النسخة الكاملة

غزة .. الاجتياح البريّ خلال أيّامٍ بعشرات آلاف الجنود ..و "إسرائيل" قلقةٌ من انضمام حزب الله

الأحد-2023-10-15 11:08 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ليس سرًا أنّ الكيان يعتمد في بداية كلّ معاركه مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الطيران الحربيّ بقصف المناطق المستهدفة بإلقاء آلاف الأطنان من المتفجرات بواسطة طائراته مستغلاً تفوقه الجوي لعدم وجود قدرات عسكرية لدى المقاومة الفلسطينية قادرة على ردعه، مُلوحًا بالاجتياح البري مُحركًا دباباته وآلياته العسكرية باتجاه الجنوب، لكن سرعان ما تتلاشى هذه التجربة ليتضح بأنّها مجرد فقاعة إعلامية، محاولاً من خلالها بثّ الرعب لدى المواطنين معتقدًا بأنّه سيشكل ورقة ضغط على المقاومة الفلسطينية.

 ولكن مع ذلك، فإنّ الفشل الذريع والإخفاق المجلجل اللذين حلّا بإسرائيل يوم السابع من أكتوبر الجاري سيدفع صُنّاع القرار لاتخاذ الخطة، التي لطالما امتنع عنها، أيْ اجتياح قطاع غزّة، وللتدليل على ذلك تكفي الإشارة إلى تصريح رئيس هيئة الأمن القوميّ الإسرائيليّ، تساحي هنغبي، أمس السبت بأنّ الكيان وضع لنفسه في العدوان الحاليّ أهدافًا لم تكُن موجودةً منذ العام 2007، أيْ منذ سيطرة (حماس) على قطاع غزّة.

 وجديرٌ بالذكر أنّ نتائج المعركة تختلف باستخدام السلاح الجوي عن الاجتياح البري، حيث أنّ الأول يستطيع من خلاله تحقيق بعضًا من الأهداف المعلنة في بداية المعركة، لكن لا يؤدي للحسم، لتنتهي المعركة إمّا بإيقافها من جانب واحد، أوْ من خلال مفاوضات مُرضية لطرفيْ المعركة، على العكس من الاجتياح البري الذي يستطيع أنْ ينهي المعركة إمّا بحسم الانتصار أوْ العودة بهزيمة والتي تكون فاتورتها عالية جدًا.

 وفي هذا السياق وجب التذكير أنّ الاحتلال صدق في تهديده بالاجتياح البري في اليوم الثاني من بدء معركة العصف المأكول يوم السابع من يوليو 2014، لكنّه تكبد خسائر كبيرة من ضمنها أسر الجنديين شاؤول أرون وهدار غولدين شرق غزة في كمين لكتائب القسام، وأدى لمقتل 14 جندي، وانسحب جيش الاحتلال في الخامس من أغسطس من الغزو البري بينما استمر في القصف الجوي، معلنًا فشل الغزو البري،

ومع بداية عملية (طوفان الأقصى)، يوم السابع من الشهر الجاري، عاد الجيش الإسرائيليّ للتلويح بذلك، معلنًا فشل سياسته السابقة في مسار المعارك التي خاضها ضدّ قطاع غزة، حيث أنّه وبعد كل معركة تتطور قدرات المقاومة لتفاجئ الجيش الإسرائيليّ بالمعركة التي تليها بقدرات ووسائل جديدة متطورة عن المعركة التي تسبقها.
مع ذلك، فإنّ ما يُقلِق الكيان هو إمكانية اشتعال الجبهة الشماليّة مع حزب الله، إذْ أنّ نصف جيش الاحتلال يُرابِط على الحدود مع لبنان في حالة تأهّبٍ قصوى خشية قيام حزب الله بشنّ هجومٍ ضدّ إسرائيل، أمّا الأمر الثاني الذي يُثير الرعب في تل أبيب فهو مصير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، والذين يصِل عددهم وفق التقديرات إلى أكثر من 150، بينهم عشرات الجنود والضباط، والأمر الثالث الذي يُقلقها فهو عدد القتلى والجرحى الذين سيسقطون خلال المعارك البريّة مع المقاومة الفلسطينيّة لدى الاجتياح البريّ.

وجديرٌ بالذكر في هذه العُجالة الإشارة إلى ما نشره المُحلِّل السياسيّ الإسرائيليّ المعروف، بن كاسبيت، في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، حيثُ قال إنّ: "انتصار حماس يوم السبت كان مدويًا، لقد تلاعبت في الحظيرة الإسرائيلية، وسادت في الأيام القليلة الماضية حالة من الذعر، وتجول المستوطنون بعيون دامعة لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على بنادق لأنفسهم، ولذلك فأمامنا بضعة أشهر صعبة هنا، قد يكلّفنا الكثير، وقد يسبب دمارًا كبيرًا هنا، لكن في منطقتنا، من يبدون رخيصين ينتهي بهم الأمر لدفع ثمن باهظ، بعد أنْ أدمنت إسرائيل على الصمت، وتعلمت الكذب على نفسها، والأسوأ أنها أخطأت خطيئة الغطرسة”، على حدّ وصفه.

أمّا آسا كوشير، باحث كبير بمعهد دراسات الأمن القومي، وعضو لجنة شمغار لتخليص الأسرى، ذكر في مقال نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّ "السلوك الإسرائيلي بعدم الاهتمام بالأسرى أكثر من اللازم أمر لا يطاق، ويجب على الدولة أنْ تقول، بشكل كامل لا لبس فيه، إنّ عليها التزامًا تجاه جميع من هم في أيدي حماس بالتصرف بشكل صحيح لإعادتهم لديارهم بأمان، جنودًا ومستوطنين، سواءً مَنْ بقوا أحياءً، أوْ مَنْ قتلهم العدو، لأنّه لا يوجد وضع في العالم يسمح للدولة بالتخلي عن الالتزام الأخلاقي تجاه رعاياها، ولأنّ مثل هذا التنصّل يشكل علامة على القسوة، وانعدام المسؤولية، وسوء الفهم”، طبقًا لأقواله.

رأي اليوم 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير