النسخة الكاملة

الفايز يوجه رسالة للعرب: توقفوا عن إحصاء الضحايا وساعدوا فلسطين

الأحد-2024-02-04 06:41 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - زيارة رئيس مجلس الأعيان أو الرجل الموثوق الذي تقلد «كل المناصب الرفيعة» في الدولة فيصل الفايز أقرب إلى رحلة «استرخاء في حضرة الوضوح».

الفايز قد يكون منذ ربع قرن على الأقل السياسي الأردني الوحيد الذي لا يتحدث «لهجتين» لا في الوظيفة ولا خارجها.

ويتمتع ضيف حوار الأسبوع بقدرة غريبة على الاحتفاظ بنفس اللغة والمبنى والمعنى عندما يتعلق الأمر بالانحياز للعرش وللوطن والقضايا الأساسية من دون أدنى «حساب للشعبويات» وعلى الأرجح من دون إسقاط المصارحة والصراحة في الملفات الأساسية بما في ذلك النقد الذاتي عندما يلزم.

مبررات 7 أكتوبر

طبيعي أن يشكل «العدوان الإسرائيلي» على الأهل في قطاع غزة مدخلا سريعا لقراءة التحولات من «زاوية وطنية أردنية» كما يراها رئيس السلطة التشريعية في المملكة.

هنا حصريا يميل الفايز للرأي القائل بأن المعادلة التي يحاول الإسرائيليون طي صفحتها وأحيانا بعض حلفائهم يفعلون هي تلك التي تريد الافتراض بعدم وجود «مبرر للمقاومة» حتى مع «بقاء الاحتلال». وعندما تأخذ المقاومة موقعها في شعب يتنكر المحتل لحقوقه من المضحك في مقايسات الرئيس الفايز أن يخرج نفر يريد الاقتناع بأن «المقاومة- أي مقاومة شرعية» يمكن انهائها أو اخضاعها وهزيمتها فقط بالسلاح والحلول العسكرية.

«لا يمكن هزيمة المقاومة الفلسطينية أو حركة حماس بالتقويض العسكري» قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي هذه العبارة و«القدس العربي» نقلتها للفايز بهدف التعليق.

«طبعا أتفق» – يعلق الفايز- لكنه يسترسل قليلا في الحديث عن صعوبة هزيمة المدافع الجذري العقائدي صاحب الحق والأرض وإن كان الإسرائيلي «لم يعرف ذلك بعد» أو «يريد إنكاره أو استنكاره» وفي قطاع غزة «المعيار» يزداد كثافة وما حصل يوم 7 أكتوبر ينبئ الجميع.

ويحسب الفايز: إسرائيل في يوم 7 أكتوبر عرفت بذلك وبعد أكثر من 100 يوم من القتال لا يمكن تغطية الشمس بغربال القصف الهمجي والتدمير الأفقي، فبعد كل مؤشرات العدوان الإجرامية ينهض المقاتل الفلسطيني شمالي قطاع غزة «حيث 

زعمت إسرائيل السيطرة» من بين الركام ويواجه مجددا.

 تعيدنا تعبيراتك إلى أصل الموقف الأردني القائل بأن إخراج حركة مثل حماس تقود المقاومة الفلسطينية من المعادلة بالخيار العسكري خيار خاطئ، لماذا لم تدرك الدول الغربية ذلك بعد؟

• بتقديري الولايات المتحدة والغرب في طريقهما لإدراك هذه الحقيقة ان لم يدركاها بعد، وهي أن إخراج حركة حماس والمقاتلين في غزة من المعادلة بالهزيمة العسكرية غير ممكن.
هذا تماما ما عبر عنه موقف وزير الخارجية الأردني وما قلته أنا لوفد أوروبي زارني في عمان وطالبت الدول التي يمثلها 

بالعودة إلى المربع المركزي وهو حق تقرير المصير ودولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

○ بماذا أخبرت الوفد الزائر أيضا؟

• قلت لهم: دون ذلك الصراع سيستمر ومعه القتال. ولا أحد يستطيع للحظة نكران حق المعتدى عليه بالمواجهة مهما قيل في المنابر هنا وهناك عن ما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقلت أيضا: من يريد امتلاك هذا الحق- الدفاع عن النفس- بموجب القانون الدولي عليه ان ينهي الاحتلال وينسحب إلى حدود يقر بها العالم ويعترف بها ويقبل بدفع ثمن السلام.

○ حاول كثيرون قراءة «يوم 7 أكتوبر» في عدة سياقات، من جهتكم كيف قرأتموها؟
• وضوح وثبات الأردن في موقفه حقيقة واقعية بات يعلمها الجميع، وما نعيشه اليوم من أجواء تمس بأمن واستقرار المنطقة 
والعالم والتجارة الدولية هو نتيجة تجاهل بعض القوى الدولية لتحذيرات جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، حيث كانت قيادتنا أول من قرعت أجراس الإنذار وحاولت تذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته.

تجاهل «حكمة ونصائح وخبرة» الأردن يعني ببساطة الغرق في الصراعات والأجندات والاعتباطية.

ونحن في المؤسسات الأردنية لسنا معنيين بالتصنيفات والتعريفات على حساب الحق والحقيقة وحيثما يبقى الاحتلال ويستمر طبيعي ان توجد ردة فعل واشتباك مقاوم، وما قلناه في هذا البلد منذ اندلعت الأزمة أصلا هو أن يوم 7 أكتوبر كان نتيجة للصراع وليس سببا فيه، وأي قراءة له خارج هذا السياق تبقى غرائزية وخارج المنطق.

لمواجهة السبب والنتائج لابد من «أن ينتهي الاحتلال» هذه ليست معادلة صعبة أو معقدة ولا نعرف لماذا تصر بعض الأطراف على جعلها عصية على الفهم، وكأردنيين نقولها دوما وبكل صراحة وفخر واعتزاز: مواقف قيادتنا فيها فائض حكمة ورشد وأيضا فائض خبرة، فنحن في الميدان منذ تمأسس الصراع برمته ودوما دفعنا ثمنا له ولمواقفنا الأخلاقية والمبدئية في الدفاع عن الحق الفلسطيني.

أساس الصراع وجود «احتلال» بكل بساطة.

○ مجددا كيف نقرأ عملية 7 أكتوبر الآن بعد كل ما حصل بتقديركم وتحليلكم؟

• هي فعل نتج عن جذر الصراع والاحتلال والحصار لأهلنا في قطاع غزة ولا شكوك سياسية لدينا اليوم بأن ذلك اليوم خلط الأوراق وأعاد تذكير الكرة الأرضية ليس بالصراع ولكن بالقضية الفلسطينية ولست من الميالين لتوجيه اللوم لضحايا الاحتلال.
وقراءتي موضوعيا أن عملية 7 أكتوبر لها أهدافها وأغلب التقدير أنها حققت العديد منها لكن عندما نستعرض الدمار والركام وحجم وعدد الضحايا نقول إن الكلفة كانت كبيرة جدا وموجعة بالتأكيد، الأمر الذي يعيدنا إلى جذر الحكاية والسردية والمعاناة.

الإسرائيلي و7 أكتوبر

لا يمانع الفايز القول بان «الشعوب تدفع ثمنا باهظا للتحرر» وبأن «المواجهة والمقاومة خيار» بكل حال.
ويرفض قطعا أي «مزاودة» بالتشخيص أو الادعاء على «الأشقاء في الشعب الفلسطيني» مشيرا لأن الأردني بحكم كل الاعتبارات الصلبة وتقاسم رغيف القمح هو «الأدرى والأكثر معرفة» بمعاناة «الشقيق الفلسطيني» وتضحياته واقتراحه أن نتوقف على المستوى العربي والإسلامي عن «عد وإحصاء الضحايا» بحياد الأرقام المؤلم والانصراف إلى البحث عن وسيلة لـ«مساعدة الشعب الفلسطيني» ثم يقولها الفايز باختصار «علينا عربيا أن نساعد الشعب الفلسطيني حتى نساعد أنفسنا».

أكثر طرف معني بتأمل «7 أكتوبر- وما بعدها» بنصيحة الفايز هو «الإسرائيلي» الذي لم يعد قادرا على الاحتفاظ بـ«ذهنية القلعة» فنمط الحروب تغير والكيان الإسرائيلي «يضرب اليوم» من أقصى شمال العراق ووسط اليمن ومن شمالي غزة الذي يسيطر عليه جيشه وأثناء العمليات.

بالتالي- حكاية «تأمين الحدود» والأغلفة مع لبنان أو مع غزة أو حتى مع الأغوار بالمستلزم العسكري فقط قد لا يوفر «الأمن للإسرائيليين».

○ ما الذي تقصده بالحديث عن تأمين الأغلفة والحدود؟

• للتذكير فقط نحن اليوم في حروب المسيرات والصواريخ الموجهة ويعلم الإسرائيليون أن شباب الضفة الغربية سرعان ما سيتمكنون من تقنية توجيه المسيرات وتحريكها في إطار عمليات مواجهة أو جمع معلومات. الشعوب في الجوار أو حتى المجموعات التي يقهرها الاحتلال وتتطلع نحو القدس والمسجد الأقصى ومقدساتها وتعيش المعاناة لديها «سوابق» قابلة للتقليد في طبيعة ونوعية الحرب الجديدة.

○ هل تتصور أن الجانب الإسرائيلي «لا يقرأ هذه الوقائع»؟

• لا أعرف ولست معنيا. إسرائيل ينبغي ان تستيقظ أمنيا وترقى في قناعاتها بعيدا عن أطماعها وأطماع اليمين الموتور.
الدنيا تغيرت و7 أكتوبر شئنا أم أبينا تقول الكثير للجميع شئنا أم أبينا.

نحن في الأردن أكبر وأكثر من حذر الإسرائيليين والغربيين والأمريكيين من أن السلام فقط والدولة الفلسطينية من يجلب الأمن لإسرائيل وحدودها، فضمان الحدود مع كل اتجاهات فلسطين المحتلة على أهميته لم يعد يعبر عن المعالجة الأمنية المنتجة النظامية أو التقليدية.

مجددا السلام فقط يجلب الأمن ومفردة السلام تعني حق الفلسطيني في تقرير مصيره وتأسيس دولته ومن يريد تعريفا لهذا الحق عليه الرجوع لجلالة الملك عبد الله الثاني فقط وما قاله ويقوله في كل المناسبات.

○ هذه واحدة من تداعيات عملية 7 أكتوبر؟

• تجليات ذلك اليوم وما تبعها من عدوان سافر همجي في معظمها أصبحت مطروحة وقيد النقاش ولم تعد سرية، وقد يكون من أهمها لاحقا خروج استثمار بنيامين نتنياهو بموتوري اليمين عن السكة ومن الخريطة وبالتأكيد تلك واحدة من تداعيات ما حصل ويحصل، فنتنياهو بعد أسابيع قليلة سيتجه نحو انتخابات بعد وقف العدوان وعليه الآن ان يقرر أين سيذهب هو ومن معه فيما لا أحد يعلم مسبقا كيف ستصبح الأمور في عمق الداخل الإسرائيلي.

إصلاح السلطة

لذلك يوافق الفايز على الاستنتاج القائل بان 7 أكتوبر أصبح لاعبا أساسيا حتى في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. هل سيتجه الإسرائيليون نحو تجربة الائتلافات؟ هل سيعود اليسار؟ أم تظهر قوى الظلام اليمينية بصورة أقوى؟ تلك أسئلة مخاضات بخبرة الفايز تصادق عليها الاستطلاعات القائلة بـ«انخفاض شعبية حزب الليكود».

والليكود اليوم في طريقه لفقدان «الأفضلية والأغلبية» والوقائع قد تفرز «تيارا هجينا» وسط الإسرائيليين.
تلك مؤشرات التحولات التي أفرزها العدوان وما قبله في عمق الداخل الإسرائيلي. لكن على الجبهة الفلسطينية يتوقع الفايز «حصول مستجدات وتغييرات» أيضا بعضها مطلوب وبإلحاح لمواجهة تداعيات المرحلة وتصليب الحرص على بقاء الوضع القانوني مسيطرا في الضفة الغربية.

○ حديثك الأخير مناسبة لقراءة الزاوية الأردنية في المشهد الداخلي للسلطة الفلسطينية أيضا؟

• لا نكشف سرا بأن الأردن بقي طوال الوقت مدافعا شرسا عن الحق الفلسطيني ويقف مع المؤسسات الشرعية الفلسطينية وبطبيعة الحال نبقى داعمين للسلطة الوطنية ورئيسها ونقدم المساعدة لـ«إصلاح بعض الأمور» وتقديري الشخصي والسياسي أن مرحلة انتهت بالنسبة للأشقاء والشركاء في السلطة وينبغي أن تبدأ «مرحلة جديدة» بعد كل التضحيات والتحديات.

○ نريد بعض الايضاحات والتفصيلات هنا؟

• كل ما يشغلنا في الأردن طوال الوقت هو دعم وإسناد الشعب الفلسطيني والحفاظ على الاستقرار القانوني والمعيشي في الضفة الغربية وقد أمر جلالة الملك بأن تكون تلك «أولوية أردنية» دوما.
وما أفترضه شخصيا: العالم الآن تغير وطريقة تفكيره بالملف الفلسطيني تغيرت والأشقاء في الشعب الفلسطيني لديهم آمال وتطلعات بتجديد عناصر التفعيل في السلطة وتحسين مستوى الأداء والمزيد من الشفافية والإصلاح الإداري.
وهي تطلعات مشروعة بكل حال فيما تبقى السلطة «احتياجا وطنيا ملحا» على طريق «بناء الدولة الفلسطينية» حيث الدولة حق وستقوم بكل حال.

عقل المقاومة «راجح»

يقرأ فيصل الفايز المستجدات تفصيليا بناء على فرضية تقول بان النظام الدولي ومعه الإقليمي «يستدركان الآن» إزاء «الملف الفلسطيني» ويفتحان العديد من الصفحات، كما تقول بان الولايات المتحدة التي سارعت لوضع كل امكاناتها لحماية إسرائيل بعد يوم 7 أكتوبر ثمة «أسئلة حرجة» عليها ان تجيب عليها.

ويسترسل: طبعا ثمة أسئلة على المنظمات والقيادات الفلسطينية أيضا أن تجيب عليها وأهمها سؤال المصالحة وإنهاء الانقسام البائس السقيم وبينها سؤال «إصلاح الإدارة» والارتقاء إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني من جهة المؤسسات والفصائل أيضا خلافا لسؤال «النزاهة».

ووجهة نظر الرئيس الفايز أن فصائل المقاومة تعلم وتفهم أنها بعد انتهاء العدوان بصدد «تنازلات وتسويات» سياسية الطابع وأن ورشة «إعادة الإعمار» ينبغي ان تبدأ وفورا لإنصاف الشعب الذي تعرض لمعاناة لا تطاق وهي ورشة لها اعتباراتها وظروفها حتى في المسار المالي أو السياسي.

وجهة نظر أو نصيحة الرئيس الفايز أن تدرك فصائل المقاومة مبكرا بأنها يمكن أن تتحول إلى مسارات حزبية تشارك في «إعادة البناء» عبر مرجعيات فلسطينية أوسع وأشمل لا تستطيع معها الفصائل ممارسة الحكم أو الانفراد به على الأقل مباشرة في غزة خلال مرحلة التأسيس وإعادة البناء، ذلك لا ينتقص من فصائل المقاومة، بل يزيدها فخرا بأن منتجها أوصل شعبها إلى مستويات من الاستقرار والاعتراف الدولي.

وفيما يرجح الفايز بان بعض «الرموز» قد تبتعد عن واجهة المشهد الرسمي الفلسطيني يدرك مسبقا بأن تيارات المقاومة لديها فائض تروي وحكمة وتقرأ المعادلات جيدا وتستطيع التمتع بقدر أوسع مستقبلا من الترفع عن «زحام» يؤذي الشعب الفلسطيني خصوصا وان مكانة «المقاومة» في ذهن الأمة وليس فقط الشعب الفلسطيني متصدرة ومحفوظة ويعرفها الجميع وكذلك منتجها ومنجزها.

يوافق الفايز على القول «بلا شك حركة مثل حماس لديها عقل راجح ووطني ومترفع يدرك بأن مرحلة إعادة الإعمار حصرا لها احتياجات ومتطلبات».

○ هل تعتقد أن «الترفع المقصود» من المنصف أن يقود لتفكيك البنية العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة؟
• ومن يقول بذلك؟ بصراحة وببساطة لا أرى مشكلة اسمها البنية العسكرية فحتى لو حافظت الفصائل بنسبة 80 في المئة على بنيتها العسكرية عند وقف العدوان وإعادة الإعمار والبحث السياسي في الإدارة للقطاع ينبغي ان يعود العسكر إلى ثكناتهم أو خنادقهم مع بنادقهم وذخائرهم ثم للمشاركة في تنمية وطنهم.
أعتقد أن هذه المسألة ليست معقدة كما يحاول بعض المحللين الإيحاء، فالعسكري المقاتل إنسان ولديه عائلة ومهمة إعادة الإعمار لا تقل قدسية عن القتال.
والسلاح «ذخر» للدولة والوطن، لماذا يفترض المفترضون تسليمه أو تفكيكه؟ السلاح بمعناه الفردي موجود بين أيدي أهل الضفة الغربية وحتى في أيدي الأردنيين أيضا توجد أسلحة فردية فهذا نمط اجتماعي مألوف في منطقتنا.
وعليه لا أرى بمسألة «سلاح المقاومة» عائقا لأن الإصرار على عكس ذلك يوحي بأن الفصائل في غزة وكأن لديها صواريخ عابرة للقارات ومطارات عسكرية وأسلحة ثقيلة. الجميع يعلم بماذا قاوم أهلنا في غزة وما هي إمكاناتهم، لذلك أقترح أن لا نسمح للعدو باختراع مثل هذا العائق.
والمقاربة بسيطة يشارك الجناح العسكري في إعادة تأهيل الشعب والمؤسسات في القطاع وتتراجع البنية العسكرية لأغراض النمو السياسي والاقتصادي قليلا انطلاقا من الاحساس بالمسؤولية الوطنية وبعد الحصول على شرف المواجهة والاشتباك والمناجزة لقوات الاحتلال بمعنى الصمود.
○ وجهة نظرك هنا مثيرة وتعني ان مسألة بنية المقاومة العسكرية ليست مشكلة معقدة؟
• هزيمة فكرة حماس عسكريا وإخراجها من المعادلة تماما غير واردة، كما أن تصفية بنيتها العسكرية لأغراض عملية سياسية واقتصادية وإدارية ليست مطلوبة.
من باب الإنصاف الكوادر التي حظيت بشرف القتال والدفاع عن القطاع وأهله هي مكسب وجزء من نسيج المجتمع، لكن البندقية في لحظة ما ولأهداف استقرار الصمود والحصول على بدله السياسي يمكن ان تتوارى من أجل السلام والاستقرار وإعادة الإعمار.
من يرغب بإنصاف الشعب الفلسطيني عليه ان يفهم بان التضحيات والقتال ينبغي ان ينتهيا بمكاسب وطنية وأعتقد شخصيا بان الأخوة في المقاومة لديهم إحساس رفيع بالمسؤولية.
وما قرأته وسمعته ان لدى حماس مبادرة سياسية في هذا الاتجاه وتقديري أن المبالغة في الغرق بنقاشات حول البنية العسكرية والسلاح وتأثيرهما على مستقبل قطاع غزة مماطلة إسرائيلية بالمقام الأول.

الأردن: ماذا يقترح؟

في الزاوية «الأردنية» في قراءة التطورات الأخيرة محطات أكثر من صريحة مع الرئيس فيصل الفايز فهو يرى بأن نتنياهو الذي يقود المشهد من ربع قرن هو الذي خطط ونفذ لـ«تقويض اتفاقية أوسلو» وعليه فالحرص واجب ليس فقط على «وقف العدوان الحالي وفورا» بل على خطة محكمة لإنجاز ذلك تمنع «أي طرف منتخب» مستقبلا من «تكرار نفس الأخطاء».
يقول الفايز: في الأردن ندرك بأن توفير حلول قابلة للاستمرار والديمومة عبر مفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد لا يكون الخيار الأسلم والمنتج أكثر ولعل المجتمع الدولي يدرك ذلك. المطلوب خطة شمولية ناضجة بكل ضمانات المجتمع الدولي لا مجال فيها لا لخطأ ولا لتجاوز.
○ عن ماذا تتحدثون بصورة محددة هنا؟
• ما نراه أساسيا في المرحلة اللاحقة هو أن أي اتفاقيات أو تسويات يجب ان تنتهي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني قبل أي اعتبار آخر.
وهذا يعني ان 7 أكتوبر بدأ ويتوجب ان ينتهي بحل منصف وعادل ودائم أقله دولة فلسطينية ذات سيادة.

لعل العالم اليوم استيقظ على هذه الحقيقة لكن حتى لا نتحدث عن نسخة جديدة من «كوشنر وخططه» يمكن ان تتولى هيئة دولية متفق عليها الإشراف المباشر وبموجب الشرعية الدولية على تفاصيل تفكيك الصراع ولا يوجد ما يمنع ان يتم ذلك على مراحل 

وبسقف زمني يصل إلى خمس سنوات مثلا. وبصيغة تؤدي إلى استعادة الثقة على ان تقوم تلك الهيئة الدولية بتفكيك المستوطنات على الحدود ما بين أراضي عامي 67 و48 وتقدم ضمانات حماية للشعب الفلسطيني في الأثناء وتضمن حقوقه.
من دون ذلك قد نبقى جميعا في سيناريو واحتمال تكرار أخطاء أوسلو وتلك الاحتمالات السوداء التي يجرها علينا أحيانا صندوق الاقتراع الإسرائيلي.

في المحطة الختامية يوضح الفايز: الشعب الأردني بطبيعته «مسالم» لكنه شرس ولا يتسامح عند أي «اعتداء عليه» ومع وجود «قيادتنا وجيشنا ومؤسساتنا» طبعا «سنتصدى» لأي مساس ببلادنا وبصرف النظر عن منبعه، فيما لا أحد يطالب الأردن بحرب ومواجهة عسكرية مع إسرائيل وغيرها والأهم أن «لا يختبرنا أحد» فالأردني قادر تماما على الدفاع عن بلده ونفسه ونظامه ولا يسعى للحرب.

القدس العربي 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير