جفرا نيوز -
جفرا نيوز| المحرر السياسي
الركن البرلماني الأول والمتمثل أردنيا في موقع رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أبلى بلاءً حسنا حين ذكّر الأوساط القريبة والبعيدة بلاءات جلالة الملك عبدالله الثاني الثلاث "لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر"، والتي اختصرت المشهد عموما، فهي الأكثر ملازمة لخطاب الفايز الذي يتحدث بلسان حال الجميع دون استثناء ، وبهندسة سياسية تكاد تكون أقرب إلى توفير الكثير من الكلمات والمصطلحات وبإجادة لمواطن الخلل وتصويبها وإيصال الرسائل للقاصي والداني بحنكة كبيرة.
لم يتردد "كبير البرلمانيين" في تكرار استخدام مصطلح "عند حزها ولزها" وهو يخاطب الأردنيين يد واحدة، يعرف جيدا تركيبة المجتمع الأردني وماذا يحتاج المواطن لسماعه حتى يهدأ باله ، ومن باب المفارقة العجيبة أنه يتقن وبشكل لافت فن تصنيف الأزمات والتعامل معها كل على حدة وبخطاب متزن ومختلف ومضمونه بالمحصلة واحد ، الأمر الذي انعكس بشيء من المكاشفة على حملات الإضراب الشامل لدعم غزة والتي خفت الدعوات لها بعد ما أشار في أحد لقاءاته أن تكلفة يوم واحد كبدت الدولة 18 مليون دينار خسائر ، في حين كان واضحا ورسم التوجه العام دون زيادة أو نقصان عندما تحدث عن الاتفاقيات المبرمة مع الاحتلال والأثر الذي سيترتب على إلغائها.
اللافت أيضا هو حديثه بشكل مستمر عن الخطاب السياسي والإعلامي في الأزمات وإعطاء إشارات وتلميحات بمكانها دائما، إلى جانب التأكيد على دور الأردن في مختلف الأزمات سواء مع الأشقاء بفلسطين أو حتى بالمنطقة والعالم ، لأنه وفي ذات الخطاب يشير أيضا إلى أن الأردن قدم ويقدم وأي محاولة للتقليل من الجهود التي وضعت فما هي إلا ضغينة ترد على أصحابها، إذ لطالما كان الفايز رجل الدولة الذي يقول القول في توقيته الملائم بذكاء ودقة.