جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كشفت قيادات في الليكود الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو أن الاحتلال تسعى لصياغة مقترح تقدمه للوسطاء القطريين والمصريين في مسعى لإحياء المفاوضات غير المباشرة مع حركة «حماس» للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى؛ وقالت هذه القيادات المقربة من رئيس الوزراء التقديرات أن هذه الجولة من المفاوضات «طويلة ومعقدة» فيما ترفض حركة حماس فتح أي مفاوضات «دون توقف نهائي للعدوان».
وكشفت محافل صهيونية، أمس، عن توجه حكومة بنيامين نتنياهو لاستئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة جديدة مع حركة حماس لتبادل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وذلك في أعقاب مقتل ثلاثة محتجزين في غزة برصاص الجيش الصهيوني، وتصاعد احتجاج عائلات المحتجزين للمطالبة بـ"عقد صفقة عاجلة» وإعادة ذويهم على قيد الحياة.
وقال الخبر الرئيس لصحيفة معاريف: «التقى رئيس الموساد دادي برنياع في ليل السبت في أوسلو مع رئيس وزراء قطر للبحث في صفقة مخطوفين. في وقت سابق من هذا الأسبوع افاد الصحافي مجدي حلبي ان قطر و الاحتلال يجريان اتصالات سرية في احدى العواصم الأوروبية حول صفقة لتحرير مزيد من المخطوفين. ومع ذلك في الداخل المحتل نفوا الامر.
وحسب التقرير فان الصفقة كفيلة بان تتضمن أطفالا، نساء ورجالا، وبالمقابل يحرر الاحتلال نحو 300 اسير فلسطيني وبينهم أيضا 10 سجناء قدامى قضوا فترة اعتقال طويلة أحدهم، حسب التقرير، هو مروان البرغوثي. وقال مسؤولون كبار في حماس لقناة «العربية» بانهم ابلغوا الوسطاء بأن شرطهم لاستئناف المفاوضات وقف إطلاق نار شامل. وذلك بعد أن رفضت مصادر في حماس بزعمها اقتراحا صهونيًا بوقف نار مؤقت لاجل تنفيذ صفقة اسرى.
والقى الناطق باسم الذراع العسكري لحماس أمس خطابا ونشر صورة لاحدى المخطوفات التي سبق أن تحررت من الاسر، وكتب عليها «الخيار لكم ان اردتموهم بالتوابيت أم على قيد الحياة». وقال في خطابه: «ان العدو لا يزال يراهن على حياة جنوده الاسرى لدى المنظمة دون أن يهتم بمشاعر عائلاتهم. وأمس، أعدم العدو ثلاثة منهم عن عمد، وفضل قتلهم بدلا من تحريرهم. ان هذا السلوك الاجرامي الذي يتخذه الاحتلال يتواصل ضد الاسرى في غزة في محاولة يائسة لإعفائه من هذا الملف».
وتحدثت القناة 12 الصهيونية عن ما وصفته بـ"صفقة جديدة» تشمل «حزمة إنسانية كبيرة» لقطاع غزة، مقابل الإفراج عن «النساء اللاتي بقين في الأسر لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، بالإضافة إلى المحتجزين المرضى والجرحى وكبار السن»، مقابل تقديم الاحتلال عرض أكثر «كرما»، على حد تعبير القناة، لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ولم يتضح من التقارير الصهيونية تفاصيل المقترح الذي قد تقدمه تل أبيب للوسطاء، فيما أشارت إلى أن ذلك سيكون محور جلسات «كابينيت الحرب» المقبلة، في حين شددت على أن الحديث عن بدء تحريك عجلة المفاوضات في عملية من المتوقع أن تكون «طويلة ومعقدة»، وسط مساع صهيونية للتوصل إلى عرض من شأنه » كسر حالة الجمود».
و بحسب ما يظهر من التقديرات التي أعقبت لقاء رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سعيًا لإحياء المحادثات حول صفقة تبادل بوساطة قطرية، ان المفاوضات ستكون معقدة وحساسة.
وبحسب القناة 12 الصهيونية، فإن الاجتماع بين برنياع وآل ثاني كان مقررا قبل ما بات يعرف في الخطاب الصهيوني بـ» كارثة الشجاعية»، المتمثلة بقتل الجيش الصهيوني ثلاثة رهائن كانوا محتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وذلك بعد أن هربوا باتجاه القوات الاحتلالية وهم يحملون راية بيضاء ويصرخوا باللغة العبرية » النجدة ».
ونقلت القناة عن مصدر مطلع على مضمون هذا اللقاء بين رئيس الوزراء القطري ورئيس الموساد، أن آل ثاني حث الجانب الصهيوني على تقديم مقترح لصفقة بمبادرة الجانب الصهيوني، وأجابه رئيس الموساد بناء على توجيهات «كابينيت الحرب» أن في تل أبيب «جاهزون لسماع أي عرض، لكن يجب تحريك المفاوضات مجددا».
من جانبها، أعلنت حركة حماس، أنها أبلغت الوسطاء (لم تسمّهم) بموقفها الرافض لفتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى مع الجانب الصهيوني، «دون توقف نهائي للعدوان على الشعب الفلسطيني». وأكدت الحركة، في بيان صدر عنها، «على موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى، ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا».
بدورها، قالت هيئة البث الصهيوني(«كان 11») أن تل أبيب تدرس تقديم مقترحا جديدا لإطلاق سراح الرهائن في غزة. وقالت إن المقترح الصهيوني سيكون مشابها للصفقة السابقة، بما في ذلك «إطلاق سراح النساء والأطفال الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس».
وبحسب «كان 11»، فإن مصر وقطر عرضتا على حماس مقترحات جديدة لإتمام صفقة لإطلاق سراح الرهائن، تشمل إطلاق سراح كبار السن والمدنيين مقابل إطلاق سراح أسرى من قيادات الحركة الوطنية الأسيرة»، في إطار الجهود لإحياء المحادثات بخصوص الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، مقابل وقف إطلاق النار وتحرير أسرى في سجون الاحتلال.
وقالت «كان 11» عن مصادر مطلعة أن «هناك عقبات كثيرة، بما في ذلك الشروط التي وضعتها حماس».
وكشفت القناة الرسمية الصهيونية أن «كابينيت الحرب» يجري مداولات موسعة حول هذه المسألة على مدى اليومين الماضيين، وقالت إن وزير الأمن، يوآف غالانت، أجرى مباحثات في هذا الشأن مع رئيسي الموساد والشاباك ورئيس أركان الجيش الاحتلال والمسؤول عن المجال الاستخباراتي بشأن ملف الأسرى والرهائن، الجنرال في الاحتياط، نيتسان ألون.
وبحسب القناة 12، فإن الاجتماع الذي عقده غالانت كان يهدف إلى التوصل إلى موقف موحد لعرضه على «كابينيت الحرب»، وأشارت إلى تأثير الضغط الذي يمارسه أهالي وعائلات المحتجزين الصهاينة لدى فصائل المقاومة في غزة، بات يؤثر على متخذي القرار في هذا الملف.
وقال مسؤول أمني صهيوني للقناة 12 إن العملية ستكون «طويلة ومعقدة للغاية، وأكثر بكثير من الصفقة الأخيرة وسيتطلب الأمر وقتا وطريقًا طويلًا علينا تجاوزه. العجلات بدأت للتو في الدوران الآن. من يملك ورقة المساومة هي حماس، وعلينا أن نخلق لديها فهما بأن السكين تقترب من رقبتها». على حد قوله.
وبحسب المسؤول، فإن المداولات الصهيونية يجب أن تحسم «ما سيكون موقف المسؤولين حماس أو رد فعلهم على عرض الصهيوني محتمل، وقالت «هناك توافق على أن أي عرض الصهيوني جديد عليه أن ‘يهز‘ رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار»، وأضافت أن العرض يجب أن «يكسر حالة الجمود ويحافظ على المصالح الصهيوني في الوقت ذاته».
ومساء السبت، اعتصم مئات المتظاهرين وعائلات محتجزين الصهاينة لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، أمام مدخل وزارة الأمن في تل أبيب، حيث نصبوا خيام أمام مدخل وزارة الأمن وعلقوا أسماء وصور رهائن على جدار مجاور، مطالبين بـ"خطة فورية للإفراج عن المختطفين»، وحثوا على التحرك بسرعة لضمان إطلاق سراحهم.ويأتي هذا الاعتصام بعد ساعات من مؤتمر صحفي عقده تجمع عائلات المحتجزين لدى فصائل المقاومة بغزة، تحدث فيه أسرى الصهيونيون أطلق سراحهم من الأسر لدى فصائل المقاومة في غزة، للمطالبة بـ"عقد صفقة عاجلة» وإعادة ذويهم على قيد الحياة.
واتهم «تجمع عائلات المحتجزين بغزة» الحكومة الصهيونية بـ"عدم الاهتمام بمصير أبنائهم في ظل العملية العسكرية»، وذلك في حراك تصاعد بعد مقتل 3 من المحتجزين على يد قوات الصهيونية بمنطقة الشجاعية في غزة، الجمعة، علاوة على إعلان الجيش الصهيوني، السبت، مقتل إحدى المحتجزات الصهاينة في القطاع.
ورأى محللون في الصحف الصهيونية أمس، أن مقتل الرهائن الصهاينة الثلاث بنيران القوات المحتلة في حي الشجاعية في غزة أول من أمس هي «جريمة حرب»، وشددوا على أن الجريمة تتمثل بسهولة ضغط الضباط والجنود على الزناد، وعلى التناقض بين هدفي الاحتلال بالحرب المتمثل بالقضاء على حركة حماس، وفي الوقت نفسه تحرير الرهائن والأسرى الصهاينة .
ووصف المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، مقتل الرهائن الثلاثة بأنه «ليس تراجيديا، إنها جريمة». وأضاف أنه «مثلما أثبت تحقيق الجيش المحتل، حدث هنا خرق تسلسلي لأوامر الجيش. وما حدث هنا هو جريمة حرب، والقانون الدولي واضح جدا في هذه الحالة»، في إشارة إلى أن الرهائن رفعوا أياديهم وراية بيضاء وأجسادهم العلوية كانت عارية. وشدد على أنه «لم يحدث خطأ» في هذه الحالة.
وأشار برنياع إلى أنه وفقا للتحقيق العسكري، فإن جنديا مسلحا بمنظار خاص وكان يرى الرهائن بشكل جيد من مسافة بضع عشرات الأمتار «أطلق النار كي يقتل، وبعده أطلق آخرون النار على الرهائن». وحسب إحدى الروايات، فإن ضابطا صرخ «توقف» بينما الجنود لم ينصاعوا للضابط وقتلوا اثنان، بينما اختبأ الثالث داخل مبنى وصرخ «أنقذوني». وطالبه الجنود بالخروج وعند خروجه أطلقوا النار عليه «على ما يبدو بأمر صادر عن ضابط كبير. ولم يحدث هذا بقرار آني ولا بسبب عاصفة المعركة. فهذه عملية متدحرجة»، بمعنى أن هذا هو الأداء المتعارف عليه في الجيش.
وأعلن الجيش المحتل في أعقاب نشر نتائج التحقيق أنه «شددنا على التعليمات» كي لا تتكرر واقعة كهذه. إلا أن المحلل المخضرم لفت إلى أنه «لست متأكدا من أنني أفهم ماذا يعني ذلك بالضبط: فقد سمعنا كلمة شددنا مئات وآلاف المرات، بعد كل إخفاق لهيئة سلطوية. والتشديد يجب أن يكون قبل الحدث وليس بعده. وهذا ليس كافيا».
وأضاف برنياع أن الكتيبة التي قتلت الرهائن تنتمي إلى لواء مدرسة ضباط في سلاح المشاة. وتابع أن هذه الكتيبة ستواصل القتال في قطاع غزة «والجيش الذي أبعد جنودا سيطروا على مكبر صوت في مسجد (في جنين ومن دون محاسبتهم) لن يمس بسوء جنود قتلوا ثلاثة من مخطوفينا». وأشار أيضا إلى أن رئيس أركان الجيش الاحتلال ووزير الأمن «لم يتحفظان ولو بكلمة واحدة من الذين خرقوا الأوامر. وقال رئيس الأركان إن هذا حدث أثناء القتال، وهو مخطئ».
ووفقا للمحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، فإن «هدفي العملية العسكرية وصلا مرة أخرى الآن إلى صدام. ويصعب رؤية كيف بالإمكان تفكيك حكم حماس وكذلك تحرير جميع المختطفين بصفقة. وفي الفترة الحالية على الأقل، على الأرجح أن العملية الثانية (تحرير الرهائن) ستعزز قوة حماس بدلا من إضعافها. وهكذا نشأ وضع فيه الكثير من الأقوال الفارغة والقليل من التقدم الفعلي».
واعتبر هرئيل أن الضغوط الداخلية في الصهيوني المطالبة بتحرير الرهائن هي نقطة ضعف، تشجع قيادة حماس «ورغم تقدم القوات الإسرائيلية، حماس لا تنهار في هذه الأثناء. والدمج بين ضائقة المختطفين والتوقعات الأميركية أن تغير الاحتلال قريبا شكل العملية العسكرية في القطاع، يدفع حماس إلى محاولة الاستمرار في الصمود. والضغط الذي يمارسه الجيش الصهيوني لا يقود بالضرورة إلى استسلام قريب».
بدورها كشفت صحيفة «هآرتس» أن (د) محقق قديم في المخابرات العامة في الداخل المحتل (الشاباك) كان مسؤولاً عن التحقيق مع يحيى السنوار لدى اعتقاله للمرة الأولى في سنوات الثمانينيات ووصفه في مقابلة أجرتها معه الصحيفة: اعتبر نفسه زعيماً وتحدث دائماً بهامة مرفوعة، بحزم وبثقة عالية بالنفس، ولم يبد أي تخوف من المحقق، وبالعكس كان يستفزه طوال الوقت. سأقرأ عليك ما كتبته خلال التحقيق الأول الذي أجريته معه والذي احتفظت به «شخصية وبالتأكيد غير عادية، ذكي مستواه الثقافي عالي، متدين متعصب، ذو قناعات، إنسان مقتنع بأقواله وأفعاله».
س ـ ما الذي رأيته بالسنوار؟ ما الذي لاحظته بشخصيته؟
ج ـ ذو نظرة بعيدة، كرازماتي بجنون، كل من توجه لتجنيده لحماس كان لا يفكر مرتين ويستجيب على الفور.
س ـ الكرازماتية الجارفة هي أيضاً من بوادر جنون العظمة.
ج ـ توجه للناس من أجل تهديد حياتهم في مواجهات مع الجيش، ويرد الناس على ذلك بتخوف ويحاولون التهرب، لكن مع السنوار لم يحدث ذلك وكل من توجه إليه كان يوافق على الفور على القيام بأي مهمة... إنه يكره الاحتلال بصورة كبيرة وبرز هذا خلال التحقيق معه، إذ أدلى بأقوال تنم عن كراهية متقدة.
س ـ مثل ماذا على سبيل المثال؟
ج ـ قال لي خلال التحقيق:«هل تعلم أنه سيأتي يوم أنت الذي سيخضع فيه للتحقيق وأنا أكون فيه السلطة. أشعر الآن برعدة في جميع جسدي، إذ لو كنت من سكان غلاف غزة لوجدت نفسي الآن في أحد الأنفاق مقابل هذا الشخص. أتذكر بالضبط ما قاله لي، لقد كان وعداً، قال وعيناه تتقدان «ستتبدل الأدوار وسنقلب عالمك عليك». كان واثقاً جداً من أقواله.
س ـ هكذا تصرف السنوار خلال التحقيق معه؟
ج ـ ينعدم لديه الخوف، لم يخف أقواله الخاصة بنيته قتل رجال المخابرات، قال سأقتل جميع ضباط المخابرات، شاهدي مدى الحرب النفسية التي كان يخوضها حتى عندما كان معتقلاً.
وكالات