النسخة الكاملة

الأردنيون يتدافعون لتقديم "تأشيرة بريطانيا"..سياحة وبزنس..وعشاق "جرب حظك" هروبًا من البطالة

الخميس-2024-02-21 12:00 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام مبيضين

ظهر تدافع مئات الأردنيين على المنصة الإلكترونية، للسفارة البريطانية، في ظل وجود رغبة عارمة في السفر او للسياحة، أو ربما الرغبة بالهجرة "والبحث عن فرصة عمل، في أي قطاع ، وحسب حديث بعض المتقدمين أن التقديم كان بعنوان" جرب حظك "، مع وجود اكتساح بتقديم الطلبات من بعض العاطلين عن العمل للمنصة البريطانية، بفيزا مدتها عامان ، مقابل رسوم قليلة لا تتجاوز10 جينهات إسترلينيه، وهي رسوم منخفضة تسهل لنسبة كبيرة تقديم الطلبات على المنصة الإلكترونية.

ويأتي ذلك كله، رغم أن بعض الطلبات من أغلبية الشباب، هي تحت خانة السفر، بحثا عن العمل، برغم من أن التأشيرة لها اشتراطاتها ،التي تمنع المملكة المتحدة مخالفتها بقواعد واضحة ،في ظل نظام إقامة صارم.

من جهة أخرى أغلب الطلبات إلى المنصة الإلكترونية للسفارة البريطانية، هي من هواة السياحة والسفر، ورجال الأعمال مع وجود نسبة من العاطلين عن العمل، أو من أطباء ممرضي مهندسين وغيرهم، وهناك حالات كثيرة لعائلات الزوج والزوجة والهدف تحسن دخولهم مع وجود ارتفاع في نسب هجرة الأطباء الأردنيين إلى بريطانيا، إذ كشف تقرير أصدره المجلس الطبي البريطاني عن ارتفاع كبير في أعداد الأطباء الأردنيين المهاجرين إلى المملكة المتحدة بنسبة تصل إلى 470 في المئة، كما أنهم يحتلون المرتبة الرابعة عالميا، والأولى عربيا بعدد الأطباء الزائرين إلى بريطانيا بواقع 427 طبيبا (حسب إحصاءات نشرت بصحف).

ليطرح السؤال الصعب المنعكس، هل بات بعض الأردنيين يحزمون حقائب السفر، والبحث عن العمل والإقامة في الخارج، للبحث عن إنصاف الفرص في غياهب المجهول، لمواجهة متطلبات معيشية صعبة وتضخم وغلاء وفقر وظروف لم يعد في الإمكان تحملها بدخول مهدودة؟

ويأتي ذلك وقد بدا آلاف الشباب من حملة مختلف الشهادات يحلمون بالهجرة إلى الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا ومختلف دول العالم، وتكشف أرقام أن أعداد الأردنيين الذين زاروا الولايات المتحدة تضاعف خلال سنوات، وقد تم قبل سنوات تقديم 35 ألف فيزا لأردنيين لزيارة الولايات المتحدة وبينما تشير الإحصاءات أن عدد المتقدمين للهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة السفارة بعمان بلغ 6300 شخص قبل أعوام قليلة معظمهم يحملون الجنسيات الأردنية، وبلغ عدد المتقدمين للحصول على فيزا فئة زيارة أو سياحية بلغ حوالي 3000 شخص قبل سنوات ومن المتوقع أن تزاد الأرقام بالسنوات القادمة.

إلى ذلك يزور كثير من الشباب منصات السفارات أو البعض يقف في طوابير شبة يومية، إمام نوافذ القنصليات ومكاتب الهجرة في مختلف المواقع في إحياء عمان الغربية، للبحث عن تأشيرات وهم يحملون أوراقهم وكشوفات بنوك ووثائق وكشف مسح الهجرة الدولي في الأردن ، في تقرير قبل سنوات بأن 63 % من المهاجرين الأردنيين، هاجروا لأسباب اقتصادية، و31 % لأسباب اجتماعية، و6 % لأسباب أخرى.

وقال المسح، إن 26 % من أصل الذين هاجروا لأسباب اقتصادية هاجروا للبحث عن فرص عمل أفضل، و15 % بسبب عدم وجود فرص عمل أصلا، و14 % بسبب عدم كفاءة الدخل في الأردن.

ويأتي ذلك كلة ومع ارتفاع أرقام البطالة الى حوالي 22 % والبطالة موجودة بكثرة بين الشباب بين أعمار 24 إلى 30 عاما وبالتالي هذا السن هو للعمل والنشاط وبناء الذات، ولذلك يجدون أنه لا بد من الهجرة للبحث عن تكوين أنفسهم على الأقل من أجل مستقبل أفضل.

ومع استمرار وقف التعيينات في الحكومة بمختلف الوزارات والمؤسسات، والأخطر ان التعيينات ضمن نظام العقود السنوية أو الاستثناء لبعض الدوائر والوزارات كوزارتي التربية والتعليم والصحة.

يضاف إلى ذلك وجود 6 أنصاف مليون طلب وظيفة في ديوان الخدمة المدني وإلغاء، وعدد الطلبات بالمهن التعليمية يصل الى حوالي (55 %) من مخزون الطلبات، يتضمن (76 %) منهم من الجامعيين، و (23 %) من حملة الدبلوم وهذه الطلبات ستشطب بعد 3 سنوات نهائيا.

ووفق الأرقام حول البطالة، فإن الاقتصاد كان ينتج قبل سنوات ما يقارب 70 ألف وظيفة، قبل سنوات انخفضت في عام 2011 إلى 55 ألف وظيفة، ووصلت الى ما يقارب 53 ألف وظيفة في عام 2013، فيما لم يتجاوز عدد الوظائف التي استحدثها الاقتصاد الوطني في النصف الأولى من عام 2015 الـ، 45 ألف وظيفة، وفي آخر عامين اقل من ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن جزءا كبيرا من فرص العمل المستحدثة يشغلها عمالة وافدة ، ما يؤشر على تراجع وضعف ملحوظ في إنتاج وتباطؤ الاقتصاد، وبالتالي توفير فرص العمل إذا ما علمنا أن عدد خريجي التعلم يصل إلى 100 ألف خريج؛ أي 100 ألف طالب وظيفية جديدة

هذه أرقام مرعبة وكل ذلك ومشكلة البطالة تتداعى مثل كرة الثلج بشكل متسارع عام وراء آخر،، وخصوصا في المحافظات النائية والأطراف؛ حيث لا توجد شركات ومصانع كبرى ومشاغل لاستيعاب العاطلين من العمل، ولهذا تطارد الحالمين بالهروب من واقع صعب يتمثل في الفقر والبطالة، وعدم توفر فرص عمل، والهجرة فهي بالنسبة لكثير من الشبان الحل الوحيد لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب ناهيك إن تدني الأجور، هو سبب رئيسي لهجرة الشباب، في ظل سوء الأحوال الاقتصادية وغلاء المعيشة، إذ أصبح الشباب الأردني مقيدا، وأمامه الكثير من الحواجز التي تحول بينه وبين تحقيق طموحاته.

في واقع شبه صعب يتمثل في الفقر والبطالة، وعدم توفر فرص عمل، والفوضى ، وانعدام افق التطور والهجرة فهي بالنسبة لكثير من الشبان الحل الوحيد لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب ناهيك إن تدني الأجور هو سبب رئيس لهجرة الشباب، في ظل سوء الأحوال الاقتصادية وغلاء المعيشة، إذ أصبح الشباب الأردني مقيدا، وأمامه الكثير من الحواجز.

وبرأي خبراء أن المسببات التي تدفع الفرد للهجرة توفير فرص عمل لهم وإمكانية المعيشة بمستوى مناسب ،إضافة إلى انخفاض الدخل المتأتي من المهن والوظائف الموجودة بالأردن بشكل عام، حيث إن معدل الرواتب والأجور في الأردن يصل حوالي 400 دينار، وهو معدل تنخفض قيمته الحقيقية سنة تلو الأخرى بفعل التضخم وارتفاع الأسعار وزيادة الكلف.

وهناك أسباب متعلقة بتحسين مستوى معيشة الإنسان وهو أحد المتطلبات الأساسية ،وفي جميع الأحوال يقوم الشباب أو المواطنون الأردنيون بشكل عام بالهجرة لأنهم يعتقدون أنهم سيحصلون من خلال الهجرة على وظيفة ومهنة بدخل أفضل وربما يحصلون إضافة إلى ذلك في دول أجنبية على جنسية تلك الدول مما يفتح لهم مجالا واسعا لتحسين مستويات معيشتهم.

وفي النهاية تظهر دوافع الهجرة أن هناك خللا بنيويا خطيرا يحتاج إلى قراءة بمجهر عالي الجودة لمعالجة الواقع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ليكون ضوء بنهاية النفق ؟