النسخة الكاملة

مجلس "الأغلبية" يفرضها بنكهة "سكن تسلم" .. سردية العتب على خذلان القواعد وليس الحكومة

الأحد-2024-01-31 01:20 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فرح سمحان 

89 صوتا من أصل 114 كانت كافية لتخرج الموازنة العامة للسنة المالية 2024 بشكلها الحالي ، وبثغراتها المخفية بلغة الأرقام التي لربما لا يفهمها المختصون بالاقتصاد فكيف بالمواطن الأردني الذي ينتظر ما هو بعيد المنال ، ولا يأخذ من مجلسه الذي انتخبه "بالباع والذراع" سوى الخطابات التي تخفي عكس ما تظهر ، وليس جديدا أن تمر الموازنة كسابقاتها وليس مستهجنا أن يقال إنها أتت بظروف استثنائية أو أن فيها ثغرات فكما اعتاد البعض المشهد السياسي في غزة وصور القتل والدمار، اعتاد الأردنيون إقرار الموازنة بمبدأ "خلصونا زهقنا". 

95 نائبا قدموا مداخلاتهم وكلماتهم ما يعني أن ما يقارب 35 نائبا لم يخرجوا بخطابات ولأسباب مختلفة ما بين عدم رغبة في الكلام أو لأخرى صحية ، فيما تنوعت الكلمات ما بين مطالب مناطقية وشعبوية وأخرى معادة من كلمات سابقة ، وهناك نواب أيضا تعمدوا إثارة الجدل ، لكن مع كل كلمة كان واضحا ومؤكدا أن الموازنة ستقر لا محالة ، حتى مع وجود بعض "البهارات والمبالغات" وشد الأعصاب،  فهي ليست أكثر من مجرد "استعراض وكفى". 

الخصاونة والصفدي 

في نقطة التقاء واضحة كان رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي يطوق مقاعد رئيس الوزراء بشر الخصاونة وأعضاء حكومته بكلماته ودفاعاته عنهم ، والأمانة أن الحكومة هذه المرة أثبتت أنها تقول وتفعل بعكس نواب يتعمدون "الصراخ" أمام الإعلام في خطابهم وعند التصويت يوافقون برفع الأيدي قبل التفكير حتى بأن التاريخ شاهد ويسجل ، إذا العتب على النواب الذين خذلوا قواعدهم الشعبية وليس الحكومة ، وبما أن الرئيس الصفدي "فاهم الطابق" فهو أقرب إلى أن يكون الدرع الحامي لرئيس الحكومة وخط الدفاع الأول عن الوزراء "بالحق" ان صح التعبير . 


الإسلاميون  والعياصرة 

من شاهد نظرة النائب صالح العرموطي للنائب عمر العياصرة عندما ألقى كلمته التي زادت "نجوميته" بعد شهرة التوزير ، يعرف أن لغة العيون تغني تماما عن الكلام ، فهو ارتأى ليكون المدافع الشرس عن الحكومات واختار المصطلحات البراقة، بينما كان النواب الإسلاميون يسمعون وربما يرددون "لله درك يا وطن" . 

"نهفات" الزعبي

"اعرفوا شو بنيتي" هكذا وصف النائب فواز الزعبي قلة حيلته بتفسير مقصده الذي أثار غضب النواب والوزراء ، لكنه عاد  ليواصل كلمته من جديد ، وليته ما عاد حتى أن الرئيس الصفدي قال له "لو ظليتك على كلمتك الأولى أحسن" ، هذا هو الزعبي في كل مرة يقف على منصة إلقاء خطاب الموازنة أو أي جلسة يقدم للإعلام مادة دسمة وللمجلس سيرة ليتحدث بها . 

"لن نتحدث عن أرقام الموازنة"

بعض النواب اختاروا الحديث عن مواضيع عامة ما بين خدمية أو سياسية بدل من لغة الأرقام، و منهم المخضرم عبدالكريم الدغمي الذي قال إنه لن يدخل في ردهات وعي الموازنة واستعاض عنها بأبيات شعرية . 

نساء القبة اعتزلن "التجميل" 

مراقبون أبدوا إعجابهم بكلمات النواب "السيدات" وجرأتهن في الطرح دون تلميع أو تجميل على عكس رغبة النساء بالشد وتبعاته ، فكانت كلمات ريما العموش وصفاء المومني ومروة الصعوب وميادة شريم ودينا البشير"على الوجع كما يقال" ، حتى ولو ارتأين في نهاية المطاف للموافقة المعهودة على الموازنة.  

ماذا لو ؟

تخيلوا لو أن خطأ النائب علي الطراونة في قراءة رقم العجز حقيقة ، فهو قال إن الموازنة ستقر بعجز 2 مليون دينار ليصحح له الصفدي الرقم بـ 2 مليار ويعلق " ياريت 2 مليون ، ربنا يسمع منك" .