جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المهندس صبحي الآغا
بينما كنت أتصفح عبر جوجل " أسامة فوزي " وجدت مقالاً عنه، وسألت نفسي بعد قراءة ما كُتب : هل علي الجزم بصحة ما كُتب ؟ إن صح ذلك فعلي الجزم بكل ما يقوله نفسه أسامه فوزي من خلال يوتيوباته ، لكن السؤال : مالذي يمنع من أن يكون المقال له جذره ؟ لا شيء ، ولكن لا شيء يدفع إلى الجزم بما أتى في المقال .
منذ أن بدأت في عام 2007 دراستي عن العائلات العربيّة في عكّا أو تلك التي تعود في أصولها إلى مدينة عكّا الفلسطينية المحتلّة، سواءً من بقي منها في فلسطين المحتلّة سنة 1948 أو من لجأ إلى الضفة الغربيّة بعد سقوط عكّا، أو من هاجر إلى لبنان أو إلى الأردنّ، تمكنت من حصر آلاف الأسماء وأرجعت كلّ واحد منهم إلى عائلته التي انحدر منها، ودرست أنساب العائلات العربيّة في بلدة ترشيحا التابعة لقضاء عكّا، ورجعت إلى معجم عائلات ترشيحا، ودرست هذه العائلات عائلة عائلة ، وقد أعياني التعرف على العائلات التي ينتمي إليها عدد قليل من الأشخاص الذين يذكرون أنّهم من ترشيحا.
ومن أبرز هذه الأسماء التي لم أجد لها أصلاً في عائلات ترشيحا المدعو أسامة فوزي صاحب مطبوعة (أراب تايمز) التي تصدر في هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية.
وقد أمضيت وقتاً طويلاً في محاولة تتبع نسبه، إلاّ أنني لم أعثر على شيء، وبدلاً من ذلك فقد ثارت لديّ جملة من التساؤلات حول حقيقة هذه الشخصية الغامضة، وأغراني ذلك بمتابعة البحث بشكل حثيث ودائم، وسألتُ كثيراً من الأشخاص كبار السنّ الذين ما زالوا على قيد الحياة ممّن ينتمون إلى قرية ترشيحا، فلم أجد أي إجابة لدى أيّ منهم، وقال لي بعضهم إنّ أسامة شخص مدّعٍ ولم يسمعوا به ولا بأهله في ترشيحا لا قديماً ولا حديثاً. وبعد كثير من الاستقصاء والتحرّي والبحث تبيّنت لي مجموعة من الحقائق المهمة التي تتّصل بهذه الشخصية:
1. أنّه لا أحد على الإطلاق يعرف من اسم أسامة فوزي أكثر من هذه المقطعين، وأنّ اسم أبيه غير معروف واسم عائلته كذلك.
2. أنّ أسامة نفسه قام بالتعمية عامداً على اسم أبيه وعائلته، فقد قال في إحدى مقالاته عن نفسه في 10/6/2011: "وزاد الطين بلّة طول الاسم حتى إن موظف الجوازات في الأردنّ احتاج إلى سطرين ليكتب اسمي واسم أبي واسم جدّي واسم جدّ جدّي واسم العائلة في جواز السفر بل وأنهى الاسم بعلامة تعجب وكأني الوحيد الذي يحمل قطاراً من الأسماء بعد اسمه....في أمّة العرب".
لم يذكر أسامة تلك الأسماء التي يتظاهر بأنه يحملها، فهو بذلك يريد أن يؤكد للناس أنه إبن عائلة تمتد في كثير من الأجداد. وهذا بذاته دليلٌ على أنّ ثمّة سرّاً في حكاية نسبه، ويحاول بذلك تبرير اكتفائه باسمين فقط.
3. ويقول أسامة في مقالة أخرى له في (أراب تايمز): "اكتشفت في صيف 1973 وجود غلط مطبعي في شهادة ميلادي تتعلّق باسم العائلة، فتوجّهت إلى الدائرة الحكومية الخاصّة بشهادات الميلاد لتصويب هذا الخطأ حتّى لا يتعارض مع بقية أوراقي الرسمية...".
وسواءً أكان هذا القول صحيحاً أم غير صحيح فهو يؤكد وجود شبهات كبيرة حول إدعاءاته أنه ينتسب لاسم العائلة التي ينتمي إليها هذا الشخص، لكنّه يحاول بذلك أن يغطّي على الغموض الذي يشوب انتماءه مع الاحترام لعائلة فوزي .
4. يحاول أسامة فوزي إقناع الناس في غير موضع أنّه فلسطيني من ترشيحا وأن أباه وجدّه ولدا في ترشيحا، عندما يقول في إحدى مقالاته في (أراب تايمز) مؤرخة في 26/12/2005: "أيهما أولى أن أقول إنّ أسامة فوزي فلسطيني من ترشيحا إحدى أجمل مدن الجليل الفلسطيني أم....." ويتابع قائلاً: "والدي وجدّي كانا يتغنيان بطفولتهما التي قضياها في ربوع ترشيحا على كفّ الجليل الأخضر بين البساتين والبيارات....".
إنّ أسامة يحاول بهذه الادعاءات أن يخفي أصله الحقيقي، ويقنع الناس أنّ لها أصلاً معروفاً في فلسطين.
5. أنّ أسامة فوزي يتجنب نشر صورته في الصحف والمواقع الإلكترونية كي لا يكتشف أحدٌ حقيقته.
6. أنّ الذين يعرفون أسامة فوزي وأنا أحدهم يلاحظ أن ملامحه هي ملامح (آريّة) وليست عربيّة على الإطلاق، فهو أبيض وعيناه زرقاوان وملامحه أقرب إلى الملامح الرومانية.
7. أنّ أسامة يكثر من اتّهام زعماء وقادة ومسؤولين عرب بأنهم ينحدرون من أصول يهودية، وهو بذلك يحاول أن يبعد عن نفسه الشكّ بأصوله اليهوديّة. وهو بذلك أيضاً يحاول تشويه الشخصيات العربيّة ذات المواقف الوطنية المعادية للصهيونية.
وبعد التقصّي الشديد ومن خلال مقابلات كثيرة أجريتها مع أهالي ترشيحا وبعض سكّانها من اليهود، ثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ أسامة فوزي ينتمي إلى عائلة يهودية من سكّان مستوطنة (ماعوناه) المجاورة لبلدة ترشيحا، ويهود هذه المستوطنة هم من يهود رومانيا الذين جاءوا إلى فلسطين سنة 1948، وقد قام أحد أحفاد حاييم فرحي بتعليم والد أسامة فوزي اللغة العربيّة حتى أتقنها تماماً، ثمّ كلفته الوكالة اليهودية بالذهاب إلى الأردنّ باعتباره لاجئاً فلسطينياً وكان اسمه (يوسي) وصار في الأردنّ يوسف.
وفي الزرقاء، ولد أسامة فوزي ليصبح يهودياً ابن يهودي، ويخفي أسامة ووالده أصلهما ويدخل أخوه في منظمة التحرير ليمارس الجاسوسية ضد المنظمة. ويستمر أسامة عميلاً لجهاز الموساد الإسرائيلي، ويعمل في دول عربية جاسوساً إسرائيلياً يجيد مهمته على أكمل وجه. ويجند كثيراً من الناس في جهاز الموساد وفي الماسونية والمخابرات الأمريكية.
ثمّ ترك الدول العربيّة وذهب إلى أمريكا حيث يمارس دوره في الإساءة لكلّ العرب بحماية يهودية كاملة، ودون أن تستطيع حتى السلطات الأمريكية أن تضع حدّاً لنشاطاته الموسادية الخطيرة.
وقد أكدّ كثير ممّن يعرفون أسامة فوزي في الولايات المتحدة أنّه دائم الاتصال مع اللوبي اليهودي في أمريكا ومع القناصل الإسرائيليين، وقد شوهد مراراً يلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين الذين يترددون على أمريكا. وأنه تزوج من إسرائيلية اسمها (شوشانة). كما أنه حصل على الجنسية الأمريكية بمجرد وصوله إلى الولايات المتحدة ودون أي صعوبة تذكر. ويكفي أن يقرأ المرء دعوة أسامة فوزي يوم 26/12/2005 الفلسطينيين للجلوس في الحضن الأمريكي.
"المقال مُعاد نشره"