جفرا نيوز - نظم حزب الاتحاد الوطني الأردني حفل تأبين تكريماً للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين استشهدوا، تحت عنوان ' شهداء عين الحقيقة في فلسطين'، عقب الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. الحفل، الذي أُقيم في مسرح عقل بلتاجي بأمانة عمان الكبرى، شهد حضورًا لافتًا.
وافتُتح الحفل بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، تلاها قراءة سورة الفاتحة، ترحماً وإكراماً لأرواح شهداء فلسطين من المدنيين والصحفيين والإعلاميين، الذين راحوا ضحية مجازر الاحتلال في غزة.
وافتتح الدكتور طارق أبو الراغب مدير عام هيئة الإعلام الأسبق وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الأردني حديثه في حفل التأبين بالإشارة إلى الموقف الثابت للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضية الفلسطينية، مستعرضاً الجهود المتواصلة التي قامت بها المملكة منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وأكد أبو الراغب في كلمته على التزام الأردن بدعم الفلسطينيين وحقوقهم، من خلال فضح الحقائق واتخاذ موقف واضح وصريح على الصعيد الدولي دعماً لفلسطين وأهل غزة. كما نوه إلى المواقف القوية لجلالة الملك التي تم تسليط الضوء عليها عالمياً في وسائل الإعلام لإبراز حقيقة القضية الفلسطينية.
وأشار إلى مشاركة سمو ولي العهد والأميرة سلمى، إلى جانب نشامى القوات المسلحة الأردنية، في عمليات إنزال جوي فوق غزة لتوصيل المساعدات الإغاثية والطبية، معززين بذلك صمود الفلسطينيين في القطاع.
الحقائق رغم المخاطر المحدقة بهم. كما أكد على أهمية وجود حماية عربية للصحفيين لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب.
و تطرق حسن الشوبكي، مدير مكتب قناة الجزيرة في الأردن، إلى مسألة استهداف الصحفيين في فلسطين من قبل إسرائيل. أوضح الشوبكي أن الصحفيين يتعرضون للاستهداف الكبير لأن إسرائيل تحاول إخفاء الحقائق عن العالم، وذلك من خلال قمع وسائل الإعلام المستقلة والحرة.
وأضاف الشوبكي أن الصحفيين الفلسطينيين في غزة يتعرضون للتهديد المستمر، سواء لهم أو لعائلاتهم، بهدف منعهم من الكشف عن حقيقة الأعمال الوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الأبرياء.
وختم بالإشادة بالدور المهم الذي يلعبه حزب الاتحاد الوطني الأردني في دعم القضية الفلسطينية، معرباً عن تقديره للجهود المبذولة في تنظيم الحفل.
وخلال حفل التأبين، أعرب الكابتن زهير الخشمان، نائب رئيس المجلس المركزي لحزب الاتحاد الوطني الأردني، عن حزنه العميق في تأبين 109 من الشهداء الصحفيين والاعلاميين الذين قضوا من أجل نقل الحقيقة في فلسطين.
وأكد الخشمان على موقف الأردن الثابت تحت قيادة الملك عبدالله الثاني، الذي لا يدعم الصحفيين فقط بل يعبر عن تضامن قوي مع الشعب الفلسطيني. أشار إلى أن الإعلام يلعب دورًا حاسمًا في مواجهة القمع الإسرائيلي.
وذكر الخشمان أن كل شهيد صحفي له قصة ورسالة فريدة، مؤكدًا أن تضحياتهم لن تذهب هباءً وستبقى محفزًا للسعي نحو التغيير والسلام، وستكون دائمًا مصدر إلهام للباحثين عن الحرية والعدالة.
بعد ذلك، تم تقديم عرض فيديو يسلط الضوء على الدور الريادي الذي يلعبه الأردن والجهود المستمرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في السعي نحو تحقيق العدالة. الفيديو استعرض بالتفصيل كيفية تفاني الملك عبدالله الثاني في هذه القضية، مع التركيز على مبادراته ودبلوماسيته في المحافل الدولية لدعم القضايا العادلة.
كما أبدى الشيخ أيمن البداوي خلال حديثه شعورًا عميقًا بالأسى إزاء ما يشهده الفلسطينيون، معبراً عن حزنه الشديد لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
تحدث عن الصعوبات والتحديات التي يواجهها الفلسطينيون يومياً، وكيف أن هذه المحنة تلقي بظلالها على الضمير الإنساني. أكد على أهمية الوقوف إلى جانب فلسطين ودعم نضالها من أجل الحرية والكرامة، مشدداً على أن العدالة للفلسطينيين هي مفتاح للسلام والاستقرار في المنطقة.
فيما تناول الشيخ عبدالكريم الحويان الحديث، سلط الضوء على الأوضاع في غزة وفلسطين، مستعرضًا التحديات الجسام التي يواجهها الشعب الفلسطيني. تحدث بعمق عن الآلام والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، مؤكدًا على أهمية الوقوف معهم في هذه الأوقات العصيبة. نوه الشيخ الحويان إلى ضرورة التضامن العربي والدولي لدعم قضية فلسطين، مشيرًا إلى أن الحفاظ على حقوق الفلسطينيين وتحقيق العدالة يعد ركناً أساسياً في مسار السلام الإقليمي والعالمي. تطرق أيضًا إلى الشجاعة والصمود الذي يظهره الفلسطينيون في مواجهة الصعاب، معتبرًا ذلك مصدر إلهام لكل الشعوب التي تسعى للحرية والعدالة.
من خلال الحفل التأبيني، تم عرض رسالة مصورة من الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح من قناة الجزيرة، الذي عانى من فقدان أفراد عائلته بسبب القصف الإسرائيلي، آخرهم ابنه الصحفي حمزة، الذي استشهد أثناء تغطيته للأحداث في غزة.
ووصف الدحدوح الوضع في غزة بأنه مأساوي وشديد الصعوبة، مؤكدًا على الضرر الكبير الذي يتكبده الصحفيون في تغطيتهم للأحداث. أعرب عن أمله في أن تكون دماء ابنه حمزة آخر الدماء التي تُراق في هذا النزاع.
وشدد الدحدوح على أن الهجمات الممنهجة من قبل الاحتلال لن تردع الصحفيين عن أداء واجبهم، مؤكدًا على أهمية دور الصحافة في كشف الحقائق وفضح جرائم الاحتلال.
وفي ختام الحفل، وبعد سلسلة من الكلمات المؤثرة والعروض التي أبرزت الظروف القاسية في فلسطين وتضحيات الصحفيين، عم الشعور بالتضامن والدعم للقضية الفلسطينية بين الحضور. أكد المتحدثون على أهمية استمرار الجهود لكشف الحقائق ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله. وقد أغنى الحفل بروح الأخوة والتفاني في الدفاع عن الحق والعدالة، مما يعكس التزام حزب الاتحاد الوطني الأردني والمجتمع الأردني بالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية.