النسخة الكاملة

"شهداء الخارجية".. تفاصيل العمليات الإرهابية التي استهدفت سفاراتنا وبعثاتنا

الإثنين-2023-12-04 01:57 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محمود عطالله كريشان

لا شك أن الأردن، تعرض منذ فجر التأسيس، لمحاولات المساس بأمنه الوطني، ارتباطاً بمواقفه السياسية التي اتسمت بالحكمة والتعقل وبعد النظر. ونتيجة لذلك، فقد الأردن مؤسس المملكة المغفور له جلالة الملك عبد الله بن الحسين ضحية للإرهاب، كما 

فقد الأردن رئيس وزرائه الشهيد وصفي التل ولم يسلم من ويلات الإرهاب الأعمى سفاراتنا ودبلوماسيونا وبعثاتنا ومصالحنا في الخارج.

وبالطبع فإن الاستهدافات الارهابية الخارجية كانت للتأثير على أمن الاردن واستقراره بسبب مواقفه السياسية المعتدلة ونهجه المتسامح، وقد جاءت عملية اختطاف السفير الأردني الأسبق في طرابلس فواز العيطان قبل سنوات قليلة، في هذا الإطار الإجرامي، إذْ إنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها اختطاف سفير اردني. ففي يوم 6 شباط العام 1981 جرت عملية اختطاف نفذتها مجموعة ارهابية في العاصمة اللبنانية بيروت بحق القائم بالاعمال في سفارتنا هناك هشام المحيسن، واستمرت عملية احتجازه لمدة شهرين، تعرض خلالها للتعذيب الجسدي الى ان تم انقاذه فيما بعد.

دبلوماسيون وتضحيات

وفي هذا الاطار كانت كوكبة مؤمنة من أبناء وزارة الخارجية تدفع ضريبة ذلك بالدم الأرجواني خلال وجودهم في السفارات والبعثات الاردنية في العالم، حيث كانوا هدفا للارهاب الذي مارسه شذاذ الآفاق.

وهنا نقدم نبذة عن تلك الكوكبة المؤمنة من الدبلوماسيين والإداريين في سفاراتنا الذين استشهدوا جراء أعمال إجرامية إرهابية ضالة.

وفيما يأتي تفاصيل العمليات الإرهابية التي استهدفت سفاراتنا وبعثاتنا وهي على النحو الآتي:

الرفاعي في لندن
في 15 كانون الاول العام 1971، كان سفير المملكة في لندن، انذاك ، زيد الرفاعي يتعرض لمحاولة اغتيال، أصيب على إثرها بجراح بالغة جدا، وأعلنت منظمة أيلول الأسود مسؤوليتها عن الحادث الاجرامي.

في جنيف
يوم 16 كانون الاول العام 1972 شهد انفجارا ضخما بالقرب من مقر البعثة الاردنية في جنيف، أصيب خلاله اربعة اشخاص.

اختطاف الناصر
العام 1972 تم اختطاف القائم بالاعمال في سفارتنا بالعاصمة السودانية الخرطوم عدلي الناصر وعدد آخر من الدبلوماسيين، الذي كانوا يلبون دعوة السفير السعودي هناك، وتم الافراج عن الناصر بعد فترة.

المحيسن في بيروت
عملية اختطاف نفذتها مجموعة ارهابية في العاصمة اللبنانية بيروت في 6 شباط 1981 بحق القائم بالاعمال في سفارتنا هناك هشام المحيسن، واستمرت عملية احتجازه لمدة شهرين، تعرض خلالها للتعذيب الجسدي الى ان تم انقاذه فيما بعد.

قطيشات في اثينا
العام 1983 نجا السكرتير الاول في سفارتنا بالعاصمة اليونانية اثينا عاصم قطيشات من عملية اغتيال وذلك عندما توقف الكلاشينكوف في يد الجاني وتعطل عن العمل.

السفير طوقان
تعرض سفيرنا في روما تيسير طوقان يوم 26 تشرين الاول العام 1983 لمحاولة اغتيال اعلنت منظمة ألوية الثورة العربية مسؤوليتها عنها، واصيب طوقان بجراح بالغة، فارق الحياة بعدها متأثراً بمضاعفاتها.

في مدريد
في 19 كانون الاول عام 1983 اقتحمت مجموعة ارهابية مقر سفارتنا في العاصمة الاسبانية مدريد وتمكن الجناة من اغتيال جمال بلقز واصابة ابراهيم سامي محمد، فيما نجا الدبلوماسي محمد خالد البخاري، وأعلنت منظمة ألوية الثورة العربية مسؤوليتها عن الحادث الاجرامي.

السفير خورما
يوم 29 تشرين الاول العام 1983 شهد محاولة اغتيال سفيرنا في نيودلهي محمد خورما، عندما كان يهم بالدخول الى منزله، داهمه إرهابي من تنظيم ألوية الثورة العربية، يقود دراجة نارية اطلق النار بكثافة على السفير خورما، ولم يغادر الجاني المكان، الا بعد ان اعتقد ان خورما قد فارق الحياة، لكن العناية الالهية كانت اقوى من ارادة الارهاب، ليتشافى سفيرنا، الا انه ما لبث ان فارق الحياة بعد فترة بسبب مضاعفات الحادث الاجرامي.

الشهيد المفتي
كان يوم 4 كانون الاول عام 1984 يشهد اغتيال السكرتير الاول في سفارتنا بالعاصمة الرومانية بخارست عزمي المفتي، عندما كان بانتظار خروج ابنه من المدرسة لايصاله الى البيت، واعلنت منظمة ايلول الاسود مسؤوليتها عن الحادث الارهابي.

اغتيال الساطي
في 24 تموز العام 1985 اعلنت منظمة أيلول الاسود مسؤوليتها عن اغتيال السكرتير الاول في سفارتنا بالعاصمة التركية انقرة زياد الساطي، عندما كان يتوقف بسيارته على الاشارة الضوئية الحمراء، بانتظار اللون الاخضر للمرور.

المستشار المعايطة
برقية تحمل صفة الاستعجال في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 29 كانون الثاني عام 1994 من سفارتنا في بيروت الى وزارة الخارجية في عمان، عبر جهاز لاسلكي الخارجية من السفير انذاك فخري ابوطالب تفيد بان مجموعة ارهابية اقدمت على اغتيال المستشار الدبلوماسي في سفارتنا هناك نائب عمران المعايطة قبل 15 دقيقة وكان بصدد زيارة سفيرنا في دمشق المرحوم احمد العضايلة.

وتعود تفاصيل عملية الاغتيال الآثمة، التي كشف تفاصيلها واماط الغموض عنها فريق امني من ضباط دائرة المخابرات العامة الاردنية برئاسة اللواء انذاك سعد خير بمهنية كبيرة واحتراف امني مشهود، انه يوم 28 كانون الثاني العام 1994 وبتكليف من كل من المدعوين احسان صادق صالح الرضوان وصبري خليل عبدالحميد البنا، توجه في الثانية عشرة ظهراً كل من ياسر محمد احمد سلامة ابوشنار وعقاب نمر سليمان الفقهاء وجمال درويش مصطفى فطاير، الى مكان وقوف سيارة المستشار المعايطة في منطقة الروشة في بيروت قاصدين اغتياله بعد ان وزعوا الادوار فيما بينهم، الا ان المعايطة لم يحضر الى سيارته فغادروا المكان خوفاً من انكشاف امرهم.

وفي صباح اليوم التالي عاد الارهابيون الثلاثة الى المبنى الذي يقيم فيه المعايطة وكانت تقلهم سيارة مرسيدس واصطحبوا معهم المدعو يوسف محمود شعبان الذي كان بحوزته مسدس عيار 9 ملم وعندما نزل المعايطة من منزله وصعد الى سيارته وكان ينوي زيارة سفيرنا في دمشق المرحوم احمد العضايلة، اقترب منه المدعو ياسر ابوشنار واطلق عيارات نارية من مسدسه 9 ملم محدثا فجوة في الزجاج الامامي للباب الايسر للسيارة، فيما تقدم يوسف شعبان بدوره واطلق عيارات عدة باتجاه رأس الشهيد المعايطة وعلى جسمه ولم يتوقف حتى تأكد من مقتله. وكان عقاب الفقهاء وجمال فطاير يقومان بتأمين الحماية للجناة بعد ارتكاب جريمتهم البشعة، واعلن المجلس الثوري / جماعة ابونضال مسؤوليته عن الحادث الاجرامي.

اغتيال صبح
في الساعة التاسعة من مساء يوم 11 تشرين الثاني العام 1996 اقدمت مجموعة ارهابية على اغتيال سائق السفارة الاردنية في بغداد الشهيد عمر صبح وهو وكيل متقاعد من القوات المسلحة، حيث كان صبح يدخل الحدود العراقية متوجهاً الى عمله في بغداد بسيارة السفارة وكان يصطحب الحقيبة الدبلوماسية وتتضمن جوازات سفر اردنية جديدة للقسم القنصلي ومخاطبات رسمية من الخارجية الى السفارة حيث اقدم الجناة على اغتياله.

سفارتنا في بغداد
في 7 آب العام 2003 انفجار ارهابي ضخم بواسطة ثلاث سيارات ملغومة امام مبنى السفارة الاردنية في بغداد والواقع في حي المنصور السكني إذْ لقي 17 شخصاً مصرعهم واصيب ما يزيد عن 40 آخرين وكانت هذه المرة على يد جماعة انصار الاسلام التي يتزعمها المدعو نجم الدين فرج احمد المعروف بـ الملا كريكار .

استشهاد الردايدة
يوم 22 أيار 2006 امتدت يد الغدر الاثمة الى الشهيد المرحوم خالد الردايدة سائق رئيس المكتب التمثيلي الاردني في غزة بالقرب من المجلس التشريعي في مدينة غزة. وقرر الرئيس محمود عباس حينها اعتماد المواطن الأردني خالد الردايدة، سائق السفير الأردني لدى السلطة الوطنية، شهيداً لفلسطين.

 وفيما يأتي نص القرار: استناداً إلى أحكام الصلاحيات المخولة لنا وتحقيقاً للمصلحة العامة قررنا ما يأتي:

 1- اعتماد المواطن الأردني خالد حسن فالح الردايدة شهيداً لفلسطين، إذ استشهد على أرض فلسطين وامتزج دمه الطاهر بثراها الطهور، حيث عاش معنا وبيننا ابناً باراً وأخاً عزيزاً لأكثر من عشر سنين، وجسد باستشهاده عمق روابط الأخوة ومتانة أواصر الدم، والمصير المشترك التي تربط بين أبناء الشعبين التوأمين الأردني والفلسطيني.

2- على جميع الجهات المختصة كل فيما يخصه تنفيذ أحكام هذا القرار، ويعمل به من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية.

كما لا يفوتنا أنْ نذكر انه في يوم 28 تشرين الثاني العام 1971 تمكنت مجموعة إرهابية من اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل أمام باحة الشيراتون في القاهرة. هذا وبايعاز من وزير الخارجية الأسبق عبدالإله الخطيب قبل سنوات تم استحداث صالة خاصة بشهداء وزارة الخارجية تتضمن نبذة عنهم تخليدا لذكرهم الطيب وتضحياتهم الجسام.