النسخة الكاملة

مع طوفان الأقصى .. الأردن حذر من المغامرة والتقسيم بالقدس .. وخطاب "الضيف" كشف التفاصيل

الأحد-2023-10-08 09:53 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لا بدّ من القول بأن تطورات الأحداث المهمة جدا والمفصلية في قطاع غزة وعلى حدود الغلاف مع إسرائيل ومن الزاوية الأردنية يمكن أن تعيد قراءة التموقع السياسي الأردني وتفرض إيقاعات مربكة يمكن تلمّسها من بيان الخارجية الأردنية بعد ظهر السبت.

السلطات الاردنية كانت تحاول لفت نظر الإسرائيليين والأمريكيين طوال الوقت بأن الإصرار على خطة التقاسم الزماني والمكاني في القدس الشريف وتغيير الوقائع على الأرض فيما يخص المسجد الأقصى مغامرة بسلاح ذو حدين ومغامرة بالاستقرار والأمن في المنطقة.

من الصعب بعد الآن على الخارجية الأردنية أن تقف وتتحدّث عن عموميّات عملية السلام.

ولعل التحدي الذي شعرت به النخبة السياسية الاردنية اعتبارا من صباح السبت هو ذلك الذي يؤشر على أن الاردن يواجه مطبا سياسيا حادا عنوانه أن القائد العسكري لحركة حماس المناضل والمجاهد محمد الضيف هو الذي يدافع عمليا على أرض الواقع عن الرعاية الأردنية أو الوصاية الأردنية الهاشمية في القدس.

تلك مفارقة سياسية تلزم المؤسسات الأردنية بالتعامل مع مسارين:

المسار الأول هو الاقرار بالوقائع على الارض مع صعوبة ستواجهها المؤسسات الرسمية والسياسية الاردنية في ضبط ايقاع الشارع الاردني تفاعلا طبعا مع المقاومة الفلسطينية ونكاية بالاحتلال بعد اكثر من 30 عاما من الصمت.

ومن زاوية ثانية من يدافع عن المسحد الأقصى بالدم والشهادة والصواريخ سيجلس على طاولة الأقصى وملف القدس عند بروز كل المحاولات المألوفة للعودة إلى التهدئة والتي بدأت ملامحها الاولى سواء عبر الخارجية المصرية أو حتى عبر مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

بكل حال معركة المقاومة التي حظيت باسم طوفان الأقصى تعني بداية فصل جديد في قواعد الاشتباك السياسي الأردنية مع استفزازات وانتهاكات الإسرائيليين.

وأي قراءة موضوعية لحديث القائد محمد الضيف المسجل وبصوت واضح وملموس تشير إلى أن أكثر من 80% من خطابه المسجل تحدّث فيه عن تفصيلات ما يجري في الحرم القدسي الشريف وهي تفصيلات تتفق ضمنا وليس بالصدفة مع كل ملاحظات ومضامين التقارير التي ترد من طاقم الأوقاف الأردني إلى وزارتي الأوقاف والخارجية في عمان.

وهذا يؤسس لمفارقة ايضا غير مألوفة قوامها ان من يتحدث عن تفاصيل الانتهاكات الاسرائيلية اليوم للوصاية الهاشمية الاردنية ليس صدفة انه القائد العسكري العام لحركة حماس.

وأغلب التقدير أن المؤسسات الأردنية بدورها عليها أن تُعيد حساباتها وتتعامل مع هذه الوقائع الجديدة على الأرض بعد سلسلة طويلة من تجاهل إسرائيل لكل الاستنكارات والبيانات والخطوات الأردنية التي دفعت باتجاه التهدئة.

بكُل حال من زاوية أردنية قد لا يقتصر المشهد حتى الآن بعد التطورات الحادة جدا صباح السبت عند حدود أهل القدس والحرم المقدسي والمسجد الأقصى فالأردن الرسمي ومع الأردن الأمني يتحرّك انطلاقا من ثابت أساسي في ملف القدس.

وهو ثابت وصل الى حدود التلويح بالاشتباك مع الاسرائيليين إن تطلب الأمر وأغلب التقدير بالسياق أن الأردن في جزئية القدس على الأقل والمسجد الأقصى لا خيار له إلا دعم مقاومة أهل القدس وصمودهم.

وهذا يعني أن مساحة من المناورة الأردنية السياسية والدبلوماسية وتدوير الزوايا التي تدور الأن لوحدها بعد الان ستجد نفسها مظطره لتشبيك الايادي مع عناصر الرباط والمقاومة في القدس على الاقل حتى ولو من باب التعامل بالقطعة مع المقاومة الفلسطينية.

بكل حال ثمة تأثير ثالث لا يقل أهمية فتفاعل الأحداث في مستوطنات غلاف غزة يعني إلهاب كل المشاعر الوطنية والقومية والدينية العشائرية والمناطقية عند الشعب الأردني.

و قد بدأت في وقت مبكر التلميحات الاولى على ذلك لان الاحزاب اليسارية ممثلة بعضو البرلمان السابق عبلة ابو علبة قالت مبكرا بأن ما حصل في غزة صباح السبت يغير كل المعادلات القائمة في المنطقة بصورة مركزية.

ولأن التيار الاسلامي بادر الى تنظيم وقفة شعبية حاشدة ستعود الى المناخ والى المشهد الوطني الاردني بالضرورة أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان وأعقبها نداء لكل أبناء العشائر الأردنية لنصرة المقاومة والتوجّه إلى مقام الجندي المجهول في الأغوار.

الموقف أردنيا دخل في تعقيدات سببها حكومة اليمين الإسرائيلي.

والشارع الأردني بصدد عمليه تفاعل سريعة جدا مع تلك الانتصارات التي حققتها كتائب القسام على الحدود بإسرائيل وقطاع غزة خصوصا وأن المؤسسة الاردنية الرسمية لا يمكنها بحال من الاحوال أن تبقى في حالة تجاهل سياسي واسناد شعبي ولوجستي احيانا لكل من يدعو الى الاشتباك مع العدو لحماية المسجد الأقصى بمعنى حماية الوصاية الأردنية بالنتيجة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير