جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فرح سمحان
اعتدنا من الملك على خطاب الإشارات القصيرة والدلالات المعمقة فيما لم يكن بالحسبان أن خطاب العرش السامي في افتتاح عادية الأمة الأخيرة أمس سيكون البوصلة للمرحلة القادمة وبتفرد طال أمران ، الأول إعطاء رسائل لصناع القرار محليا بضخ دماء جديدة ما يعني أن هناك رغبة مُلحة عند الملك برؤية أسماء مسؤولين جدد تنضح فيهم روح الشباب ؛ ثم أمر آخر انطلق من عبدلي بني هاشم نحو العرب والعالم بمضامين على رأسها فلسطين وتاجها القدس كما اصطلح عليه في الخطاب الملكي .
لهجة وتعابير الملك بطبعها صارمة وإذا ما جاء بمصطلحات معينة فعلى المتلقي أن يتعامل معها كخارطة طريق واللبيب من الإشارة يفهم بأن الخطاب الملكي اختصر "عجقة" التفكير لدى الأردنيين نحو مستقبلهم والقادم المجهول وأجاب كذلك من يشككون بالتحديث الذي يبدو أن الإرادة السامية غير راضية عنه بصورته الحالية فلا محالة من إعطاء الشباب والنساء فرصة المشاركة في صنع القرار السياسي وتقلد المواقع ؛ كما لفت الملك إلى نقطة مفصلية وهي إصراره على أن لا يسمح الأردنيون لأحد بالتقليل من قدر وإنجازات ومكانة بلدهم وفي هذا السياق ضربة لمن يغردون بالسواد خارج السرب .
تصفيق الملك كذلك للجيش والأجهزة الأمنية المؤسستين اللتين لم تفقدا يوما الثقة ولا المكانة لدى الأردنيين ونالتا على الصدارة في الخطاب الملكي بالتأكيد على أن وطننا صامد تحميه زنود هؤلاء النشامى ؛ هنا كانت المصطلحات الملكية أقرب إلى قرصة مع "فركة أذن" لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الأردن وحدوده وهذا ما قيل في خطاب الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل بضعة أسابيع على لسان الملك .
فلسطين وتاجها القدس الشريف تعبير يتجه في مضمونه لتفسير حالة الاهتمام الأبدي بالدولة التوأم للأردن من قبل الهواشم واليوم ومع طوفان الأقصى الذي فرض على فلسطين انقلابة جديدة؛ يأتي الملك في خطاب العرش وبالإشارة إلى دور مجلس الأمة أيضا في تصدير عناوين عريضة للعالم ليفهموا أن التعامل مع فلسطين وقضيتها بالنسبة للأردنيين هو أكبر من مجرد موقفا أو تعبيرا عن تضامن ؛ في وقت يحاول فيه "أطراف الأجندة" تغيير الصورة النمطية عن موقف المملكة ؛ وبالمحصلة ما كان الملك بغائب عن كل ما تعلق أو سيتعلق بالقضية الحاضرة ثم الحاضرة "فعلا وقولا " بخط عروبي جلي لا تشوبه شائبة .