جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في أول تطور كبير من نوعه، استقبل العام الجديد بالشكل غير المعتاد بإعلان الجيش الإسرائيلي سحب 5 ألوية من قطاع غزة، وهي خطوة تقرأ في عدة اتجاهات، خاصة انها تتوافق زمنيا مع المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لاسرائيل لانهاء الاعمال العسكرية في غزة نهاية العام المنصرم.
قرار جيش الاحتلال تسريح عدد من ألويته القتالية جاء بعد أيام قليلة من تقديم كل من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الدفاع يوآف غالانت خطة مساعدة مالية لجنود الاحتياط في جيش الاحتلال بتكلفة سنوية تبلغ 9 مليارات شيكل (2.5 مليار دولار)، حيث استدعت إسرائيل عددا قياسيا من جنود الاحتياط يتراوح بين 300 و360 ألف جندي بعد عملية طوفان الأقصى.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، د. خالد شنيكات إن هذه الخطوة تعني الدخول في المرحلة الثالثة، وسحب ألوية من شمال غزة، ومن هنا سيكون التركيز في القادم على جنوب غزة وبالتحديد في منطقة خان يونس، لعل الاحتلال يحقق مكاسب، ومن المتوقع ان تكون معركة خان يونس هي المعركة الحاسمة والفاصلة في هذه الحرب، والتي ستحسم الى اين ستتجه بوصلة الاحداث، في التزامن الان مع اجراء مفاوضات بين حركة المقاومة حماس واسرائيل، فحماس تطالب بوقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي فضلا عن اعادة الاعمار، مع وجود ضمانات، والمفاوضات جارية.
واضاف شنيكات ان هنالك ايضا عامل ضغط من قبل الولايات المتحدة للانتقال الى المرحلة الثالثة التي تتضمن ايقاف العمليات الكبرى والدخول الى عمليات موضعية، اي استهداف اهداف محددة، واستمرار العمليات خلال 6 الأشهر القادمة بمثل هذا النمط، مؤكدا انهم يتلقون ضربات لا يمكن انكارها، وفرقة الاحتياط كاملة غادرت غزة، وبحسب موقع « والا» العبري فانهم لم ينسحبوا الى داخل غزة وانما الى منطقة الغلاف.
وواصل شنيكات بالقول «ان بقاء قوات الاحتلال في الشمال عرضه الى خسائر، ومن هنا جاء التركيز على الجنوب لعلهم يحققون أحد أهداف الحرب الرئيسة، ففي الواقع هنالك انتقادات داخلية كبيرة فيما يتعلق بالحرب، فهنالك من يدعو الى استمرار الحرب حتى النصر وهو اليمين المتطرف لأسباب أيديولوجية، وكذلك نتنياهو لأسباب تتعلق ببقائه بالسلطة والافلات من التحقيقات، اما العسكريون المتقاعدون ومحللون وجزء مهم من السياسيين كأولمرت فهم يجدون ان المفترض تحديد اهداف اكثر واقعية لهذه الحرب والقبول بصفقة مع حماس، ووقف إطلاق النار، فالانقسامات واضحة تتطور وتزداد حيال الموقف من الحرب».
وختم شنيكات ان اسرائيل تواجه ضغوطات متعددة، اضافة الى الضغوطات على الاقتصاد الاسرائيلي، وسحب الاحتياط واعادته الى الحياة المدنية بداية العام ايضا له هدف هو تحسين الحياة الاقتصادية، مع الاعتراف ان بقاء هذا الاحتياط يعني المزيد من الخسائر والاكثر امنا لهم هو خيار المغادرة نحو غلاف غزة».
حرب مدن
من جهته اكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد، مأمون أبو نوار أنّ هذه الخطوة جاءت كنتيجة للضغوطات الاميركية على اسرائيل، وطبعا هنالك ضغوطات ميدانية، فهم لم يتمكنوا من السيطرة على ارض الميدان بالكامل خاصة في الشمال والوسط والجنوب، ومن هنا يواجهون تحديات كبيرة جدا في الكمائن والقنص وحرب الشوارع، ويلجأون للسلاح الجوي لتدمير ما هو امامهم ومن ثم يأتي التوغل واحاطة وحصار على بعض المدن، ومع هذا هنالك بعض الاحياء مثل الشجاعية وجباليا والدرج والتفاح وغيرها من احياء ما زالت خارجة عن سيطرتهم، وبالتالي يتجه سلوك هذه القوات ما بين التوغل والانسحاب، فهم دخلوا حرب المدن وهي حرب طبيعتها طويلة ومن الصعب انتصار اسرائيل فيها.
وبحسب ابو نوار فإن قوات الاحتلال ذاهبة للوسط والجنوب عبر اتباع اسلوب الدمار الكامل والابادة والمجازر، دفعا لتهجير السكان نحو الجنوب وبالذات نحو رفح، ويحاولون جاهدين الاطباق على خان يونس ولكنهم لم يدخلوا المدينة الى هذا التاريخ ومن المتوقع ان يكون الربح فيها صعبا جدا، نتيجة الانفاق والكمائن المتحركة والثابتة.
ووفقا لابو نوار فإسرائيل على ما يبدو وصلت الى طريق مسدود مع المقاومة، ولكن لا يمكن تجاهل الأخذ بعين الاعتبار ان اسرائيل لديها قدرات عسكرية ودعم، ويجب ان تكون قراءة المشهد وفقا للواقعية ومعطيات العلم، فإسرائيل لن تنسحب من غزة بهذه السهولة وستبقى قوات محدودة مع ضربات جوية محدودة وعمليات جراحية محدودة نتيجة الضغوطات الامريكية عليهم، فهم ينظرون الى غزة باعتبارها عمقا استراتيجيا لهم.
الدستور