جفرا نيوز - أقيم في ضريح الشهيد وصفي التل بمنطقة الكمالية حفل تأبين للراحل بذكرى استشهاده الـ 52.
وقالت شقيقة الشهيد وصفية التل، ان وصفي ضحى بروحه من أجل الاردن وفلسطين وأحب الاردن و الشعب الأردني بادله الحب، ولاتزال صورته محفورة بقلوب ابناء المملكة، وفي هذه الأيام الصعبة يتذكره الأردنيين.
واضافت كان وصفي فارس الأردن المقدام وابن كل مدينة وقرية أردنية، وكان همه ان يبقى الأردن قويًا عزيزًا و اليوم الأردن في أمس الحاجة لهُ حيث كان همه أن تكون للدولة هيبة واحترام والموظف ان يكون من شريفًا نزيه اليد و كان دائمًا يعمل على حماية الوطن وحماية مكتسباته وكان هدفه أن يبني للأردنيين دولة ذات اقتصاد قوي وليس مبني على الغير.
واكدت شقيقة الشهيد، ان في الشدائد والمحن لازالنا نتذكرك وانت لاتزال تعيش بيننا، وكان وصفي – بحسب حديثها - يختم حديثه بكلمة انا اخو عليا، واليوم اقول انا اخت عليا.
من جهته اكد المؤرخ الأردني عمر نزال العرموطي، اننا نحي ذكرى استشهاده ونحن نشهد عدوانًا بربريًا غاشمًا على قطاع غزة، وبهذه المناسبة نستذكر الشهيد الذي ضحى بروحه من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، والذي حارب بجيش الانقاذ عام 1948 دفاعًا عن التراب الفلسطيني.
واستعرض العرموطي أبرز الجوانب من حياة الشهيد وخاصة فيما يتعلق من موقفه من القضية الفلسطينية وهي:
-رفض وصفي الهدنة مع اليهود والاستمرار بالقتال وعند فرضها اوكل لهُ قيادة فوج اليرموك الرابع بجيش الانقاذ وكان يرى ضرورة استمرار القتال مع العدو وكان يقوم باختراق الاراضي الفلسطينية ويقوم بفرض القتال هناك.
-وكان رجل دولة بمعنى الكلمة وعندما كان رئيسًا للوزراء صاحب الولاية العامة وعلى عكس بعض رؤوساء الوزراء الذين كانوا موظفون وليس رجال دولة على عكس التل.
وكشف العرموطي عن رغبة التل قبل استشهاده بتوقيع قرار يقضي بعدم البناء بمناطق مغاريب عمان وذلك للحفاظ على التربة الزراعية ولكن الشهادة سبقتهُ، منتقدًا الحكومات المتعاقبة وامناء العاصمة على عدم المحافظة على تلك المناطق الزراعية واستفحال البناء الاسمنتي بها.
واستذكر العرموطي بعض الإنجازات للشهيد ابرزها انشاء عدد من المنجزات الوطنية وهي الجامعة الأردنية والطريق الصحراوي وميناء العقبة ومصفاة البترول وشركة البوتاس.
من جهتها وصفت الشاعرة سارة طالب السهيل، الشهيد بأنه رجل بحجم وطن، وقالت، " ان الله رزق وصفي الشهادة حبًا لهُ لمواقفهِ الأرنية، ولشجاعته التي فاقت وصوف الواصفين، ولأفكارهِ التي سبقت عصره بمراحل، وكان مربيًا ومفكرًا وناصحًا ومرشدًا، وصاحب نظرة مستقبلية ثاقبة".
واضافت السهيل ان الشهيد وصفي اهتم بالانسان والزرع والطير وكأن قدوته عمر بن عبد العزيز والذي كان ينثر الأرض بالقمح وكان عونًا لاخوته الفلسطنين ولقضايا الأمة العربية.
وفي كلمة لها بعنوان (مازلت في الدار ياوصفي)، استذكرت الدكتورة امل نصير الراحل، وقالت، ياهمتنا الشامخة فقد رحلوا جميعًا وبقيت فينا راسخًا في ذاكرة الوطن، وانت انشودتنا القومية والاردنية وفكرك مدرسة ووطنيتك نبراسا نهتدي به، ولاتزال فينا تسأل عن رجال العروبة وعن الذين افتدوا الاردن بدمائهم، وسمعتك تنثر في حوران وفي ضميرك ارى الاردن وفلسطين.
واردفت ان مرت الثلاثون والاربعون والخمسون ولازلت شابًا وستمر السنين وستبقى حاضرًا فينا ويانموذج كل الرجال ولازلت الخيرة، ولم تكن يومًا سرقت وبعد ثلاث حكومات كنت مديونًا، وكنت نظيف اليد واللسان وسيفًا على الفساد والفاسدين.
وشددت الدكتورة نصير، ان الحنين لأيام وصفي جمرًا يكوي جباه الأردنيين، وماكنت فينا تاجرًا بل عاشقًا للأردن ولقوميتنا العربية، ولم تخن يومًا حلم الأردنيين او خبزهم او حلمهم.
النائب صالح العرموطي، اعتبر رحيل وصفي بفقدان رمز وزعيم لم تنجب الامة مثله، وكان شخصية لم تجامل على حساب القضايا العربية والفلسطينية والأردنية، وكان لنا صوت في كل المحافل، متسائلًا عن وصفي في كل مايجري في فلسطين حيث لم يجامل أي اجنبي او اي عدو من اعداء الامة العربية.
واشار ان في عهد وصفي انشيء التلفزيون الاردني والمستشفيات ومصادر المياه وصحيفة الرأي وخاطب المسؤولين بشجاعة ان هذه الارض وما تنتجه نفط الأردن، وكان يقف وهو رئيس يتلقي مع الأحزاب وكان يقول ان اوراقي مكشوفة وحاجج امناء الاحزاب وقتها او المعارضة.
وعندما كان معلمًا ربى الأجيال على خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة، وماحذر منه التل يجري اليوم من محاولات تهجير لابناء الشعب الفلسطيني، وهذه المرحلة تشكل خطرًا على امتنا العربية، واستذكر بزيارته لاخذ قرض من مؤسسة الاقراض الزراعي لبناء بيت وتمديد خط الهاتف، وعندما رفض المدير، وبعدها شكر التل حفاظه على المال العام.
واستذكر العرموطي مقابلته مع مجموعة من طلاب المدارس عام 1965 حيث استقبلهم حينها على الباب والذي كان يسألهم عن الاقتراحات او عن اي ملاحظات، حيث كان منزله ملتقًا سياسيًا للجميع مواليًا ومعارضًا.
واستشهد الشيخ علي زيدان الحنيطي بنظافة يد وصفي التل والذي وصفه بشهيد الأردن الحر، مستذكرًا في الوقت ذاته بصفاته الشجاعة وحبه للجيش وتحسين معيشته والعمل على معسكرات الحسين للشباب بقيادة القوات المسلحة خلال العطلة الصيفية ومنهم من أصبح قادة ومنهم من أحب العسكرية وانخرط بها، مستذكرًا زيارته خلال العيد وكان في يده المعول والمقص ويزرع الزيتون، وكان ينصح دائمًا عدم البناء بالأراضي الخصبة، حيث كان الاردن يمد فلسطين بالقمح، حيث كان الشهيد ينصح بالزراعة ويحث عليها.
وتحدث عدد من الشخصيات خلال التأبين والذين استذكروا مناقب الشهيد، حيث قال الباحث محمد عيسى العدوان، ان بيت المقدس كان حبة الفؤاد وبوصلتهُ وستبقى من بعده كذلك لكل شرفاء الأمة، قائلًا كان وصفي مفتونًا بالوحدة السورية في بلاد الشام والحفاظ على اراضي فلسطين التاريخية.
المؤرخ الدكتور محمد المناصير اعتبر ان وصفي كان سيفًا مسلطًا على الفساد والفاسدين، مستذكرًا زياراته التفقدية للوزارات ويقيل من لايستحق من وظيفته.
وبأسم الشباب الأردني قالت الدكتورة يارا زريقات، طالما نسمع عن حبنا عن وصفي دون ان نراه، والذي سمعنا عنه من الاباء والاجداد، حيث شكل في حياته ومماته حالة وطنية نادرة استثنائية، لأنه بكل بساطة علمنا ان الاردن ولاء وحب وانتماء وليس وظيفة، ولانه اجمع عليه الأردنيون بأنه كان مختلف.
واثناء الاحتفال اهدى المؤرخ الدكتور محمد عيسى العدوان وصفية التل نسخة من الكتاب الذي أصدره قبل أسابيع والذي نشر به وثائق بخط يد الشهيد وصفي التل، ولم يسبق أن صدر كتاب يحمل هذه الوثائق الهامة في حياة الشهيد.