جفرا نيوز - من الطبيعي أن يشعر الجميع بالبرد في أيام الشتاء، إلا أن النساء أكثر عرضة لهذا الشعور مقارنة بالرجال، وهو ما أثبتته العديد من الدراسات.
وهناك أسباب قليلة لشعور النساء بالبرودة أكثر من الرجال، وفقا لمايك تيبتون، أستاذ علم وظائف الأعضاء البشرية والتطبيقية في جامعة بورتسموث، بدءا من الاختلافات في تكوين الجسم إلى تدفق الدم وحتى التطور.
ويكشف الخبراء عن المسببات الأكثر شيوعا لشعور النساء بالبرودة أكثر من الرجال، وبعضها قد يستدعي زيارة الطبيب:
تدفق الدم
قال البروفيسور تيبتون في مقال نشره موقع Patient.info، إن الأبحاث وجدت اختلافات في تدفق الدم بين الرجال والنساء.
وأشار إلى أنه من خلال تجربة وضع فيها الرجال والنساء في بيئة دافئة ثم باردة، وجدت النتائج أن "النساء لديهن استجابة أوعية دموية أكثر حساسية للبرد، ما يعني أنهن يوقفن تدفق الدم بشكل أسرع وأكثر إحكاما ولفترة أطول من الرجال. والسبب في ذلك هو أن أجسام النساء لديها استجابة أكثر حساسية للبرد. كما يساهم هرمون الإستروجين الجنسي الأنثوي في جعل الأوعية الدموية أكثر حساسية للبرد".
وهذا يعني أن النساء أكثر عرضة للشعور بعدم الراحة في درجات الحرارة المنخفضة وعادة ما تكون أيديهن وأقدامهن أكثر برودة.
وأضاف البروفيسور تيبتون: "يتم الحفاظ على درجة حرارة اليد والقدم عن طريق تدفق الدم، لذلك إذا توقف تدفق الدم، كما هو الحال عند النساء، فإن درجة حرارة الجلد تنخفض".
دهون الجسم
في المتوسط، تميل النساء إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم بنسبة 10% مقارنة بالرجال.
ويمكن للدهون حماية الأعضاء الحيوية من البرد. لكن الدهون تعزل الجلد أيضا عن حرارة الجسم.
ولن تشعر النساء بالدفء بفضل هذه الطبقة الدهنية الإضافية، وفي الواقع، يمكن أن تجعل بشرة المرأة أكثر برودة.
التطور
قد يكون هناك تفسير تطوري لسبب كون النساء أكثر عرضة للبرد، وفقا للطبيبة العامة والمستشارة السريرية لموقع Patient.info، الدكتورة سارة غارفيس.
وقالت: "لقد تطور البشر في المناطق الاستوائية، وكان الموت بسبب الحرارة المرتفعة أكثر خطورة بكثير من الاستسلام لانخفاض حرارة الجسم"
وأوضحت أن الرجال آنذاك كانوا يخرجون للصيد وجمع المحاصيل وهي أنشطة تحافظ على دفء الجسم، وهذا يعني أن الرجال احتاجوا إلى طرق متطورة للغاية لتجنب ارتفاع درجة الحرارة، وهنا يأتي دور التعرق، بينما كانت النساء تبقى في المنزل لرعاية الأطفال، وبالتالي لم يكن بحاجة لآلية تنظم درجة حرارة الجسم.
وبغض النظر عن الاختلافات التطورية والجسدية، هناك بعض الحالات التي قد يشير فيها عدم تحمل البرد والحرارة إلى حالة كامنة قد تكون مقلقة.
وأحد الأسباب الأكثر شيوعا لعدم القدرة على تحمل البرد هو:
قصور الغدة الدرقية
في هذه الحالة لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات. ويجب رؤية الطبيب العام إذا كانت هناك أعراض تشمل:
- حساسية للبرد
- زيادة الوزن
- الاكتئاب
- التعب
- جفاف الجلد والشعر
- آلام العضلات
فقر الدم
يمكن أن يكون فقر الدم أيضا سببا في عدم تحمل البرد، وهذا ناتج عن نقص الحديد الذي يتسبب في الشعور بالتعب ونقص الطاقة وضيق التنفس وخفقان القلب وشحوب الجلد.
ويجب زيارة الطبيب العام إذا عانت المرأة من هذه الأعراض.
الألم العضلي الليفي
قد يكون الألم العضلي الليفي سببا آخر للشعور بالبرد، وهي حالة طويلة الأمد تسبب الألم في جميع أنحاء الجسم. وتشمل الأعراض التي تتطلب زيارة الطبيبك ما يلي:
- زيادة الحساسية للألم
- تصلب العضلات
- صعوبة في النوم
- مشاكل في التركيز أو تذكر الأشياء
- الصداع
- متلازمة القولون العصبي (IBS) التي تسبب آلاما في المعدة والانتفاخ
- مشاعر الإحباط والقلق أو انخفاض الحالة المزاجية
وأشار الخبراء إلى أن سبب برودة الأطراف يمكن أن يكون مرض رينود، حيث يتوقف الدم عن التدفق بشكل صحيح إلى أصابع اليدين والقدمين.
ولا يسبب هذا عادة مشاكل خطيرة ويمكن علاج الأعراض عن طريق الحفاظ على الدفء وتجنب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
ويمكن معرفة ما إذا كنت مصابا بمرض رينود إذا تغير لون أصابع يديك وقدميك عندما تشعر بالبرد أو القلق أو التوتر، ويصاحب ذلك أحيانا تنميل وألم وشعور بوخز مثل دبابيس أو إبر.