جفرا نيوز - جفرا نيوز- يحيي الأردن والعالم في 26 أيلول من كل عام، اليوم العالمي لوسائل تنظيم الإنجاب، بهدف نشر الوعي حول وسائل تنظيم الإنجاب المتاحة للاختيار الحر من قبل الزوجين، وإظهار عوائد تنظيم الإنجاب وأهمية الاستجابة للحاجة غير الملباة لوسائل تنظيم الإنجاب، وكي يتجنب الزوجان الأحمال غير المخطط لها.
وأكد المجلس الأعلى للسكان في بيان أن لتنظيم الإنجاب عوائد إيجابية عديدة على صحة الأم والطفل وأحوال الأسرة والمجتمع ككل، حيث تعدّ الصحة الإنجابية والجنسية والحقوق الإنجابية أمورا أساسية تستوجب من الأسرة النظر في خياراتها وقراراتها حولها، ويحق للأزواج الحصول على خدمات تنظيم الإنجاب والتي تتيح لهم اتخاذ القرار بشأن عدد الأطفال الذي يرغبون بإنجابه والذي كفلته لهم المواثيق الوطنية والدولية كافة.
وتتيح وسائل تنظيم الإنجاب للزوجين أن يحققوا مدة المباعدة بين مواليدهم، وهذا ما أكدت عليه الغاية 3.7 من غايات التنمية المستدامة التي دعت إلى ضمان حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية والجنسية والإنجابية وضمان عدم تخلف أحد عن الركب.
كما أكدت ذلك أيضا التزامات قمة نيروبي العالمية 2019 التي تضمنت ضمن نتائجها التحويلية تحقيق صفر حاجة غير ملباة لتنظيم الأسرة بحلول عام 2030.
وفي الأردن، ذكر المجلس أنه رغم ما حصل من انخفاض في معدل استخدام الوسائل التقليدية التي تتميز بنسبة فشل عالية عند استعمالها لأشهر عديدة، فإن هذا المعدل ما يزال مرتفعا عند 14.4% قياسا بالعديد من الدول النامية، كما لا يزال معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة متواضعا عند حوالي 37.4% (تهيمن عليها وسيلة اللولب الذي يسهم بنسبة 21% من إجمالي الوسائل المستخدمة في الأردن، ويليه الحبوب 8% ثم الواقي الذكري 5%).
ويظل استعمال هذه الوسائل مؤشرا على رغبة أكيدة لدى الزوجين في الأردن بتنظيم إنجابهم، حيث بلغت نسبة النساء المتزوجات حاليا وفي سن الإنجاب اللاتي لا يرغبن بإنجاب مزيد من الأطفال مستقبلا 49% مقارنة بـ28% عند الرجال. كما بلغت نسبة السيدات المتزوجات في سن الإنجاب اللاتي لا يستعملن حاليا وسائل تنظيم الإنجاب ولديهن النية لاستخدامها مستقبلا قرابة 33%.
وبيّن المجلس أن هناك نسبة مرتفعة من السيدات المتزوجات اللواتي لديهن حاجة غير ملباة لتنظيم الإنجاب حيث بلغت حوالي (14,2% إلى 13,6% بين الأردنيات و18,6% بين السوريات)، وإذا أضفنا لهذه النسبة نسبة الأزواج الذين يستخدمون الوسائل التقليدية تصل نسبة من لديهن حاجة غير ملباة إلى وسيلة فعالة لتنظيم الإنجاب إلى 28.6%، وهذه نسبة عالية جدا، وإذا لم تسعَ برامج الصحة الإنجابية إلى هؤلاء الأزواج لتلبية حاجاتهم هذه، فإنهم سيكونون معرضين لولاداتٍ سنوية غير مرغوبة ومسؤولين عن نسبة عالية من الولادات غير المقصودة على المستوى الوطني والتي تقدر بحوالي 60 ألف ولادة سنويا.
وقال إن وجود مستويات إنجاب عالية وتباينها حسب المحافظات والجنسية ومستوى التعليم ومستوى المعيشة يشكل تحديا للاستراتيجيات كافة، إذ يبلغ معدل الإنجاب المكتمل للنساء (40-49 سنة) بين الأردنيات (3.8) طفل/امرأة) مقارنة بـ(5 أطفال/نساء) بين النساء السوريات.
ويسهم التباين الإنجابي في إحداث فرق في معدلات تزايد أعداد الأردنيين واللاجئين السوريين، كما يوسع الفجوة بينهم في حجم الأسرة ومستوى المعيشة. إلى جانب قصر مدة المباعدة بين المواليد، حيث إن 29% من المواليد في الأردن لم يمضِ على ولادة سابقيهم سنتان.
"ويستمر تسجيل أعداد عالية من المواليد كل سنة، حيث سُجل نحو 2.7 مليون مولود خلال الأعوام 2010-2022 بمتوسط سنوي يتجاوز 200 ألف مولود"، وفق المجلس.
وتوقع المجلس أن يسرع الأزواج إلى إنجاب مولودهم الأول قبل اختبار فرص استدامة زواجهم و/أو تعافيهم من نفقات الزواج، وقد يعود هذا الحدث إلى عدة أسباب منها عدم استعمالهم لموانع الحمل في السنة الأولى من الزواج.
وأظهرت نتائج غير منشورة لمسح السكان والصحة الأسرية 2017/2018 أن نسبة حديثي الزواج الذين أنجبوا مولودهم الأول خلال سنة ونصف وخلال سنتين بعد الزفاف بلغت 66.3% و78.9% على التوالي.
وتشير بيانات نظام التزويد الخاص بوسائل تنظيم الإنجاب لدى وزارة الصحة، إلى تراجع في عدد سنوات الحماية من الحمل (أي أعداد المتزوجات المحميات من الحمل المستخدمات للوسائل الحديثة لتنظيم الإنجاب) وفقا لكميات وسائل تنظيم الأسرة الموزعة من قبل القطاعات التي يغذيها نظام التزويد وذلك خلال الأعوام 2015 -2022، حيث انخفض العدد من 227,594 عام 2015 إلى 185,393 عام 2022.
وأضاف المجلس أن من الأسباب المحتملة لتناقص عدد المستخدمين للوسائل الحديثة لتنظيم الإنجاب وجود فرص ضائعة لتقديم المعلومة والمشورة حول هذه الوسائل للمتزوجات المترددات على مواقع الخدمات خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وفي فترة النفاس، وعند زيارة تطعيم المواليد، أو أي زيارات أخرى، وكذلك قبل الخروج من أقسام الولادة بعد الوضع، خاصة وأن جميع الولادات تقريبا تقع في مستشفى، ونقص في عدد مقدمات المشورة المتفرغات لهذه المهمة، وازدحام مواقع الخدمات بسبب عدم وجود نظام يحدد مواعيد زيارات السيدات موزعة بعدالة على ساعات العمل الأمر الذي ينتفي معه وجود وقت كافٍ مخصص لتقديم المعلومات للسيدة المترددة، وعدم وجود مكان مخصص لتقديم المشورة حول وسائل تنظيم الإنجاب في معظم مواقع تقديم هذه الخدمة.
وأوضح من أبرز الأدلة على هذه الفرص المهدورة أن 79% من النساء المتزوجات ممّن هنّ في سن الإنجاب وكن غير مستخدمات لوسائل تنظيم الإنجاب لم يتلقين مشورة أو معلومات عن تنظيم الإنجاب من عاملة صحية ميدانية أو عندما كن في مرفق صحي خلال السنة الماضية حسب نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017/2018.
ولغايات تعزيز برامج الصحة الإنجابية عامة وبرنامج تنظيم الإنجاب، يعمل المجلس الأعلى للسكان بالتعاون مع شركائه على متابعة تنفيذ الاستراتجية الوطنية للصحة الإنجابة والجنسية للأعوام 2020-2030 والخطط التنفيذية المنبثقة عنها.
وتعدّ الاستراتيجية الوطنية الأولى التي تتناول جميع مكونات الصحة الإنجابية (الأمومة الآمنة، مرحلة الاستعداد للزواج وفحوصات ما قبل الزواج، الأمراض المنقولة جنسيا، سرطانات الجهاز التناسلي، تنظيم الأسرة، العنف القائم على النوع الاجتماعي، العقم، سن الأمل)، بالإضافة إلى أنها موجهة إلى جميع أفراد المجتمع كونها مرتكزة على دورة حياة الإنسان.
- 966 مليون امرأة في سن الإنجاب تتخدم وسيلة منع حمل -
وعالميا، فإن من بين 1.9 مليار امرأة في سن الإنجاب (15-49 سنة)، تستخدم 966 مليون امرأة في سن الإنجاب إحدى وسائل منع الحمل. ويستخدم منهن نحو 874 مليون امرأة وسيلة حديثة لتنظيم الأسرة و92 مليونا يستخدمن وسائل تنظيم الإنجاب التقليدية القليلة الفعالية.
وتضاعف تقريبا عدد مستخدمي وسائل تنظيم الإنجاب الحديثة في جميع أنحاء العالم منذ عام 1990 (من 467 مليونا) إلى 874 مليون امرأة عام 2022 . ومع ذلك لا تزال هناك 164 مليون امرأة ترغب بتأخير الحمل أو تجنبه ولا يستخدمن أي وسيلة لتنظيم الإنجاب وبذلك يعتبر أن لديهن حاجة غير ملباة لتنظيم الأسرة.
وبلغت نسبة النساء في سن الإنجاب (15-49 سنة) اللاتي تم تلبية حاجتهن من الوسائل الحديثة لتنظيم الإنجاب 77% على مستوى العالم، بارتفاع 10 نقاط مئوية عن عام 1990 (67%).
وأشار المجلس إلى أن نسبة النساء اللاتي يرغبن بتجنب الحمل ونسبة النساء اللاتي يستخدمن أي وسيلة من وسائل تنظيم الإنجاب في العالم هي الأعلى بين النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 44 سنة والأدنى بين النساء تحت سن 25.