جفرا نيوز - فرح سمحان
نظرة تحليلية قاسية وموقف رمادي سجله الزميل الإعلامي وزير الاتصال الحكومي الذي دخل التعديل الوزاري السابع أخيرا الدكتور مهند مبيضين ، حول قانون الجرائم الإلكترونية الذي كان قد كتب حوله مقالات لافتة بمضامينه الخاصة ورؤيته التي لربما تُبدل وتغير بعقلية الوزير الرسمية .
المبيضين قال في مقال له نشر بتاريخ 13 آب بعنوان "الأردنيون والجرائم الإلكترونية" ، إن نقاشات القانون لم تكن تتطلب استقدام أساتذة جامعات لغرفتي التشريع في مجلس الأمة، لأنه يرى بأن لدى الأكاديميين طموحاتٌ كافيةٌ لبلوغ المواقع العامة، وهو بات يتوفّر عبر العلاقات والتمثيل الجهوي، مستشهدا بمشروع المدينة الجديدة الذي قال إنه لم يخضع لرأي أساتذة الجغرافيا السكانية ، أي بما معنى لماذا طبق ذلك مع "القانون الجدلي" ؟ .
وكان يشاطر رأي الغالبية فيما يتعلق بمجلس النواب وموقف الشارع منه حول قانون الجرائم الإلكترونية ، إذ كان يرى المبيضين حينها أن سياق قانون الجرائم الإلكترونية كشف عن ضعف في اللعبة الديمقراطية الأردنية، وخسر مجلس النواب مزيدا من صورته، على الرغم من أهمية القانون لضبط المجال الرقمي الإعلامي" .
المفارقة الرمادية الدرامية في رأي المبيضين هنا كإعلامي يكتب ويحلل تختلف بحسبته ورؤيته الآن كناطق باسم الحكومة ، إذ أن القاعدة تقول إن أي تصريح مستقبلي له عن القانون أو أي قضية أبدى رأيه فيها سابقا ستدخله في متاهة القيل والقال والانتقاد ولأنه إعلامي أصلا فسيعرف إلى حد ما كيف يوازن بين موقعه كوزير اتصال وقدراته كإعلامي بقالب أكاديمي .
المبيضين لم ينس أيضا في حديثه عن الجرائم رأي جماعة الإخوان المسلمين التي حاربت قانون الجرائم الإلكترونية وحذرت منه ومن تبعاته ، الأمر الذي دفعه في ذات السياق أن يطرح تساؤلا موجها للأردنيين بقوله لهم " لماذا لم تدافعوا عن حريتكم في مسائل عارضة تحدث في حياتكم"؟ ، كما نوه إلى جزئية مهمة في مجال الحريات وهي تدخل السفارات العلامة التي تؤشر أنه من معارضي التدخلات الخارجية في الشؤون المحلية ، لكن قبل أن يصبح وزيرا .
أيضا سبق للمبيضين وفي إطار دوره كإعلامي الحديث عن شؤون اقتصادية وحينها كان حادا وصارما في تحليله ، إذ قال في إحدى مقالاته السابقة إن الناس لا تعرف كلّ الحقائق فهناك وظائف كثيرة يتم التعيين فيها وفقاً للتنسيبات وشراء الخدمات، ويظل أمرًا خارج دائرة المؤسسة التوظيفية الأولى في التوظيف وهي ديوان الخدمة .
كما انتصر حينها للشباب بالتطرق للبطالة التي قال إنها حاضرة في وجوه آلاف المهندسين والأطباء وخريجي الجامعات وكليات المجتمع ، ما يجعل الكثير ينتظرون أول تصريحات المبيضين عن البطالة والتقصير الحكومي المتعاقب في هذا الملف ، لا بل قال إن هناك محاولات لإقناع الشباب بأن ما يحدث أمر طبيعي ، وبالتالي فإن أي فجوات في المواقف لن تكون إلا بمثابة كرت عبور لمغبة الانتقادات اللاذعة التي ستطال مبيضين لاحقا ، وهو حتى الآن لم يخرج بأية تصريحات لعله يرتب أجندته حتى يتجنب كل ما سلف ذكره .