النسخة الكاملة

طبيب نفسي للأردنيين: ستصابون بالاكتئاب بسبب مواقع التواصل

الإثنين-2024-02-19 12:46 pm
جفرا نيوز -
الأعراض الانسحابية للإدمان على الإنترنت تستمر لأسبوعين

جفرا نيوز - حذر مستشار أول الطب النفسي وممثل الشرق الأوسط في الجمعية العالمية للأطباء النفسيين، الدكتور وليد سرحان، من ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين يوميا تعرض الأشخاص لاضطرابات نفسية عديدة.

وأضاف انه كلما زاد الإفراط في استخدام الانترنت، وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي، زادت الاضطرابات والمشاكل النفسية عند الأشخاص، أبرزها الرهاب الاجتماعي والقلق النفسي والاكتئاب والاستياء والتوتر، بالإضافة الى دخول كثير من الناس بعلاقات غير منطقية عبر حسابات وهمية، ينتج عنها مشاكل كالابتزاز المالي والعاطفي، تصل أحيانا الى تهديدات بالقتل.

ونوه سرحان إلى انه يصل لوحدة مكافحة الجرائم الالكترونية في مديرية الأمن العام يوميا عدد كبير من القضايا، أغلبها مشاكل متعلقة بمواقع التواصل، والتي يقع ضحيتها معظم الأحيان صغار السن والمراهقين، مشددا على المخاطر النفسية والاجتماعية والقانونية لتلك المواقع وسط حالة من عدم الوعي.

واعتبر ان الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي هو أحد تصنيفات الإدمان السلوكي، وذلك عندما يصبح الانترنت يشغل حيزا كبيرا في حياة الانسان، فالبعض يستخدم تلك المواقع لمدة تصل الى 10 ساعات وأكثر يوميا، اذ اصبحت بديلا عن العلاقات العائلية والشخصية والاجتماعية.

وتابع بأن كثيرين فقدوا جميع علاقاتهم الاجتماعية وهم يعيشون في عالم افتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، ويرون صورا يحاولون ان يعيشونها وكأنها الحياة المثالية بشكلها وجمالها، ناهيك عن المقارنات التي تشعرهم بالاستياء والبؤس.

ونبه سرحان الى ان وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الانترنت أصبح في وقتنا الحالي لا غنى عنه، فهو جزء من حياتنا، كما تتطلب أعمال بعض الناس الجلوس لفترات طويلة على الإنترنت، لكن بداعي العمل وليس التسلية، وبالتالي يجب تحديد وقت لاستخدام تلك الوسائل، بحيث ان لا يكون الوقت الذي يقضى عليها يوميا وبجميع أشكالها يتجاوز عن الساعتين، لأن الفئة التي تبالغ باستخدامها تتعرض لحالات الاستياء والقلق النفسي وغيرها.

وفيما يتعلق بالأطفال، لفت سرحان الى ان عددا كبيرا منهم لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، دون علم ابائهم ومدرسيهم أو مراقبة لهم، إذ يكون لديهم هواتف لا يتركونها، مؤكدا ان هناك جيل معرض لمخاطر مواقع التواصل بشكل مزعج وغير منطقي أبدا.

وحول كيفية ترك الإدمان على مواقع التواصل، أشار سرحان إلى ان هناك من يرون صعوبة في الرجوع للحياة الواقعية، لأن هناك أعراضا انسحابية طبيعية قد تكون شديدة، مثلها مثل الإدمان على أي شيء اخر، كالعصبية وقلة النوم والرغبة بالعودة لفتح الهاتف، وتبقى هذه الأعراض لمدة أسبوع، ثم تبدأ بالتلاشي بعد أسبوعين أو ثلاثة.

وأكد ان بعض الأشخاص يحتاجون للعلاج من مرحلة الإدمان على مواقع التواصل، عبر فترة نقاهة، ثم العودة اليها لاحقا بشكل متوازن ومعقول دون إفراط.

ودعا سرحان الجميع لمراقبة عدد الساعات اليومية لاستخدامهم لهواتفهم وتصفحهم لمواقع التواصل، والسعي لتخفيضها لأقل من ساعتين يوميا، للحد من تعرضهم لضغوط ومشاكل نفسية هم في غنى عنها.

الرأي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير