جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فرح سمحان
رغم التحذيرات الساخنة والبيانات المتكررة التي خرجت فيها وزارة الداخلية أخيرا ورسائل صارمة لأحزاب معينة على فكرة أن التوجه إلى الحدود خط أحمر وسيلاقى بالرفض ، إلا أن هناك حالة إصرار غير مفهومة من قبل التجمعات التي تدعو لمسيرة نحو الأغوار الجمعة المقبلة بعنوان " العودة الكبرى" ، وعقد مؤتمرات تحضيرية تعني أن الحدث سيتم حتى مع حالة الرفض التي سبقها تأكيدات رسمية في الدولة على أن التظاهر بشأن أحداث غزة لن يكون إلا في الأماكن المحددة وبالمقابل سيكون متاحا دوما وفق الضوابط الحكومية والأمنية .
سيناريوهات التوجه إلى الحدود أصبحت تفسر بأكثر من جانب أهمها وجود تحد وكسر عظم وخلط ملفات الخلافات الداخلية بين أحزاب المعارضة للفكر الحكومي والدولة مع أحداث أخرى ذات طابع يغلب عليه المصلحة العامة وهو أكبر من فكرة الخروج عنوة إلى الحدود أو أماكن فسرت الحكومة والأجهزة الأمنية سبب منع السير نحوها وتخصيص أخرى قد تكون بالنسبة لتلك الأحزاب غير مصدرة إلى واجهة الحدث .
الخيارات التي أصبحت أقرب إلى شكل الحدث هو تخصيص ساحات محددة للتجمهر كساحة الجندي المجهول مثلا أو غيرها ، وهكذا تضمن الدولة تجنب أي اشتباك أو تحليلات قد تضفي للحدث صبغة سياسية حزبية غير مرحب فيها بهذا التوقيت على وجه الخصوص ، أما بالنسبة للدوار الرابع والداخلية فهي مجرد متنفس ولن تحدث تلك البلبلة المتوقعة .
الرد الأمني كان أثره صارما على أية جهة تحاول تسيير الأحداث بغير مجراها ، إذ يفترض قراء ومحللون للمشهد ما يمكن أن يحدث حال التظاهر إلى الحدود ، وما الفائدة من ذلك إذا لم تتمكن التجمعات من قطعها وهذا ما لايمكن أن يحدث أساسا ، وسيولد أزمة وعوائق ستفتح الباب أمام أبواق الأزمات ومنصات التضليل لتفسير المشهد في الأردن تجاه أحداث فلسطين والقطاع في غزة على أنها "حيادية" وهذا يتنافى مع بند أن المملكة ما كانت ولن تكون إلا مع القضية فلا لون رمادي الموقف أبيض فقط.