جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم نيفين عبد الهادي
اعتادت شوارع غزة على مشهد الدمار، وعاشت بيوتها طعم الشهادة فلا يوجد أسرة غزيّة لم تفقد أحد أفرادها إن لم يكن أكثر من فرد من أفرادها شهيدا، لتمضي في درب الانتصارات للحرية والمقدسات دون توقف، وتصل في دربها النضالي «لطوفان الأقصى» لتحقق انتصارات متتالية بحجم جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى، وانتهاك قدسيته وقدسية المصلين، وحُرمته التي أصر الاحتلال على انتهاكها مؤخرا بشكل كبير وخطير.
بالأمس، عاشت غزة وفلسطين، والعالم بكافة دوله تفاصيل «طوفان الأقصى» الذي نتج عنه مقتل أكثر من (100) إسرائيلي واصابة قرابة (750) إسرائيليا، بينهم ضباط كبار، والسيطرة على 3 مستوطنات على الأقل في غلاف غزة، بعد نحو 5 ساعات من هجوم فلسطيني مفاجئ، في رد واضح على الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية للمسجد الأقصى، لتسجّل غزة من جديد ملحمة حرية وكرامة لترابها وحرية فلسطين.
الغزيّون اعتادوا على هذه التفاصيل، لكن ليوم أمس ملامح مختلفة أكثر وقعا على أملهم بسلام عادل وحقيقي، وعلى سعيهم لحياة تحترم بها إسرائيل المقدسات والأديان، وحقوقهم التي طال انتهاكها وانتزاعها منهم كبارا وصغارا أحياء وامواتا، لتسجل غزة أمس انتصارات حقيقية لحياتها ولفلسطين وللقدس، وتدّون عنوانا للمرحلة «طوفان الأقصى».
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» من غزة، في محاولة لقراءة واقع الحال من خلال الاتصالات الهاتفية، بدا واضحا أن غزة لا تخيفها الحرب، فللحياة معنى مختلف عند الغزيين كونهم يرون في الشهادة دربهم لها، مؤكدين استعدادهم على تحمّل تبعات الهجوم على الاحتلال، وتقديم أرواحهم لحماية الأقصى المبارك، والاستمرار في «طوفان الأقصى» حتى تدرك إسرائيل أن للأقصى قدسية يجب مراعاة حُرمتها.
ولم يجدوا أي صعوبة في مواجهة تبعات هذه العملية، سواء تأثرت خدمات حياتهم التي يعانون نقصها منذ سنين، وليس جديدا انقطاع الكهرباء على سبيل المثال، أو شبكات الانترنت، أو المياه، أو غيرها من خدمات باتت متقطعة، ما يجعلها جوانب ليست ضرورية أو عادية في حياتهم، فما يحدث اليوم تغيير وانقلاب في موازين المشهد لصالح المواطن الفلسطيني الذي عانى ويعاني من احتلال لم يمنحه نقطة من بحر الحرية. واعتبر غزيون تحدثوا لـ»الدستور» أن يوم أمس بداية لمرحلة جديدة ففي «طوفان القدس» انتصار للحرية وللمقدسات، وللأقصى المبارك، ولن تتوقف عطايانا لنيل الحرية وحماية الأقصى، وفداء لذلك أرواحنا ودماؤنا وكل ما نملك، ولن نتوقف عند تفاصيل صغيرة مقابل عظمة ما نرنو اليه، فإمّا النصر أو النصر.
وشدد غزيون على أهمية الدور الأردني في غزة، سياسيا وانسانيا وطبيا، فقد كان للجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك أثر كبير في دعم صمودنا، وسندنا في مواجهة العدو الاسرائيلي، فالأردن لم يتوان يوما عن الوقوف معنا، وهو ليس بالأمر الغريب عن جلالة الملك الذي طالما دعم القضية الفلسطينية، معتبرين المستشفى الميداني الأردني في غزة، أحد أهم أشكال دعمهم.
وائل الدحدوح
مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح، بدأ حديثه عند الرد على هاتفه، بقوله «اعتذر لن أتمكن من الحديث لوقت طويل فأنا أقف أمام الكاميرا، ومن الممكن بأي لحظة أن أكون على الهواء مباشرة، فنحن لم نتوقف للحظة منذ الصباح»، وحال وائل كحال كافة الصحفيين يوم أمس في غزة وكل فلسطين، لم يتوقفوا عن العمل للحظة فبثهم للأحداث مستمر دون توقف، وفي مهمتهم الصحفية أمس رغم خطورتها إلاّ أن الفرح لم يبتعد عن أصواتهم وهم يتحدثون عن ما يقومون به من تسجيل للتاريخ برؤية ولغة مختلفة وتوثيق ليوم بالفعل تاريخي.
وقال الدحدوح غزة لن تتوقف عن النضال وهي مستمرة في نضالها ولن يكون هناك تراجع، أو توقف للحظة عن ما بدأوه منذ صباح أمس بقوة وإصرار وعزيمة في عملية «طوفان الأقصى»، فنحن مستمرون ولا توقف مطلقا لما نحن به اليوم.
وشدد الدحدوح على الاستمرار بنضالهم، وكرر لأكثر من مرة أن لا توقف عن ما تم البدء به صباح أمس، مستمرون ولا توقف، الأوضاع لا توقف ومستمرة.
بشير المقادمة
أمّا بشير المقادمة فأكد أن غزة اليوم تعيش ولادة لحياة جديدة مليئة بفرح الانتصار، وفرح انتصار غزة لتغيير شكل العالم وتفاصيل المرحلة، وتعرية اسرائيل التي نشأنا على أنها قوية وتملك أسلحة فتاكة، وأن أحدا لن يهزمها، لتغير غزة من شكل هذه القناعات لجهة مختلفة تكشف ضعف هذا الكيان بهزيمة سجلها التاريخ.
وأشار المقادمة وهو أحد أبناء غزة إلى أن الأوضاع في غزة اعتدنا عليها، ولا نأبه لعدم وجود أي خدمات، أيا كانت من كهرباء، أو مياه، أو خدمات انترنت، ولا حتى وجود محال تجارية، نحن قادرون على مواجهة تبعات الحرب، التي تتجسد بركام المباني والمنازل ورائحة دماء الشهداء العطرة، في كل مكان بغزة، وكما أسلفت اعتدنا عليها.
حتى الآن في اغلب شوارع غزة وفق المقادمة ما تزال المباني التي قصفت منذ سنين وفي اعتداءات سابقة من إسرائيل، تحكي قصص نضال هذا الشعب الذي يصرّ على حياة مختلفة، منتصرا للوطن وللأقصى، في مواجهة احتلال يسعى لهزيمتنا لكنه لم ولن يتمكن من ذلك.
وشدد المقادمة على أهمية الدور الأردني في غزة، سياسيا وانسانيا وطبيا، فقد كان للجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك أثر كبير في دعم صمودنا، وسندنا في مواجهة العدو الاسرائيلي، فالأردن لم يتوان يوما عن الوقوف معنا في حربنا، وهو ليس بالأمر الغريب عن جلالته الذي طالما دعم القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية المستشفى الميداني الأردني في غزة، وهو يستقبل عشرات الحالات يوميا، وحالات حرجة بين جرحى الاعتداءات الاسرائيلية، رغم صعوب الظروف وتقطع الطرق وقلة الامكانيات إلاّ أن المستشفى يقوم بدوره بشكل كبير ودون توقف على مدار الساعة.
وللغزيات موقف
سيدة غزية طلبت عدم ذكر اسمها، اعتبرت أن ما حدث أمس انتصارات عربية فلسطينية غزية للأقصى وللسلام وللأديان السماوية، فمن غير المقبول أن تستمر إسرائيل في انتهاك حرمة الأقصى، وجرائمها ضد المصلين التي لا تتوقف وتستمر يوميا بالكثير من العنف ومزيدا من الانتهاك، ما يجعل من الرد عليها ضرورة ومتوقعة.
ولم تأبه السيدة الغزية والتي نشير لها بـ « م . ص « بأي نقص للخدمات في غزة، ولا في أن يكون الغزيون مشاريع شهداء، فهذا ما يسعون اليه دون خوف أو قلق، أو رفض، إضافة لتقبّل أي أوضاع ستنتج عن العملية النضالية، نؤيدها وندفع باتجاه كل ما من شأنه حماية الأقصى وصون حقوقنا الدينية.
واعتبرت الأردن الدولة الأقرب للغزيين، مشيرة إلى متابعتها لكل الأحداث التي شهدها الشارع الأردني أمس من تضامن مع فلسطين، فهذه المواقف التي تأتي من القلب الأردني تصل للقلب الفلسطيني، وبطبيعة الحال جميعنا يدرك الدور الكبير الذي يقوم به المستشفى الميداني الأردني في غزة.
من القدس
وعبّر المقدسيون أمس عن فرحهم بفراغ القدس الشريف من ما اسموهم «بالغرباء»، فقد خلت المدينة المقدسة أمس من المستوطنين، وشهد الأقصى يوما تاريخيا ابتعد به المتطرفون عن الأقصى بشكل ملحوظ.
ووفق محافظة القدس، أغلقت قوات الاحتلال مداخل البلدة القديمة بالقدس، ومنعت دخول غير سكانها وتوقيف الشباب وتفتيشهم في محيطها، وأغلقت باب العامود من خلال حواجز حديدية