جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى اندلعت حين قام زعيم المعارضة الإسرائيلية اليميني آنذاك "أرئيل شارون" بزيارة "استفزازية" لباحة المسجد الأقصى بحماية ألفين من الجنود وحرس الحدود الإسرائيليين، وكانت هذه الواقعة بمثابة الشرارة التي ألهبت الأراضي الفلسطينية بسلسلة من المواجهات الدامية امتدت لتشمل المدن والبلدات الفلسطينية ومناطق الخط الأخضر.
وبعد يومين من المواجهات وفي الثلاثين من الشهر ذاته، استشهد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" (11عاماً) من قطاع غزة، بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية وهو بين يدي أبيه وأمام عدسة كاميرات التلفزة، فهزت صورته العالم التي كشفت بشاعة الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح رمزاً لانتفاضة الأقصى.
الطفل الشهيد "فارس عودة" لم يكن بالبعيد عن الشهيد "محمد الدرة"، حيث صورته عدسات الكاميرات وهو أعزل يواجه الدبابة الإسرائيلية بحجر، وأضحت صورته عنواناً للتحدي الفلسطيني والإصرار على مواجهة المحتل من أجل دحر الاحتلال ونيل الحرية.
اعتقال وتعذيب وتنكيل مستمر
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، إنها رصدت أكثر من 135 ألف حالة اعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وأن تلك الاعتقالات طالت فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني كافة، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً.
وأضافت الهيئة، في تقرير لها أصدرته بمناسبة حلول الذكرى الـ 23 لاندلاع انتفاضة الأقصى والتي تصادف اليوم الخميس، أن من بين تلك الحالات سًجل قرابة 21 ألف حالة اعتقال في صفوف الأطفال القصر، واعتقال نصف أعضاء المجلس التشريعي "البرلمان الفلسطيني" في دورته الأخيرة، وعدد من الوزراء، والمئات من الأكاديميين والصحافيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
وأشارت الهيئة في تقريرها إلى اعتقال أكثر من 2600 فتاة وسيدة فلسطينية؛ كان من بينهن 4 سيدات وضعت كل منهن مولودها داخل السجن في ظروف قاسية وصعبة، وهن ميرفت طه (21عاماً) من القدس، والتي اعتقلت عام 2002 ووضعت مولودها البكر "وائل" عام 2003، ومنال غانم (32عاماً) من طولكرم، التي اعتقلت في عام2003 من منزلها في طولكرم وهي أم لأربعة أولاد، ووضعت مولودها "نور" في ذات العام، وسمر صبيح (22عاماً) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والتي اعتقلت وهي حامل في الشهر الثالث، عام 2005، ووضعت مولودها البكر عام 2006، وفاطمة الزق (40عاماً) من مدينة غزة، وكانت قد اعتقلت وهي حامل في شهرها الثاني عام 2007 عبر حاجز بيت حانون، وهي أم لثمانية أبناء، وقد وضعت مولودها "يوسف" عام .2008
وأوضحت الهيئة إلى وجود تصاعد لافت في حجم قرارات الاعتقال الإداري، إذ رصدت إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من (32) ألف قرار اعتقال إداري، ما بين قرار جديد وتجديد الاعتقال الإداري، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.
وذكرت الهيئة أن التعذيب لم يتوقف في السجون الإسرائيلية، كما أن عمليات القتل والإعدام البطيء عبر ما يسمى بالإهمال الطبي هو الآخر لم يتوقف، فيما أن حالة القمع والتنكيل والتحريض العنصري ضد الأسرى تصاعدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأقرت مجموعة من القوانين لشرعنة الجريمة، وتصاعدت أكثر بعد تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة وتسلم "إيتمار بن غفير" وزارة الأمن القومي" مما أدى إلى سقوط العديد من المعتقلين شهداء، حيث التحق بقائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، نحو 114 شهيداً، نتيجة التعذيب والقتل المتعمد والإهمال الطبي، كان آخرهم الأسير خضر عدنان، مما رفع قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة إلى 237 شهيداً، بالإضافة إلى آخرين كثُر ارتقوا شهداء بعد خروجهم من السجن، متأثرين بما أصابهم من أمراض خلال فترة سجنهم.
ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها نحو 5200 أسير فلسطيني، بينهم (38) أسيرة ونحو (170) طفلا، وأكثر من (1250) معتقل إداري و(700) أسير يعانون أمراضا مختلفة، من بينهم (24) أسيرا يعانون مرض السرطان أخطرهم الأسير القائد وليد دقة.
وفا