النسخة الكاملة

لماذا تخلى الأخوان المسلمين عن رشدهم

الأربعاء-2012-09-26 04:50 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز – كتب : أسد بن الفرات ماذا يريد الأخوان المسلمين من الأردن وفي هذه الفترة تحديدا ، والى ماذا يسعون ، ولماذا يقاطعون ويحرضون ويتحرشون بمؤسسات الدولة وما هي نهاية هذه الأساليب التي يلجأ لها هذا التنظيم الذي سبق وان كان راشدا. هذه أسئلة صعبة لا يمكن لأي شخص غير مختص الإجابة عليها ولكن الرموز التقليديين السابقين للإخوان الذين كانوا يجيدون لعبة السياسة ويحترمون مفرداتها ماتو وجاء بعدهم خلف اضاعو السياسة والكياسة وتخبطوا وهرفوا بما لم يعرفوا وهذا هو حال الأخوان الآن للأسف. وحقيقة هل يريد الأخوان المشاركة السياسية في صنع القرار أم دور المعارض الدائم المنتقد أم يريدون كعكة السلطة السياسية بأكملها. المتابع للشأن السياسي يلحظ تناقضا كبيرا في مواقف الأخوان المسلمين من القضايا المهمة والمصيرية وتجد أن فاتورة المواقف السياسية لهم مدفوعة مسبقا وفتواها جاهزة بل وضحيتها وكبش فداها جاهز أيضا فالقضية المركزية لكال الأردنيين قضية فلسطين لم يعد لها حضور عندهم وحتى موضوع الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم لم يعن لهم أيضا شيئا ولم تهتز أبدانهم ليخرجوا منددين مدافعين عن السيرة العطرة للرسول الأعظم. وفي الشأن السياسي المحلي إما أن يكون الأخوان سدنة أي قانون ونظام يقر وإما لا مشاركة في آية شأن محلي عام ودور مغالب غير نزيه في أغلب الأحيان وترى الجمود في الحالة السياسية الداخلية لديهم لتفريغ الأزمات والخلافات الداخلية التي تعتريهم بعد أن انقطعت الإمدادات الدولية الحمساوية والإيرانية والدولية وبعد أن وضعت الدولة على جمعية المركز الإسلامي التي كانت تربطهم مع القواعد الحزبية حيث كانت تنفعهم من خلالها من أموال المتبرعين. ولا يمكن لعاقل أن ينكر الآن أن الأخوان المسلمين خرجوا عن الخط الوطني العام ، وأنهم بدأوا يلعبون لعبة الابتزاز مع الدولة وأدواتها. فتارة يطلبون قانون انتخاب 89 وتارة قانون بثلاث أصوات وتارة تعديلات للدستور ومرة قانون انتخاب مختلط وكأنهم بذلك أضاعوا الطريق وتاهت أفكارهم للوصول إلى صيغة واحدة يمكن للدولة التعاطي معهم من خلالها. الأخوان الآن يلعبون ضد الدولة ومكوناتها معتقدين أن الاميركان يمكن أن يجدوهم بديلا جيدا للتعاطي معهم غير مدركين أن أبجديات السياسة وقف نزيف تسلم الأصوليين المتطرفين بالأفكار والأفعال السلطة. وخير شاهد ما أراد الأخوان فعله بالحليف الجديد العدو القديم رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح احمد عبيدات الذي رفض قصة الحشد لـ 50 ألف متظاهر في عمان . وقال لهم "هل تحتمل عمان 50 ألفا جديدة" عندما رفض المشاركة في " مهزلتهم " التي تسعى إلى تدمير البلد وتقويض انظمتها. اعتقد أن تنظيم الأخوان إذا ما بقي غياب الراشدين فيه سيحتضر ويكون الربيع العربي خريفا عليهم وعلى العقلاء منهم أعادة الأمور إلى نصابها بعد خروج وردة قياديون فيه على الدولة ومكوناتها ورمزيتها.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير