جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
شهدت بعض الأحزاب السياسية مؤخرا جملة من الإستقالات والتي كان بعضها مؤثرًا ، وطال شخصيات من الصفوف الأولى ، وهذا مؤشّر واضح على أنّ مايجري داخلها ينذر بتداعيات خطيرة قد يطال أحزابًا أخرى مع بدء العدّ التنازلي للإنتخابات النيابية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أقل من عام من الآن .
هذه الإستقالات تثير جملة من الأسئلة والإستفسارات وعلامات الإستفهام عمّا يجري داخل أجهزتها التنظيمية ، ومن خلال تواصل جفرا مع عدد من المستقيلين تبيّن وجود العديد من الاسباب التي أدّت لحدوث مثل هذه الإختلالات ، والتي تشي بأن ما هو قادم قد يكون أكبر من ذلك .
اتّهامات وجّهت لقيادات حزبية بالإنفراد في القرار، وعدم الإهتمام بالقواعد، حيث يقول أحد المستقيلين بأنّ غالبية المؤسسين لا وجود لهم إطلاقًا، ويبدو أن الهدف الرئيسي لدى القائمين على الحزب هو فقط الحصول على الترخيص، مضيفًا إلى وجود حالة من الشخصنة والمصالح الضيّقة، وعدم الإستماع لأي رأي معارض .
ويشير آخر إلى وجود حالة من المزاجية في التعامل، وكأنّ الحزب هو شركة لفلان وعلّان، متهما قيادات حزبيه بأنها لا تفقه ألف باء العمل الحزبي ، محذّرا في الوقت نفسه من تداعيات خطيرة قد تعصف بالحزب إن لم يجر تدارك الأمور قبل فوات الأوان .
ما يجري في بعض الأحزاب يدلّ على مدى قصر النظر لدى قيادات بعينها، تمكنت من الحصول على ما تريده من مواقع متقدمة، غير أن ذلك سيثير العديد من الإشكاليات مستقبلا ، في الوقت الذي مازالت فيه غالبية الأحزاب تفتقر للبرامج الحقيقية والجادة والقابلة للتطبيق ، والقادرة على إقناع المواطن بالإنضمام للأحزاب .
هذه المعضلات من استقالات وغيرها سيكون لها التأثير البالغ على المواطن نفسه الغير مقتنع أصلا بالعملية الحزبية ، وبالتالي فإنّ مسألة إقناع المواطنين بالإنخراط في الأحزاب ستواجه صعوبة كبيرة ، وإذا كانت الفرصة اليوم سانحة نوعا ما ، فإن هذه الفرصة قد نفتقدها خلال الفترة القادمة ، في الوقت الذي تبذل فيه أحزاب جهودا واضحة ومميزة للتعامل الإيجابي مع المرحلة القادمة ، والتي ينظر إليها العديد من المراقبين والمتابعين على أنه ستكون هامّة جدا ومؤثّرة في حياة الأردنيين .