جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت - المستشارة التربوية : د.ريما زريقات
أطل علينا فجأة فيروس كورونا ، وقررت وزارة التربية والتعليم تعطيل الطلبة والمدارس في 15 آذار 2020 ، تلاها عطلة وحظر للجميع بتاريخ 17آذار 2020 ، وخلال أسبوعين قامت وزارتنا الحبيبة بخطوة رائعة ولم يكن هناك خطوة غيرها حفاظا على استمرار التعليم في الوطن وهي التعليم عن بعد، وواصلت الليل بالنهار لإعداد المحتوى الإلكتروني ، وتدريب المعلمين على التيمز ، وتفعيل المنصات لذلك ولم يتم تأجيل الفصل أو العام الدراسي كغيرنا من الدول ، وفقدان الطلبة عام من أعمارهم ، وتم تعطيل المدارس لثلاثة فصول متتالية وتفعيل التعليم عن بعد ، وعام 2020/2021 تم التعديل والإضافة على المحتوى الإلكتروني ، كما تم تزويد المدارس وعدد من الطلبة بالمناطق الفقيرة والمعدمة بالأجهزة الداعمة .
ونجحت وزارة التربية بقيادة وإدارة المشهد في ذلك الوقت مشكورة بتوجيهات معالي الأستاذ الدكتور تيسير النعيمي له كل الاحترام والتقدير ، وبدأت وزارة التربية والتعليم بالتخطيط للتعافي وآلية تعويض الطلبة عن الفاقد التعليمي الذي حصل نتيجة جائحة كورونا والتعليم عن بعد وإعداد الملزمات اللازمة ، وآلية الدعم النفسي للطلبة وإعادة الحياة لطلبتنا لعام 2021/2022 ، وقامت وزارة التربية ببدء الدوام مبكرا في 15 آب 2021، بعد الإعلان والتسجيل لبرنامج الفاقد التعليمي وجعل ذلك اختياريا ، وحتى المعلمين كان دوامهم للفاقد اختياري وصرف مكافاة لهم عن هذه العمل ، حتى لم يتوفر العدد الكافي من المعلمين وتم الحاق عدد من معلمي الإضافي لهذه المهمة أيضا ، وأيضا كان تنفيذ برنامج الفاقد التعليمي خطوة جديدة ومبادرة رائعة ، لكن للأسف لدى دوام الطلبة في اليوم الأول حضر عدد كبير من الطلبة أكبر من العدد الذي سجل على المنصة ،وكان عدد كبير من الطلبة قد انتقل من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية وبعد عطلة 3 فصول كانت الوزارة غير جاهزة جزئيا لاستقبال هذا العدد ، فترتب عليه نقص في المقاعد المدرسية ( حتى أن بعض المواقع قامت بالتصوير والنشر) والغرف الصفية وعدم كفاية عدد المعلمين الملتحقين بالبرنامج ، ناهيكم عن حاجة الطلبة للدعم النفسي للانسجام مرة أخرى مع الأقران ، نفسيا واجتماعيا وسلوكيا ، وذلك أربك تفعيل هذا البرنامج ، وكانت هناك معيقات كثيرة ، إلا انه استمر وحقق جزئيا الهدف المنشود.
وفي العام الذي يليه 2022/2023 تم تعديل آلية التفعيل وبدء تفعيل البرنامج في 1 أيلول ، وتم الاتفاق على تفعيل البرنامج مباحث ومرحلة أول أسبوعين من الدوام الرسمي ومرحلة لمدة شهر وتحديد آلية الاستمرار ، وتم تمديد الفصل الأول والثاني بناء على ذلك ، فما الذي حدث ، لم يلتزم عدد كبير من المعلمين والمدارس بالتقويم المدرسي وقاموا ببدء الامتحانات كما اعتادوا وإنهاءها كما اعتادوا أيضا وبنفس الموعد خاصة مع بدء امتحانات التكميلية في الثانوية العامة فمتى ما بدأت انتهى كل شيء وهي الأولوية ، وبهذا لم يتم ختم المقرر الدراسي كما تم التخطيط له ، أو تم تقديمه بسرعة وبفترة قصيرة .
وبذلك حدث لدينا فاقد تعليمي بالمعرفة الجديدة ، ثم واعتقد خلال شهر تشرين الأول أو الثاني تم إيقاف تنفيذ البرنامج لعدم مشاركة جهة مختصة بذلك ، وجاء عام 2022/2023 بالاتفاق ببدء الدوام مبكرا لجميع الطلبة والمعلمين ، ب 15 آب 2023، وتم تقديم الدوام بـ21 كانون الثاني للفصل الدراسي الثاني ، ما طرحته في مقالتي السابقة هل نحن جاهزون لتفعيل البرنامج في هذا الوقت من فصل الشتاء لأجل 10 دقائق لحصة الرياضيات مثلا ، بمعنى 100 دقيقة بعشر أيام ، والحصة الصفية 45 دقيقة ، اذا 100/45 تساوي حصتين وعشر دقائق ، ألم نتمكن من إيجاد حل آخر ، ثم إن كان الفاقد سيأخذ 10 دقائق ، والمعرفة السابقة للمعرفة الجديدة 10 دقائق ، ماذا يتبقى من الحصة الصيفية ، 25 دقيقة ، هل هي كافية لتنفيذ وتقويم ومتابعة ومعالجة الفروق الفردية للطلبة في الغرفة الصفية في حصة الرياضيات ؟!أي فاقد تعليمي سنعالج ما حدث نتيجة جائحة كورونا ، أوما حدث نتيجة تأخير الدوام للفصلين لعام 2022/2023 من فاقد تعليمي حديث .
لذلك أوجه خطابي وأرجو أن يكون العمل والنهج مؤسسي وغير مرتبط بالأشخاص أو أصحاب القرار، وتوضع خطة محددة المعالم ومحددة الزمن من ذوي الخبرة الفنية والتعليمية في وزارة التربية والتعليم ووضع خطة لإدارة وتحليل المخاطر، وتفعيل أدوات ونظام متابعة أيضا من المختصين غير المخططين والمنفذين ، وأخذ جميع الاعتبارات بالحسبان والنظرة للتخطيط والتنفيذ والمتابعة بنظرة ثاقبة شمولية مرنة ، بالتوفيق طلبتنا الأعزاء وكل عام وانتم بألف خير ، وللحديث بقية.....