جفرا نيوز - فرح سمحان
أعاد الملك عبدالله الثاني التأكيد في كلمته خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن ملف اللجوء السوري ليس مسؤولية الأردن وحده وكأنه " فرضة لازم" ؛ في حين كانت الإشارات والتحليلات للخطاب الذي اتسم بشيء من "الصراحة والمكاشفة" تشير إلى أن المملكة أدت واجباها ولم تقصر تجاه اللاجئين السوريين لكن الأمر فاض عن حده ولن يكون القادم كما سبق حيال ذلك.
الملك وفي خطابه الذي صنف على أنه الأول عربيا تحدث بلهجة كانت "قاسية" لكنها مباشرة وفي توقيتها ، إذ وضع يده على الجرح بتناول ملف اللجوء السوري الذي استنزف الكثير من الموارد من دولة بالأساس مواردها محدودة وتسبب في خلق أزمة تهريب المخدرات على الحدود والتي كانت القوات المسلحة كالشوكة في حلق من يقفون خلفها.
هنا كانت رسالة الملك واضحة ولا لوم فيها ولا عتب بأن الأردن وأمنه خط أحمر ولا أحد ولا شيء فوق ذلك ؛ مع التركيز أيضا أنه طرح المشكلات وبالمقابل اقترح الحلول وتحدث عنها بمجمل جوانبها ، بحضور المجتمع الدولي الذي عليه أيضا مسؤولية تجاه اللاجئين وتوقع سيناريوهات جديدة ستفرضها طبيعة المرحلة المقبلة واستمرار الأزمة حاليا في الجنوب السوري.
التحليلات لخطاب الملك على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي سبق وأكد أن مستقبل اللاجئين في بلدهم تفيد بأن الحلقة المحورية لهذا الملف تتبلور في أمرين الأول البقاء على ذات النهج مع اللاجئين الحاليين في الأردن لحين عودتهم إلى بلادهم عندما تسمح الظروف لكن لا مزيد من اللاجئين الجدد حتى مع استمرار الأزمات ، والأمر الثاني هو رسالة الأردن للمجتمع الدولي ككل بتحمل المسؤولية على اعتبار أنها مشتركة وتمس الجميع بلا استثناء والأثر إذا لم تحمد عقباه فلن يكون على المملكة وحسب.
المطلعون في المحافل العالمية المهمة على خطابات الملك يعرفون ويؤكدون أنه ومنذ بدء اللجوء السوري والأزمة ولحين إلقاء هذا الخطاب ؛ كان جلالته دائما حريص على التوازن في الطرح ووضع مستقبل الشباب وتوفير حياة كريمة لكل لاجئ نُصب عينيه ؛ وبذلك الأردن قدم للعالم أجمع رسالة في كيفية التعامل مع ملفات اللجوء والصمود في تقديم أشكال الدعم كافة حتى مع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي لحقت به.
وبالتالي حان الوقت للتفكير من قبل الحكومة السورية في تحمل نتاجات الأزمة والتعامل معها داخليا حتى يرتاح المجتمع الدولي وتحديدا الأردن من مؤرقات الأمن والسلم المجتمعي ونقص الدعومات أخيرا ؛ الأمر الذي سيخلق فجوة كبيرة عند المجتمعات المستضيفة.