جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يبدو أن حمّى تحضيرات انتخابات مجلس النواب الوشيكة دخلت في مستويات الحرارة المرتفعة بالرغم من الاجواء التي توحي بعدم صعود الدخان الابيض الذي يحسم سياسيا من يجلس على كرسي الرئيس في منصة سلطة البرلمان .
ومن المرجح أن مؤشرات قوية تفيد بمواجهة برلمانية انتخابية قد تحصل بعد تراجع خيار التزكية والتوافق.
وهو الأمر الذي كان من الخيارات البعيدة نسبيا حتى قبل أسابيع قليلة بسبب الحضور القوي والمستحكم في اداء رئيس المجلس الحالي أحمد الصفدي وأحقيته في الاستمرار بموقعه لدورة برلمانية عادية ثانية يفترض ان تبدأ او تنعقد بعد خمسة أيام.
وهي آخر دورة في عهد البرلمان الحالي اطلاقا وبعدها من المنطقي الانتقال الى مسار التحضير لانتخابات نيابية جديدة ستعقد منتصف صيف او نهاية صيف العام المقبل 2024.
دخل أعضاء مجلس النواب في حالة الإجتماع الطارئة الدائمة حتى منتصف الليل.
وبدأت لقاءات الكواليس والمزارع والمبادرات والصالات تطغى على أحاديث النواب في الوقت الذي تبرز فيه كواليس وتحصل محاصصات وتبادل خدمات تتجاوز في تأثيرها موقع رئاسة مجلس النواب.
وتؤثر بالاصطفافات عموما بروز ثلاثة مرشحين على الاقل طامحون باحتلال مواقع متقدمة في الصف الاول لمؤسسة التشريع خصوصا في موقع النائب الاول والثاني وموقع مساعدي الرئيس وهي 5 مواقع مع الرئاسة تمثل المكتب الدائم للمجلس اي الحكومة والسلطة التنفيذية لمجلس النواب.
واضح للمراقبين مع صباح يوم الجمعة أن الانطباع المباشر هو عدم وجود صعود للدخان الابيض بمعنى اتفاق او توافق بين مؤسسات القرار بالعادة ينعكس على قرارات التصويت عند النواب وعلى تحديد هوية من سيتولى الموقع.
لكن ذلك بكل حال لا يعني أن ذلك الدخان الأبيض لم يصعد قريبا فقد يبرز ذلك في الساعات القليلة المقبلة قبل لحظة الاقتراع.
المنافسة بدت حادة وفقا لتقارير الاعلام المحلي حين أعلن النائب نصار القيسي قراره بالترشح وهي اشارة توحي بان لدي القيسي قناعة بانه يملك حصة منافسة صلبة للمرشح الأوفر حظا حتى الان وهو رئيس المجلس الحالي أحمد الصفدي وقرار القيسي المعلن اشارة مباشرة الى عدم وجود ما يمنع خوض مواجهة انتخابية شرسة وقد تكون اشارة مباشرة اكثر الى ان خيار التزكية لا تدعمه مراكز القرار عموما بصرف النظر عن فرصة مرشح ضد غير.
وتداول نواب مناورة سياسية بالذخيرة الحية توحي بان المجلس المخضرم عبد الكريم الدغمي قد يشارك في السباق الانتخابي وهو نائب مخضرم وصاحب خبرة طويلة وسبق ان تقلد عدة مرات موقع رئاسة مجلس النواب لكن الكيمياء بينه وبين نخبة من المسؤولين والمستشارين الحاليين قد لا توصله الى موقع الرئاسة.
وإذا ما انضم الدغمي فعلا إلى هذه المواجهة التنافسية واصر القيسي على قراره بترشيح نفسه فإن مجلس النواب الأردني أمام حالة انقسام مختلطة الأوراق يمكن ان تخدم حسابات الصفدي حصرا وبشكل خاص مع ان النواب يشيرون الى ان الدغمي لن يكمل مشواره في ترشيح نفسه اذا شعر او إشتم الدخان الابيض كما يوصف لدى الاوساط السياسية.
المُهم أن وجود حالة تنافسيه انتخابية عموما مؤشر ومظهر صحي يخدم مأسسة العمل البرلماني.
ويُشير إلى أن خطط تحديث المنظومة السياسية مستقبلا قد تتجه بثقة أكبر لأن الخيارات في الاستقطاب السياسي خارج سياق التزكية وترشيح الشخص الواحد.
لكن كل ذلك وسط مؤشرات ترجح أن الصفدي لديه كل القدرة الكامنة والأوراق التي تسمح له بأن يحتل حتى الآن على الأقل ما لم تحصل مفاجآت خلال 4 أيام أخرى إضافية الفرصة الأوفر حظا.
الرأي اليوم