جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
لماذا قناة الجزيرة على وجه التحديد في وقت يخرج عبر شاشتها ناطق الاحتلال أفيخاي أدرعي وغيره لتبرير قتل الأبرياء في غزة والضفة الغربية؟ ، سؤال لا إجابة واضحة أو مفهومة له مع مخطط الاستهداف الواضح للصحفيين والمراسلين والمصورين في القناة بصورة ممنهجة ومقصودة تحديدا في قطاع غزة الذي لا يريد الاحتلال أن يرى العالم بشاعة ما اقترفه فيه عبر تغطية وسائل الإعلام.
المشهد الذي لربما أصبح معتادا اليوم بدأ قبل قرابة عام ونصف عندما استيقظ العالم على خبر استشهاد مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة وحتى اليوم لم ينصف حقها أو يأخذ العدو حسابه ؛ بينما في أحداث غزة كان هدف إسرائيل هو طمس وتضليل الحقيقة وأكثر ما كان يوجعها هو تغطية مدير مكتب غزة في القناة وائل الدحدوح الذي كان هدفا أساسيا لجرم الاحتلال فانتقموا منه بقصف منزله ما أدى لاستشهاد زوجته وأولاده وأفراد من عائلته ؛ ثم تكرر المشهد ذاته مع مراسل ذات القناة مؤمن الشرافي الذي استشهد والداه وعدد من أشقائه في قصف مخيم جباليا قبل أيام ، وأمس أيضا تم الانتقام بطريقة موجعة من زميلهم أنس الشريف والرد على تغطيته لسفاهة الاحتلال باستشهاد والده ، وغيرهم الكثير ممن أوجعت تغطيتهم وكلمتهم وصوتهم مسامع العدو الغاشم.
مراسلو قناة الجزيرة في غزة يتعايشون مع خطر فقدان عائلاتهم أو حتى أنفسهم في أي لحظة ، وعلى الرغم من ذلك فهم متفقون على الاستمرار في تغطية الإبادة الجماعية والمجاعة التي خلقها الاحتلال بتدميره لقطاع غزة وتصفية أبنائه؛ فكانت النهاية مع أنس الشريف الذي قال وبعد تلقيه تهديدات إنه سيواصل التغطية ليعرف العالم حجم الدمار في غزة وقذارة الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين العزل.
لا قوانين ولا اتفاقيات تتعلق بحماية الصحفيين استطاعت أن تحمي صحفيي فلسطين وتحديدا في قطاع غزة ؛ مع ازدواجية المعايير التي تطبقها أمريكا البيت الحامي لإسرائيل في حماية مراسلي القنوات العالمية وتنبيههم بأماكن القصف وغيرها قبل وقوع أي ضرر عليهم ؛ وهنا تكمن المفارقة في أن دحدوح وغيره من مراسلي الجزيرة لم يكترثوا لأية اعتبارات سوى شرف المهنة ونقل المشهد في غزة كما هو مع عاطفة دفعوا ثمنها لكنهم حافظوا على هيبتهم وكرامتهم وصانوا الأمانة وضربوا تهديدات و"عهر" إسرائيل عرض الحائط، والتغطية ستبقى مستمرة شاء من شاء وأبى من أبى .