ماهي أسباب عزوف المثقفين والسياسيين عن المشاركة بالأحزاب ؟
الخميس-2023-09-20 10:46 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
في تسعينيات القرن الماضي وظهور الأحزاب على السطح بعد أن كانت تعمل تحت الأرض ، تمّ توجيه انتقادات لاذعة لقطاع المثقفين والسياسيين وحتى الأكاديميين لرفضهم الدخول في الأحزاب ، وكانت حجّة هؤلاء بأن ترخيص الأحزاب من قبل الحكومة لن يجدي نفعا ، والتقيّد بالقانون سيمنعها من العمل بحريّة ، إضافة إلى أن السماح للعمل الحزبي بالعمل سيؤدّي إلى اعتقال الكثير من أعضاء الأحزاب بعد أن تمّ اكتشافهم .
كلها أسباب باهتة وبعيدة عن العقلانية ، هؤلاء كانوا يرون في أنفسهم بأنهم أكبر من الأحزاب ، ويمكن القول ، ونحن أبناء تلك المرحلة ، بأنهم عجزوا تماما عن تشكيل أحزاب سياسية ، لقد عجزوا تماما عن جمع خمسين مؤسسا ، لأنهم كانوا يرغبون فقط بالكرسي الأول في الحزب.
اليوم تتكرر نفس القضية ؛ فنحن نعيش بمرحلة جديدة من العمل الحزبي ، تبتعد لأكثر من ثلاثين عاما عن المرحلة السابقة ، ونفس هؤلاء أحجموا عن الإنخراط في الحياة السياسية والحزبية الجديدة ، لأسباب شخصية بحتة ، والأنا المفرطة والضخمة لديهم ، ورغبة هؤلاء بالجلوس في الصفوف الأولى دائما.
أكثر من أربعين ألفا هو عدد مؤسسي الأحزاب السياسية اليوم ، والغالبية مواطنون عاديون يرغبون بأن تحتل الأحزاب مكانتها المرموقة ، وحين سألت جفرا أحد المثقفين ممن رفض دخول الأحزاب ، كانت إجابته هي عدم القناعة بكل ما هو موجود على الساحة ، وهو تبرير لا يتقبله عقل ولا منطق ، وحين طلبنا منه تشكيل حزب على مقاسه هو ؛ احتدّ وغضب وأبدى انزعاجا واضحًا.
الأحزاب السياسية منتشرة على امتداد الوطن ، ومن غير المعقول الحكم بالتعميم ، ويمكن لأي مواطن العمل على تأسيس الحزب الذي يريد ، فالقانون واضح ولا يحتاج لنوع من البشر لزوم التأسيس ، والمواطن الأردني يمتلك وعيا كافيا ، وليس من شروط تأسيس الحزب أن يكون مثقفا وأديبا وأكاديميا أو حتى وزيرا سابقا .