جفرا نيوز -
جفرا نيوز- أعلن مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، عدم تقبل المعايدات في عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية لهذا العام، والاكتفاء بالصلوات الكنسية.
وقال المجلس في بيان صحفي، اليوم الجمعة، إن قراره يأتي احتراما لأرواح الشهداء في غزة، وعموم فلسطين، وتعبيرا عن تضامنه مع الأهل فيها، في ظل استمرار معاناتهم؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأعرب المجلس، عن تقديره للمواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ودعم جهود جلالته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والالتفاف حول قيادته الحكيمة، مشيدين بدور القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والأجهزة الأمنية في الحفاظ على أمن الأردن واستقراره، والتصدي لكل محاولات المساس بأمنه وسلمه المجتمعي.
وفي ما يلي بيان المجلس:
"بناتُنا وأبناؤنا المحبُوبين بالرَّبِّ في أُردُنِّنا المبارَك
من عمقِ الدَّمارِ والخوفِ يأتينا الفرحُ بمولودٍ يحملُ بمولِدِهِ سلامًا لأُناسٍ يتوقون للحياةِ، يأتينا النُّورُ ليُنيرَ أمامنا عَتَماتِ عالَمِنا المتمَخِّضِ بالآلامِ: القتلِ والتّهجيرِ والقهرِ.
يأتينا بسلامِهِ لِيَحِلَّ بحضورِهِ ويُبلسمَ قلبَ كلِّ متعطشٍ للعزاءِ والرَّجاء. ميلادُ الكلمةِ بالجسدِ يتجدَّدُ فينا بالحُبِّ الَّذي يكوِّنُنا ويجعلُنا على صورَتِهِ أبناءَ له نشابِههُ في كلِّ شيءٍ، فنحوِّلَ باسمهِ الموتَ إلى غلبةٍ ونُعاينَ بمولِدهِ نورَ القيامةِ الإلهيَّة.
نرى بأعيُنِنا طفلاً مولودًا من فتاةٍ فخرًا لجنسِنا، يكتَسِحُ بحنانِهِ وطولِ أناتِهِ جبرُوتَ البشرِ وبَطشَهُم، لنخطُوَ بميلادِهِ رُواقَ ملكوتِه الصَّائِر فينا.
ونحنُ في هذا الوطنِ المبارَكِ الَّذي يَتعانقُ بخورُ كنائسِنا مع ثراهُ الطَّاهِرِ الِّذي تغذَّى بدماءِ الأجدادِ والآباءِ الّذينَ استشهدُوا على أَرضِهِ ليُثمرُوا نجاحاتٍ تُسهِمُ بنهوضِهِ واستقرارهِ وبنيانِهِ بقيادَةٍ هاشميَّةٍ مكرَّمَةٍ نعتزُّ بها ونفاخِرُ العالمَ بمواقفِها الأمينةِ والجليلَة، ونحنُ كجزءٍ أَصيلٍ من هذا النَّسيجِ الوَطنيّ نُقَدِّرُ مواقفَ سيّدِ البلادِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ عبدالله الثَّاني ابن الحسين المعظّم ونعاضِدُهُ بعزمٍ وصلاةٍ مرفُوعةٍ دوماً لِيَمُنَّ عليهِ إلهُنا المتحنِّنُ بعمرٍ مديدٍ مكلَّلاً بالصِّحَة والسَّلامة معزِّزًا عرشَهُ ليبقى للأُردنِ والأُردنيِّينَ سندًا وعزوَةً وقائدًا جليلاً.
بناتُنا وأبناؤنا الأَحبَّاء،
في هذه المواسمِ الإلهيَّةِ المباركةِ الَّتي نحتفل بها والعالمَ بميلادِ ملكِ السَّلامِ في مدينةِ السّلام الّتي تتوقُ اليومَ إلى السّلام، نحتفلُ بالطفلِ المولودِ في أَرضٍ يعاني أبناؤُها الجوعَ والتّرهيبَ والموتَ. أيَّامٌ تتجدَّدُ وكأنَّنا نرى هيرودُسًا جديدًا في هذه الأرضِ، لكنَّ رجاءَنا بأنَّ الله معنا، لِذا فإنَّنا في مجلسِ رؤساءِ الكنائسِ في الأُردنِّ وفي ظلِّ هذه الظُّروفِ العصيبةِ الّتي يعاني منها إخوتُنا في أراضينا المقدَّسةِ فلسطين وفي مدينتِنا الجريحةِ غزَّة وشعبِها الَّذي ينتظرُ مصيرَهُ المغتصَبَ، واحترامًا لأروَاحِ الشُهداءِ وتعاضدًا مع المتألّمينَ ومُنكسِري القلوبِ نعتذِرُ عن تقبُّلِ المعايداتِ في عيد الميلادِ المجيدِ ورأسِ السّنةِ الميلاديَّةِ لهذا العامِ مكتفين بالصَّلواتِ الكنسيَّةِ، ملتَئِمينَ حولَ الكلمَةِ الإلهيَّةِ رافعينَ الصَّلواتِ من أجلِ السّلامِ الآتي بالطّفلِ الإلهيّ ليُبلسِمَ بحنانِهِ قلوبَ الحزانى ويُطيِبَّ الجِراحاتِ والآلامَ بطيبِ ميلادِهِ، مفتقداً الأسرى والمفقودينَ بسلامِهِ، كما ستُقرع أجراسُ الكنائسِ في كافّةِ محافظاتِ المملكةِ صباح يومِ الأحدِ الموافق ٢٤ كانون الأوّل٢٠٢٣ حزناً على أرواحِ الشّهداءِ في مدينتِنا المحبوبةِ غزّة وبلادنا المقدَّسة فلسطين.
متمنِّينَ للجميعِ أعيادًا مجيدَةً وحياةً مملوءَةً بالبركاتِ والرَّاحَةِ والطّمأنينَةِ، لنَتَشارَكَ بالقلبِ والصَّلاةِ فرحَ الملائِكةِ بترتِيلِ الفرحِ والتَّمجيدِ:" ألمجدُ للهِ في العُلى وعَلى الأَرضِ السَّلامُ وَفي النَّاسِ المسَرَّة"."