الميزات النسبية في كل دولة عربية ، لجهة الوصول الى التكامل المنشود الذي يعزز التنمية المستدامة ، ويمكن من مواجهة تحدياتنا، وقضايا الفقر والبطالة في مجتمعاتنا العربية .
شكرا لكافة الاخوة والاخوات المشاركين في المؤتمر ، والداعمين له ، والقائمين عليه ، وتمنياتي لكم بالتوفيق .