جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
ربما شعرت باستغراب لما تحدّث به مصطفى العماوي أمين عام حزب الإئتلاف ، حين ذكر بأنّ أحد الأشخاص أبدى استعدادا لدفع مليون دينار للمقعد الأول في قائمة الحزب ، في حين وصلت أسعار المقاعد حتى الخامس لستمائة ألف دينار عدّا ونقدا .
ماكان يجب أن يصدر هذا الكلام عن مسؤول حزبي ، لأن العديد من علامات الإستفهام سيجري إثارتها ، والجميع يعلم بأن المقاعد الأولى في قوائم بعض الأحزاب سيكون لها ثمن ، وهذا وضع طبيعي ، فالحملات الانتخابية للأحزاب ستكون مرهقة جدا وبتكاليف عالية ، خاصة وأن الحزب سيشارك في نصف عدد الدوائر على الأقل .
كلام العماوي سابق لأوانه ، فلا أحد يرغب بنزع الثقة من الأحزاب السياسية ، رغم إدراكنا بأن غالبية المواطنين لا يثقون بمختلف الأحزاب ، والتي ستحتاج لسنوات عديدة لجسر الهوّة مع المواطن ، وهذا يتطلّب بذل مزيد من الجهود الكبيرة خلال الفترة المقبلة .
لا نشكّ أبدا بأن المقاعد الأولى في بعض الأحزاب سيكون لها ثمن ، خاصة تلك الأحزاب الواثقة بالوصول للمجلس بعدد وافر من المقاعد ، ومن حق الأحزاب الحصول على المال من المرشحين ، فالحملات الإنتخابية ستتم تغطيتها من تلك الأموال التي سيدفعها المرشحون ، لأن الحكومة او الهيئة المستقلة لن تدفع فلسا واحدا للأحزاب قبل الانتخابات ، لأن الدعم المالي مرتبط بالمشاركة في الانتخابات وضمن شروط ، حتى هذا الدعم ما هو إلّا فتات لا يسمن ولا يغني .
حملات بعض الأحزاب قد تتكلّف ملايين الدنانير ، وهذا ليس أمرا مبالغا فيه ، فترشيح شخص واحد في دائرة محلية يختلف عن القوائم التي ستنشط أحزابها في مختلف مناطق المملكة ، وهذا يتطلّب تكاليف مالية هائلة .
رجل أعمال وصاحب نكتة ، وخلال حديثي معه حول الموضوع سابق الذكر خاطبني بالقول .. أنا على استعداد لشراء مقاعد حزبية .. المهم أن لا تكون هناك مغالاة في السعر ، وأنا أدفع بحقّ الله ! ضحكت من أعماقي ، وربما أضحك أكثر من ذلك خلال الفترة القادمة التي سنشهد فيها الكثير من المفارقات ، وما علينا غير الانتظار .