جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فرح سمحان
تمخضت الحكومة وباتفاق تكتيكي على اختيار التعابير والمصطلحات للخروج إلى الشارع بتصريحات رسمية بدأت من وزير الخارجية أيمن الصفدي مهندس الدبلوماسية الأول في المملكة الذي أكد وأجزم أن سيناريو التهجير للفلسطينيين لن يعاد وبمفارقة فيها مغامرة تساءل في أحد تصريحاته "لماذا لا يعامل المدنيون في غزة مثل نظرائهم في أوكرانيا؟" ، في صيغة حملت رسالة مبطنة فيها صبغة العاطفة السياسية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني ، سيما وأن موقف الدولة تجاه حق الفلسطينيين بوطن مستقل وحل الدولتين محسوم ولن يتغير حتى مع مجزرة الأقصى وغزة وغيرها .
وبتكتيك آخر محكم خرج رئيس الوزراء بشر الخصاونة بتصريحات بثت الارتياح المنتظر في قلوب الأردنيين بتأكيداته وشدته في الحديث خلال جلسة مجلس الوزراء أمس ، تحديدا عندما قال إن "الصمت ليس خياراً مقبولاً على ما يتعرَّض له الأهل في غزة من حرب وتدمير ممنهج؛ لأنَّه يشكِّل صمتاً على عدوان يجرِّد أهل غزَّة من حقِّهم الإنساني والقانوني في الحماية" ، هنا أنهت الحكومة في رسالتها هذه أي محاولات تشكيك أو زعزعة خبيثة أو مزاودات من أي جبهة أو طرف داخلي أو خارجي في اتفاق معلن وصريح بأن الآراء ووجهات النظر تفرق بينما التصدي لما يحدث في الأراضي المحتلة وقطاع غزة يجمع ويلم الجميع من المؤيد إلى المعارض .
الحكومة قالت قولها بشأن الوقفات التضامنية لدعم غزة وأنها متاحة على الدوام ، الأمر الذي أكده أكثر الناطق الرسمي وزير الاتصال مهند مبيضين الذي قال "على المواطن الأردني إن يخرج إلى الشارع ويساند غزة، وإلا لن يكون أردنيا" ، ما عزز من أدبيات الدولة الأردنية بأعمدة أساس تجاه أحداث غزة وكذلك إعطاء مؤشرات بأن الدعم الحكومي للتعبير يجب ألا يتجاوز حدود الرابع والداخلية والسفارات ، وكذلك الحدود مع فلسطين حتى لا يتم الدخول في دوامة إطلاق النار من جانب الاحتلال .
أما المؤسسة الأمنية نجحت بقنص "عربدة العقول التفكيكية" التي حاولت مرارا وتكرارا تصدير الأمن والجيش على أنهما عائقا أمام هبة الأردنيين وانتفاضتهم تجاه غزة والضفة الغربية بفيديوهات كان آخرها يعود لأحداث قديمة ، وسرعان ما خرجت الداخلية بتصريحات متوازية قريبة من المشهد أكدت فيها على أن الدعوة للتجمهر والتظاهر في مناطق الأغوار والحدود أمر غير مسموح به ، ثم كسرت حدة البيان بأن الذريعة الأولى والأخيرة هي سلامة المواطنين مع الحفاظ على حقهم أيضا في التظاهر ضمن الحدود التي لا تدع مجالا لبث السموم الخارجية في كينونة وواقع حال المجتمع الأردني ودائرة الخط الأحمر .